المدرب عملة نادرة وغالية, تزداد خبرة ولمعانا مع مرور الزمن, خاصة إذا كان من تلك النوعية التي تجيد التعامل مع كرة القدم وتعرف كيف تبني فرقا وتحقق إنجازات وتحصد بطولات, ومن ثم فإن تقاعد المدرب ليس منطقيا ولا طبيعيا, لأن ذلك يعني أنه سيأتي اليوم الذي لا تجد فيه الأندية والمنتخبات مدربين مخضرمين, بدليل أن الأهلي وجد صعوبة في اختيار بديل مؤقت للمدير الفني المستقيل حسام البدري, وهو النادي نفسه الذي لم يجد بديلا للألماني' فينجادا' فأسند المهمة للبدري قبل بداية الموسم الماضي.. والنتيجة معروفة الآن! البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد الإسباني قال إنه سيعمل في مجال التدريب لنفس المدة التي سيقضيها السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي 24 عاما وأضاف: أري أنه من أفضل التصريحات التي أدلي بها فيرجسون هذا الموسم, عندما قال إنه أكبر من أن يتقاعد.. مدرب مثل فيرجسون, لن يتقاعد أبدا.. إنه حقا أمر لا يصدق, ورغم التجاعيد في وجهه إلا أنه قادر علي العمل بنفس الدرجة منذ أن قابلته لأول مرة. والمدرب هو أول من يدفع ثمن الإخفاقات والنتائج السيئة سواء كان في ناد كبير أو صغير لأنه الشخصية المحورية التي يجب أن تتمتع بمواصفات خاصة ليس في الناحية الفنية فقط ولكن في الأمور الإدارية والقيادية أيضا, بحكم أنه يتعامل مع شريحة اللاعبين الخاصة جدا التي تتطلب معاملة تراعي النجومية والأوضاع الاجتماعية وغيرها من الأمور التي يكون لها تأثيرها النفسي! والمدرب ليس شهادات ورخصة فقط, وإنما أيضا خبرة وشخصية وهو ما لا يتوافر لكثيرين, ومن هنا يتأكد أن قرار الكابتن الجوهري اعتزال التدريب لم يكن نابعا من إرادة حقيقية, وإنما أملته ضغوط لم يتحملها قلبه الضعيف, كما لم يتحمله اتحاد الكرة عندنا كمدير فني للاتحاد!