في هذا المكان منذ عدة أشهر قدمنا الكابتن فتحي مبروك كنموذج من أبناء الأندية المخلصين المجندين لخدمة أنديتهم عندما يتم استدعاؤهم لمهمة مؤقتة يؤدونها علي الوجه الأكمل دون تقصير أو تذمر في الوقت الذي يتفاوض فيه النادي مع المدرب الأجنبي.. واليوم نقدم الكابتن محمد صلاح المدير الفني المؤقت للزمالك كواحد من هؤلاء الرجال الذين يحبون أنديتهم ويتقدمون لخدمتها دون أي شروط مسبقة.. وظل صلاح يقود الفريق في الدوري ويحافظ علي الصدارة بعد هروب البرتغالي باشيكو ولم يبد غضبا من مفاوضات الإدارة مع الهارب القديم فييرا الذي بالغ في فرض شروطه التعجيزية ومنها إقصاء الثنائي محمد صلاح واسماعيل يوسف المدير الفني ومدير الكرة في حالة توليه المهمة!! ويحسب لإدارة النادي رفضها الاذعان لهذه الشروط ومنحت الجهاز الوطني الثقة الكاملة بقيادة الزمالك في القمة «109» أمس أمام الأهلي في الأسبوع الثامن عشر.. وبصرف النظر عن نتيجة المباراة التي تعد واحدة في الماراثون الطويل نحو الدرع الذي يبحث عنه الفريق الأبيض منذ عام 2004 وحتي الآن وهو يقيم بصفة دائمة في قلعة الجزيرة.. فهل يتحرك هذا الموسم للاتجاه لميت عقبة.. الشيء الطيب الذي يحسب لإدارة الزمالك أيضا الوعد باستمرار هذا الجهاز حتي نهاية الموسم إذا حقق الفوز في القمة أو حتي التعادل وربما ما هو أكثر من ذلك.. علينا أن ننتظر لنري القادم..ودون استباق للأحداث فإن فوز الزمالك يرفع رصيده إلي 43 نقطة ويوسع الفارق بينه وبين منافسه التقليدي إلي 8 نقاط حتي في حالة فوز الأهلي علي الداخلية في مباراته المؤجلة ويحافظ التعادل علي صدارة الأبيض للمسابقة الكبري.. وحتي الخسارة.. وفي هذه الحالات الثلاث يمكن ان يضع الزمالك الثقة في مدربه الوطني لنهاية الموسم دون خوف أو تردد.. وقبل لقاء القمة بساعات أكد المستشار مرتضي منصور ثقته الكاملة في قدرات صلاح ومهارة الوطني المساعد لإسعاد الجماهير العاشقة التي ملأت مدرجات الدرجة الثالثة عصر الاثنين في آخر تدريب قبل المعسكر المغلق. هذه ليست المرة الأولي التي يلبي فيها صلاح نداء ناديه ليكون الرجل الثاني قبل ان يتولي المهمة كاملة فقد اختير للعمل مدربا عاما مع أحمد حسام قبل تولي التوءم تدريب الزمالك.. قبل يومها المهمة غير عابئ بفارق السن و الخبرة الكبيرة التي بينه وبين «ميدو» وللأمانة كان هذا ما فعله أيضا عبدالرحيم محمد قبل تركه المهمة لصلاح.. هذا لا يعني أن صلاح قانع بدور الرجل الثاني فهو لاعب ومدرب قدير منذ عصر البطولات التي حصدها الزمالك مع الجيل الذهبي.. ولهذا لم يخجل من التأكيد علي حقه في أن يكون الرجل الأول وكانت إرادة الله ان يتعنت فييرا في شروطه ليعطي الفرصة لصلاح التي يتمناها وهو أهل لها.. فالرجل يؤكد ان اللاعبين هم الذين يصنعون الفارق مع أي مدرب الذي يفترض ان يكون لديه الأفكار الفنية التي يقدمها مع توفيقه في اختيار «التوليفة» الصحيحة وحسن إدارة المباراة.. وهنا تكون الفوارق قليلة بين الوطني والأجنبي وربما كان الوطني الأفضل واسألوا الراحل محمود الجوهري وحسن شحاتة اللذين حققا لمصر أفضل النتائج عالميا وقاريا.. خاض صلاح تجربة الرجل الأول في عدة أندية: درب غزل وبلدية المحلة وطنطا والترسانة والسويس والمصري وفشلت أغلب التجارب ليس بسببه وإنما تولي المهمة في أعقاب استقالة أو اقالة مدربين لم ينجحوا ليس بسبب سوء الإدارة الفنية وإنما لنقص الامكانات التي حالت دون دعم حقيقي يصنع الفارق مع المدرب المتميز.