پ لا شك أن النادي الأهلي يمر في الفترة الحالية بواحدة من أسوء فتراته علي المستوي الإداري. وذلك خلال فترة المجلس الحالي الذي يقوده محمود طاهر. فالاضطراب والخروج عن النص كان سمة واضحة في هذا المجلس منذ اليوم الأول له في قيادة القلعة الحمراء. والتمس البعض لهم العذر بعدم وجود خبرات في الإدارة إلا لعضوين فقط هما رئيس النادي الذي كانت له تجربة في مجلس الراحل صالح سليم ومحمد عبد الوهاب أحد أعضاء المجلس والذي كانت له تجربة أيضا في مجلس الرئيس السابق للنادي حسن حمدي. الغريب أن المجلس الحالي ظل في نفس حالة التخبط والفوضي حتي الأن رغم مرور فترة كافية للخروج من النفق المظلم لتفقد القلعة الحمراء بذلك أحد أبرز وأهم معايير نجاحها في السنوات الماضية. فقبل أي لاعب أو مدرب كان يتم الثناء علي دور مجلس إدارة النادي القوي والمتماسك والذي يوفر كل شيئ. لكن هذه المرة كان المجلس بداية الفشل للنادي الأكبر في القار الأفريقية. وبعد أن حدثت النتيجة المنطقية وهي الفشل الذريع لفريق كرة القدم الأول والذي شئنا أو أبينا هو البرواز والمعيار الذي من خلاله يتم الحكم علي أي إدارة لأن الأهلي ليس ناديا اجتماعيا تم عمله للأعضاء وإنما هو قلعة رياضية لها تاريخ ورموز أثروا الرياضة المصرية علي مدار تاريخها كما أن فريق الكرة الأول الذي حقق انجازات وبطولات وأفرز نجوما كبارا وكان ولايزال هو الدجاجة التي تبيض ذهبا للنادي ومن إيراداته يتم الصرف علي بقية أنشطة النادي سواء الإجتماعية أو الرياضية. لهذا لا يمكن للمجلس الحالي أن يرتكن علي التجديدات التي أحدثها في مقرات النادي والثورة الإنشائية بإفتتاح فرع النادي الثالث في الشيخ زايد والسعي للحصول علي أرض الفرع الرابع في التجمع الخامس فلا يختلف أحد أنها نجاحات للمجلس لكنها غير كافية لإبقائه لدورة جديدة وسقطات متتالية كتلك التي حدثت لفريق الكرة الأول كفيلة بإضاعة كل ما حققه المجلس في المجال الإنشائي. هذا بالفعل ما حدث علي أرض الواقع حيث كان أعضاء الأهلي هم اول المهاجمين للمجلس بسبب فشل ملف كرة القدم وخسارة الأهلي كل البطولات التي شارك فيها وتراجعه بشكل كبير. وكانت الخسارة من اورلاندو بايرتس في السويس الأخيرة في إياب نصف نهائي الكونفيدرالية هي القشة التي قصمت ظهر البعير. وفجرت ثورة أعضاء الجمعية العمومية ومن قبلهم الجماهير الحمراء في كل مكان والتي ترحمت علي زمن المجلس السابق بقيادة حسن حمدي والخطيب وكيف كان فيه الأهلي في القمة ولا يخرج من البطولات إلا وهو مرفوع الرأس. عادت الأصوات داخل الجمعية العمومية التي تطالب بضرورة سحب الثقة من المجلس الحالي ومن بينهم أعضاء سابقون في مجلس إدارة النادي وارتفعت حدة الأصوات المطالبة بإسقاط محمود طاهر ومجلسه الذي دمر قطاع الكرة في النادي عن طريق اجتماع الجمعية العمومية القادم وطرح سحب الثقة. في سيناريو يتم الإعداد له بشكل كبير داخل النادي والترويج لأنه الحل السحري واجراء انتخابات في نفس الأسبوع تأتي بمجلس جديد لإدارة النادي وبنسبة كبيرة سيكون علي رأسه محمود الخطيب نجم الأهلي السابق ونائب رئيس المجلس السابق. في سيناريو قد يكون مشابها للذي حدث عام 1992 مع مجلس عبد صالح الوحش الذي نجح في الإنتخابات علي حساب الراحل صالح سليم ولم يكن ومجلسه يملكون الخبرة الكافية لإدارة النادي وغرق الفريق الأول لكرة القدم في الأزمات وتوالت هزائمه في الدوري فتم إسقاط المجلس. الحقيقة أن هذا السيناريو تسبب في حالة من الرعب داخل المجلس الحالي بعد أن نما إلي علمهم بتكثيف التحركات من جانب المعارضة داخل النادي لتنفيذ هذا السيناريو. بل ومحاولة البعض استقطاب أعضاء بالمجلس الحالي واقناعهم بتقديم استقالتهم من المجلس إعتراضا علي سياسة محمود طاهر وانفراده بالقرارات وعبثه بملف كرة القدم في النادي وتشير المعلومات أن أثنين من المجلس بالفعل كانا علي وشك تقديم استقالتهما وذلك قبيل الإجتماع العاصف للمجلس عقب الخروج الفاضح من الكونفيدرالية هما محمد عبد الوهاب ود.هشام العامري فاروق. ولهذا كان هناك اتفاق بين كل أعضاء المجلس ضد محمود طاهر ومطالبته برفع يده عن ملف كرة القدم وسحب التفويض السابق له بالإشراف علي هذا الملف بعد أن أثبتت التجربة فشله في إدارتها لأنه لم يكن يوما لاعبا لكرة القدم. وترك الأمر للجنة الكرة والتي لابد من تدعيمها بعناصر تمتلك الخبرات الكافية لإدارة هذا الملف وتم ترشيح أسماء مثل الشيخ طه إسماعيل وكذلك أنور سلامة مع كل من وليد صلاح الدين وطاهر الشيخ. وكانت هناك حالة غضب عاصفة من المجلس علي طاهر بسبب الفشل في كرة القدم وانفراده بالقرارات بعد رفضه لفكرة الإستعانة بمحمود الخطيب كرئيس للجنة الكرة في بداية عمل هذا المجلس. مصدر وثيق الصلة بمجلس إدارة النادي أكد أن محمود طاهر دافع بإستماتة خلال الجلسة عن استمرار علاء عبد الصادق في منصب مدير قطاع الكرة وتعيين مدير للكرة يكون قادرا علي احتواء أزمات ومشاكل الفريق. إلا أن الأصوات داخل غرفة المجلس تعالت بشدة رافضة فكرة استمرار عبد الصادق بعد أن رأت أنه كان سببا في كل المشاكل التي وقعت بالفريق خلال الفترة الماضية علي كل المستويات ولم يجد طاهر وسيلة لإبقاء ذراعه الأيمن في النادي أمام هذا الرفض التام لبقية أعضاء مجلسه. وأكد المصدر أيضا أن د. أحمد سعيد نائب رئيس النادي الأهلي كان متضامنا مع محمود طاهر في فكرة الإبقاء علي عبد الصادق في منصبه وكذلك رفض التعاقد مع البرتغالي مانويل جوزيه ليعود لقيادة الفريق الأول مرة أخري. لكن بقية الأعضاء كانوا ضدهما في الملفين. أيضا كانت من الملفات التي شهدت عاصفة من الغضب للمجلس ضد رئيس النادي كان الخاص بسياسته في التعامل مع الهجوم المستمر لرئيس نادي الزمالك مرتضي منصور عليه وعلي مجلس الإدارة والنادي. وكيف ان هذا الأمر استغله بعض المعارضين للهجوم علي المجلس في النادي وتحريض الجمعية العمومية ضده. وحمل أعضاء المجلس رئيس النادي مسئولية هذا الأمر بهروبه المستمر عن أي مواجهة مع رئيس الزمالك فتكون النتيجة غيابه عن حضور مواجهات الفريقين بعكس رئيس الزمالك المتواجد دائما مع فريقه في كل مناسبة. ولهذا كان القرار برئاسة محمود طاهر بعثة الفريق الأول المتجهة للإمارات لمواجهة الزمالك علي لقب السوبر المحلي الخميس المقبل 15 أكتوبر.