مبكرا جدا.. بدأ حديث الانتخابات المقبلة يدوي داخل أروقة النادي الأهلي بين الأعضاء واللاعبين والمدربين وكل العاملين داخل النادي. ساهم في ذلك تسرب الشعور بعدم القدرة علي استمرار حالة النجاح التي كان عليها المجلس السابق من حيث البطولات وتوالي إخفاقات المجلس الحالي علي المستويين الإداري والرياضي. والحقيقة أنه ليس مجرد حديث عابر بين الأعضاء أو المسئولين حول الرؤية المستقبلية للنادي أو مناقشة عن صلاحية المجلس الحالي برئاسة محمود طاهر وإنما الأمر بدأ يتخذ مؤخرا منحني جديد تمثل في خطوات عملية من جانب البعض لإحداث اتجاه عام داخل النادي بعدم قدرة المجلس الحالي علي الإضافة لأنه فشل في كل الملفات منذ توليه المسئولية بعد الانتخابات الأخيرة التي أجريت في 28 مارس من العام الماضي 2014 وحتي الآن فقد مر علي هذه الإدارة 456 يوما دخل خلالها الأهلي في العديد من المشكلات والقرارات الخاطئة ومحاولات التصحيح من جانب هذه الإدارة. وفيما يتعلق بكرة القدم كانت الكوارث حقيقية وكبري فهذا القطاع الذي كان علي مدار تاريخ الأهلي بمثابة غرفة القيادة في سفينة الأهلي العملاقة.. الدجاجة التي تبيض ذهبا للنادي فيأخذ منه ويصرف علي بقية أنشطة النادي التي لا تحقق أي دخل أو مورد لكن في عهد المجلس الحالي تعرض قطاع الكرة للخراب. بقرارات سلبية من جانب رئيس النادي بإلغاء لجنة الكرة والانفراد بالقرارات في هذا القطاع ووضع كل الخيوط في يد رجل واحد هو علاء عبدالصادق. والتعاقد مع مدرب ضعيف مثل جاريدو بعد الإطاحة بمحمد يوسف ومن بعده فتحي مبروك والفشل الصارخ في ملف الصفقات أمام الزمالك. فكانت النتيجة طبيعية متمثلة في موسم سيئ للقلعة الحمراء خسر فيه بطولتي الدوري العام وكأس مصر لصالح الغريم التقليدي نادي الزمالك. وهو أمر ليس هينا علي أعضاء النادي وجماهيره العريضة. خبرات محمود طاهر السابقة بالعمل في مجلس إدارة الأهلي في وجود المايسترو صالح سليم لم تسعفه ولأول مرة تنتشر أخبار الخلافات بين أعضاء المجلس في كل مكان ويتم نقل أخبار ومعلومات من داخل غرفة مجلس إدارة النادي. بالإضافة إلي تسريب وثائق من داخل النادي أكثر من مرة برواتب لاعبي الفريق الأول لكرة القدم وهناك لاعبين قد تم تسريب عقودهم كاملة مثلما حدث مع مؤمن زكريا. في المجلس الحالي هناك بعض الأعضاء الذين لا يقومون بأية أدوار علي أرض الواقع وهم مجرد وسيلة لكسب محمود طاهر في التصويت الجماعي للمجلس علي القضايا المهمة في حين نجد أن هناك من تخصص في اللعب علي كل الأحبال حتي لا يخسر أحدا. كل هذه الظروف وغيرها جعلت الأرض خصبة والأجواء مهيئة للحديث عن إدارة جديدة تحمل كل الآمال والطموحات بانتشال القلعة الحمراء مما هي فيه من تخبط إداري ورياضي وتعيد النادي إلي مكانته الطبيعية علي رأس المنظومة الرياضية في مصر. إدارة تكون قادرة علي المواجهة والرد دون إيقاع وإغراق النادي في المشاكل.. إدارة تدير ملف كرة القدم بالشكل المطلوب ويكون لديها الخبرة والحنكة في تصريف أمور هذا القطاع وتطويره ليواكب العالمية.. ومن هنا جاء ذكر محمود الخطيب ¢بيبو ¢ أسطورة الكرة المصرية والنادي الأهلي والضلع الرئيسي في نجاح المجلس السابق لإدارة النادي تحت قيادة حسن حمدي بوجوده وتأثيره في إدارة المرة من خلال لجنتها التي حققت نجاحا مبهرا وكذلك كنائب لحمدي ورئيس للمكتب التنفيذي للنادي. ورئاسة الخطيب للنادي الأهلي كان بمثابة مطلب جماعي لجماهير الأهلي وحلما كبيرا له قام بتأجيله أكثر من مرة رغم الضغوط التي تمارس عليه مع كل انتخابات. لكنه كان يفضل مصلحة النادي بالبقاء في موقعه بمجلس حسن حمدي كنائب فقط لخدمة الكيان طالما أن المجلس يحقق النجاحات المبهرة داخل النادي ووصل به إلي العالمية أكثر من مرة. ولولا بند ال8 سنوات الشهير لكان بيبو بالفعل هو الرئيس الحالي للأهلي. لما يحظي به من ثقة وتأييد كبيرين داخل القلعة الحمراء وكذلك بين الجماهير في كل مكان. وأمام أعين أعضاء المجلس الحالي يتم الترويج للخطيب والحديث علي أنه المنقذ القادم للقلعة الحمراء. وهو الأمر الذي تسبب في غضب عارم لأعضاء المجلس الحالي وعلي رأسهم محمود طاهر. والذي البحث عن مصدر كل هذه الأخبار التي يتم تناقلها عن تجهيزات الخطيب وتربيطاته المبكرة من أجل الانتخابات المقبلة. وعلم طاهر بوجود بعض الأشخاص الذي يعملون سرا من أجل التأكيد علي فشل مجلسه بل وبدأوا يروجون ذلك في وسائل الإعلام ومن بينهم أسماء كانت متواجدة في مجلس إدارة النادي الأهلي خلال فترات سابقة. أما فيما يخص قائمة محمود الخطيب فتشهد تنافسا غير مسبوق من جانب العديد من الأسماء الكبيرة داخل النادي وكذلك الشباب الذين يرتبطون بعلاقات قوية من أسطورة الأهلي. وتشير المعلومات أن كل من العامري فاروق وخالد مرتجي عضوا مجلس إدارة النادي السابقين يتنافسان حاليا علي كسب ثقة بيبو في منصب نائب الرئيس. ولكل منهما ثقله فالأول من أقدم الأعضاء في المجلس الأحمر وعمل وزيرا للرياضة خلال فترة سابقة ولكن كانت له خلافاته الشديدة في المجلس وخاض الانتخابات ضد رغبة حسن حمدي والخطيب ونجح فيها. أما مرتجي فهو من رجالات مجلس حمدي ويحظي بثقة كبيرة بين الأعضاء وكان له دور كبير ومؤثر في نجاح المجلس الحالي برئاسة محمود طاهر. والحقيقة أن هذه المعركة تعد هي الأبرز في الفترة الحالية لأن كل من العامري ومرتجي له ثقل كبير داخل الجمعية العمومية للأهلي. أما فيما يخص بيبو وهو هنا صاحب الإختيار فهو يميل لمرتجي لعلاقتهما القوية والممتدة علي مدار سنوات العمل في النادي. لكن حتي في حالة حدوث هذا الأمر لن يتراجع العامري عن خوض الانتخابات علي هذا المنصب أو قد يفاجئ الجميع بالترشح علي منصب رئيس النادي. وشهدت الأيام القليلة الماضية عودة لظهور هادي خشبة نجم الأهلي ومدير قطاع الكرة وعضو لجنة الكرة السابق في الأهلي ويرتبط خشبة بعلاقة قوية مع الخطيب وكان علي وشط خوض الانتخابات لولا رفض حسن حمدي لهذه الخطوة. واختفي خشبة تماما من علي الساحة الرياضية بسبب ميوله وآرائه السياسية بعد ثورة 30 يونيو. أيضا من المعلومات التي تتردد بقوة أن قائمة الخطيب قد تشهد مفاجأة مدوية بتواجد محمد أبو تريكه نجم النادي المعتزل لأكثر من سبب أولها علاقته القوية بالخطيب وارتباطه النفسي والمعنوي به منذ أن كان لاعبا وتسبب بيبو في تعاقد الأهلي معه وتأثره به كلاعب أسطورة. ثانيا لأنه منذ اعتزال ابو تريكه وهو يبحث عن نفسه في أكثر من مجال غير أن رغبته الأولي كانت العمل بالإدارة. وثالثا لرفض المجلس الحالي بقيادة طاهر لوجوده في أي مكان. إلا أن خطوة أبو تريكة لا تزال محل الدراسة من جانب بيبو ومجموعته نظرا لآرائه وأفكاره وهجومه السابق علي الكرة المصرية وموقفه من الألتراس وغيرها من الملفات التي قد تتسبب في الكثير من الإحراج للنادي والمجلس القادم. محمد عبدالوهاب عضو المجلس الحالي بدأ يفكر في المستقبل بالوقوف خلف قائمة الخطيب ودعمها سرا وهو ما طالب محمود طاهر ومجلس الأهلي في بداية تولي هذا المجلس المهمة بضرورة الإستعانة بالخطيب كرئيس للجنة الكرة وتسبب هذا الأمر في الكثير الخلافات والصدامات مع طاهر لرفضه الفكرة. لهذا يبقي عبدالوهاب عنصرا محسوبا علي قائمة الخطيب. وانتشر مؤخرا أيضا حديثا حول امكانية استعانة الخطيب بأحمد شوبير في قائمته للاستفادة من خبراته كعضو سابق ثم نائب لرئيس اتحاد الكرة والإستفادة من قوة تأثيره الإعلامي. وهو أمر لن يرفضه شوبير إذا كان ترشيحه علي منصب النائب. أما محمود طاهر فأبدي غضبه الشديد أولا من محمد عبدالوهاب عضو مجلسه ويبدو أن الخلاف بينهما سيظل حتي نهاية الدورة الحالية ثم من تحركات البعض داخل النادي من أجل الترويج لقائمة الخطيب. ومؤخرا طلب من محمود علام مدير النادي التنفيذي ببذل كل الجهد للرد بدعاية سلبية عما يحدث وأنه ضد أخلاقيات ومبادئ الأهلي والتي تجبر كل أبناءه علي مساندة المجلس وليس شن الحرب عليه والتذكير بالحالة المالية السيئة للأهلي عندما كان الخطيب أمينا لصندوق النادي وكيف أنه كان مكروها من العمال والموظفين وإلصاق تهمة ¢الأخونة ¢ لبعض العناصر التي يتردد انضمامها لقائمة الخطيب لتكون هذه هي سمة القائمة أو الإدارة التي يرغب البعض في توليها مسئولية إدارة النادي. ورفض طاهر الحديث عن موقفه من الإنتخابات سواء بتكرار التجربة أو الإكتفاء بالفترة الماضية التي قاد فيها النادي.