** حينما فاز النجم الساحلي علي الزمالك في المباراة الأولي بسوسة بخمسة أهداف مقابل هدف في الدور قبل النهائي لمسابقة الكونفدرالية. انبري الكثيرون يفندون أسباب الخسارة الثقيلة فنيا ونفسيا وبدنيا. وتجاهلوا أهم ما كان في هذه المباراة التي وصفها الإعلامي عمرو أديب- الزملكاوي - بأنها فضيحة. هذه المباراة تحديدا كشفت عن عدة حقائق بعيدا عن الحالة الفنية للاعبين.. أبرزها أن نبرة التعصب الأعمي عادت مجددا للجماهير بعد أن كادت تختفي منذ 2006 حينما اصطف الجميع خلف منتخبنا الوطني ففاز بثلاثية أُممية متتالية. التعصب الذي ساهم في تكوينه مجموعة من الإعلاميين والجماهير وبعض الرياضيين والمسئولين في الأندية من خلال الإسهاب في التعامل مع المشاكل واستضافة هواة الإثارة والشو الإعلامي عقب كل مشكلة أو حدث.. هذا التعصب وضح جليا عندما شجعت جماهير الأهلي فريق النجم بشكل يدعو للتعجب والدهشة. لاسيما أن صوت ¢ الهيصة ¢ وضجيج الفرحة بأهداف النجم أكدت بما لايدع للشك أن جماهير الأهلي هي الأكثرية لدرجة جعلت عمرو أديب يسأل ساخرا: ¢هو فيه توانسة كتير كده في مصر¢؟. ولا داعي لمكابرة المتحمسين للزمالك ومحاولاتهم الدائمة إطلاق نسب التساوي بين جماهيرية الناديين في العدد. فالهدف الذي سجله الزمالك لم يشعر به أحد بسبب الصمت الذي خيم علي المشاهدين وكأنه فريق من خارج الحدود. وبمناسبة الحدود.. سبق في عام 2005 أن فاز حرس الحدود بقيادة حلمي طولان علي الزمالك في عهد فاروق جعفر بخماسية نظيفة. ومع كل هدف كنا نسمع صياحا من جماهير الأهلي. ولكن الجميع حينذاك تفهموا ذلك باعتبار أن كلا الفريقين مصريان كما أن تلك الظاهرة كادت تختفي - كما ذكرنا- عقب عام 2006. وحتي إذا كانت فرحة الأهلوية مقبولة في خسارة الزمالك من فريق محلي كالحدود أو غيره. فهي غير مقبولة بالمرة إذا كانت الخسارة من فريق تونسي لم يفز عليه في تونس أي فريق مصري بما في ذلك الأهلي. ماحدث - لمن يعي - يعد كارثة حقيقية ساهم فيها من اختار عداوة الأهلي له عنوان. دون أن يدرك التبعات السلبية العديدة لهذا النهج. ليس فقط علي ناديه وإنما علي الانتماء لكل من يمثل مصر في المحافل الخارجية. بالطبع.. الكلام الكثير والدخول في ملاسنات ومشاحنات واستخدام ألفاظ لا تليق استعدي جماهير الأهلي التي يحلو لها دائما وصف ناديها بأنه نادي الوطنية. ما حدث في اللقاء الأول بين النجم والزمالك لو مر كغيره من ثقب الذاكرة. فسيتكرر بعد ذلك وربما نشاهد جماهير مصرية في مدرجات ملاعبنا تشجع الفرق المنافسة لأنديتنا المحلية.. لابد من التخلص الفوري من الأسباب التي أدت إلي أن يفرح الأهلاوية لخسارة الزمالك أو أن يشمت الزملكاوية في هزيمة الأهلي.. لابد من حل.. والحل عند وزير الرياضة ليس في مصالحات الهدف منها ألتقاط صور المصافحات والأحضان. وإنما في اجتثاث الأسباب من جذورها.. الكرة في ملعب الوزير.