احتفلنا بشم النسيم وقدوم فصل الربيع الذي تكسي فيه الأشجار الخضرة وتتفتح فيه الورود والزهور بألوانها الجذابة التي تجعل الانسان يشعر بالبهجة والفرح والسرور.. ويتأمل قدرة خالق هذا الكون الذي تشرق فيه الشمس كل صباح تشع نوراً بألوانها الصفراء كلون الذهب وتغرب في نهاية اليوم بألوانها الخلاقة التي تميل الي الحمراء وكان حرصي كلما ذهبت الي الاسكندرية التي أعشقها علي رؤية لحظة الغروب من علي شاطيء البحر الأبيض المتوسط وبالتحديد من جوار قلعة قايتباي وأتخيل حياة الانسان فهي كالشروق والغروب سبحان خالق الكون القادر علي كل شيء والذي أبدع في الأرض والسماء. فقد أعاد عيد شم النسيم هذا العام الي الذاكرة وتذكرت احتفالات زمان وعندما كنا أولادا صغارا مدي فرحتنا وسعادتنا بيوم شم النسيم وكان له طقوس عندما نعلق الخس والبصل فوق الأسرة أو تحت الوسائد فعندما يأتي الصباح نكسر البصل ونشمه ونذهب ونلقي بالخس في ترعة القرية وكان البيض الملون والسمك البوري والتي اشتهرت بصناعته مدينة نبروه والتي تبعد عن قريتي فشا 3 كيلو وعن مدينة المنصورة 7 كيلومترات ونبروه بمحافظة الدقهلية نالت شهرة كبيرة في صناعة أجود أنواع الفسيخ منذ مئات السنين ولكن في السنوات الأخيرة زاد الاقبال عليها بشكل ملحوظ ففي زيارة قبل شم النسيم بأيام وجدت الطرق مغلقة أمام محلات الفسيخ الشهيرة لإيهاب اليماني ومسعد أبوشعير لجودة الفسيخ والخبرة المتميزة في صناعته والتي ورثوها عن جدودهم ورغم وجود خمسين محل فسيخ آخر ولكن سبحان الله ولكن الصدق في الأمانة وأسلوب فن البيع وحسن الاستقبال ايهاب يقول مرحبا للزبائن ومسعد محمد أبوشعير يمد يده بالخير وحسن الاستقبال والأدب خاصة لكبار السن وورث هذا من والده رحمة الله عليه الذي كان يتمتع بسمعة طيبة بين تجار الفسيخ بنبروه كما اشتهرت بجانب الفسيخ باللحوم الممتازة ففيها ما يقرب من مائة جزار ومن أشهرهم عبدالحميد الكلور الذي اكتسب ثقة غير محدودة لأمانته وصدقه وحسن استقباله. ومع جو شم النسيم تذكرت مواقف لا تنسي.. فعندما كانت المنافسات في كرة القدم والسلة بالمدارس الثانوية بالدقهلية وعندما تأتي فرق من محافظات أخري للعب خاصة علي ملاعب نبروه ويطلبون أكل الفسيخ نشجعهم ونغريهم ونحقق رغبتهم بكل ترحيب وخبث ويأكلون بالهناء والشفا وتمتلأ بطونهم من كثرة شرب المياه من الفسيخ المملح قوي والذي يتسبب في خمول اللاعبين وعدم قدرتهم علي سرعة الحركة في الملاعب ونحن نشم البصل ونفوق ونحقق الانتصارات. ومع حرصي علي الاحتفال بأعياد الأخوة المسيحيين ذهبت للمشاركة والمعايدة بالكنسية ومع الرغبة بالاستمتاع بيوم شم النسيم بعيداً عن حديقتي بمنزلي في الريف المصري وهي أمتع من كل زحام الحدائق ولكن نظراً لسفري مرتين في أسبوع واحد ففكرت في مكان قريب رغم العديد من الدعاوي ولكن المسافات مرهقة فشجعني بعض الأصدقاء علي الذهاب الي العين السخنة وأجريت الاتصالات للحجز وبعد ان توفر بعد محاولات نظراً للزحام في هذه المناسبة فوجئت باتصال عند عودتي الي المنزل من أحد المحبين المقيمين بشاليه خاص بهم ينصحون بعدم السفر لسوء الأحوال الجوية ولن يكون هناك استمتاع بالجو أو الانسجام والراحة في الاقامة علي شاطيء السخنة التي تحولت الي "بارده" وسجدت لله شكراً علي هذا النبيه الذي حول الاتجاه الي نادي الشمس ورغبة ورحمة أحفادي حسن ومروان أبطال التايكندو بنادي الشمس والوقوف معهم بعدم الذهاب الي طمع مدرسي الدروس الخصوصية الذين لا يريدون منحهم اجازة حتي يوم شم النسيم حتي لا تتأثر دخولهم المأخوذة من شقي وتعب أولياء الأمور وحمدت الله لحسن تقدير الموقف وكل عام والأخوة المسيحيون بخير والمصريون بخير مهما حاول الارهاب إفساد فرحتنا ووحدتنا.. وتحيا مصر