تنفست الأندية الصعداء بمجرد بدء مسابقة الدوري الممتاز بعد توقف دام لأكثر من ستة أشهر نظرا للأحداث والظروف التي مرت بها البلاد. و تنبأ الكثيرون بانتهاء كل الأزمات والمشاكل التي أحاطت بالمسابقة قبل بدايتها بمجرد انطلاق صافرة أولي المباريات. ولكن لا زالت الأزمات والمشاكل تحاصر الدوري الجديد بسبب الخلافات بين الأندية علي توزيع غنائم المسابقة والخلافات حول قرار مجلس إدارة اتحاد الكرة ولجنة الأندية ببيع حقوق بث المباريات إلي التلفزيون المصري خاصة بعدما رفض مجلس الإدارة عرض أحد الشركات الإعلامية بشراء حقوق بث مباريات الدوري مقابل 95 مليون جنيه أي بزيادة قدرها 20 مليون جنيه عن العرض الذي تقدم به اتحاد الإذاعة والتلفزيون لشراء البطولة مقابل 70 مليون جنيه. وهو ما أدي إلي قوة موقف الجبهة الرافضة لقرار الاتحاد ولجنة الأندية بقيادة النادي الأهلي الذي أصر علي موقفه بالانسحاب من لجنة الأندية ليضع جميع الأندية واتحاد الكرة في ورطة كبيرة بالانسحاب وتسويق مبارياته منفردا لأنه يهدد بخسارة مالية كبيرة لكل الأندية وتقليل القيمة الإجمالية لتورتة البث الفضائي باعتبار أن الأهلي هو صاحب النصيب الأكبر منها نظرا لجماهيريته العريضة وكثرة عدد بطولاته. ورغم الخلافات بين الأندية حول العرض واتهام بعضهم للاتحاد بإهدار المال العام بعد الموافقة علي بيع المسابقة للتلفزيون المصري إلا أن اتحاد الكرة اتخذ هذه الخطوة بالتنسيق مع وزارة الرياضة في محاولة منه للرد علي قرار الأهلي بالتسويق المنفرد وسد كل الطرق أمامه لمنعه من بيع مبارياته بشكل فردي. وذلك رغم الإجراءات الباطلة التي تمت خلالها الموافقة علي العرض في اجتماع مجلس الإدارة بعدم حصول القرار علي الأغلبية داخل المجلس. ودفعه أيضا إلي رفض عرض الشركة الأخري رغم أنه أعلي قيمة من عرض التلفزيون. هذا بالإضافة إلي تهديد التلفزيون المصري برفع قيمة شارة البث الفضائي لأكثر من 5 ألاف دولار للمباراة الواحدة في حال اتخاذ الأندية قرار البيع لأي شركة إعلامية أخري بخلاف التلفزيون المصري بصفته صاحب الحق في شارة البث. وهو ما حسم الموقف بالنسبة للتلفزيون وساعده في الاستحواذ علي بث مباريات الدوري. موقف مجلس إدارة اتحاد الكرة والتغاضي عن دراسة عرض الشركة الأخري أو عرضه علي لجنة الأندية أدي إلي حالة غضب عارمة تجاه مجلس الجبلاية بسبب تجاهله لرأي الأندية وهو ما أثار حفيظة المسئولين في الأندية الذين بدأوا التفكير في عرض النادي الأهلي واتخاذ قرار بالتسويق المنفرد بعيدا عن لجنة البث خاصة أن الشركة الأخري قدمت عروضا مادية لهذه الأندية أغرتها وجعلتها تفكر في الانفصال عن البث الجماعي الذي كان يتولاه اتحاد الكرة ويشرف عليه طوال الفترة الماضية بشكل عشوائي بما أضر بمصالح الأندية وكان يحقق عائد مادي هزيل في السنوات الماضية.