درب الاهلي مدربين كثيرين طوال تاريخه. سوف أتحدث عن واحد من افضل المدربين خلال تاريخه في هذا المقال وهو هيديكوتي . وهذا المقال زامن حضوري لورشة عمل بالمجر حيث ألتقيت بكل مدربي أوروبا ال 45 في مختلف المراحل السنية والاندية. وعلمت ان اتحاد جبل طارق انضم اخيرا الي الفيفا متساويا مع عدد الدول التي تمثل الاتحاد الأفريقي. المدربون الذين حضروا هذه الورشة فيهم من سبق ودرب منتخبات ومنهم من درب أندية وفي مقدمتهم سيرألكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد المعتزل أخيرا. المؤتمر ناقش الأمور التي تتعلق بمعايير التدريب وكيفية رفع مستوي المدرب من خلال تقييم مستمر لكرة القدم والتطورات التي تمر بها من سرعة ولياقة وفكر وكذلك تواصل وعلاقة اللاعبين في المباريات. وتحدث مستر فيرجسون عن احتياجات المدرب وكيف يطور أداؤه من خلال التدريبات التي يقوم بها وكذلك المباريات ونتائجها. تحدث عن ان السلبيات التي مر بها خلال الفترة التي عمل بها وكانت هي سبب نجاحه. وقد بدأ فيرجسون مسيرته التدريبية في يونيو 1974 حيث درب نادي ايست ستيرلنجشاير وعمره 32 سنة وكان يتقاضي حينذاك 40 جنيها استرليني في الأسبوع ولم يكن فيرجسون يعمل بدوام كامل كما لم يكن للفريق حارس مرمي ولكنه قادهم إلي تحقيق نتائج طيبة. وفي اكتوبر 1974 عرض عليه نادي سانت ميرين أن يصبح مدربا له من 1974 الي 1978 وبالرغم من عدم استطاعة النادي صرف الكثير من الأموال فإن فيرجسون قادهم للتأهل إلي الدرجة الأولي في عام 1977 ولكنه بالرغم من تلك النجاحات فإن خلافاته مع إدارة الفريق أدت إلي طرده من الفريق وهو الفريق الوحيد الذي طرد أليكس فيرجسون من تدريبه. كنت اود ان اطرح عليه سؤالا قد يكون محرجا لذا فضلت ان أساله خلال حفل العشاء وهو عندما تولي تدريب ايست ستيرلنجشاير حصل معه علي المركز الحادي عشر في الدوري وفي الموسم التالي كان الثالث. هذه تجربة مهمة للمدرب عموما عند بدايته للتدريب. قال لي انه لو لم يكتسب خبرات وتفادي سلبيات الموسم السابق لما تحصل علي المركز المتقدم بعد ذلك. وذكرت له بانه محظوظ ان يتم الإبقاء عليه وهو في المركز المتأخر ولو حدث ذلك في مكان آخر لما استمر كما استمر أيضاً مع مانشستر يونايتد اكثر من عشرين عاما خسر فيها بطولات كثيرة ولم تتم إقالته. ثقافة مختلفة عن ثقافتنا ورؤيا لا نعلم كيف تحققت في هذا النادي الذي يعد من الأبطال ولا تقبل إدارته أو جماهيره الخسارة ولكنه استطاع ان يحقق تاريخ له ولناديه الكبير. أما عن هيديكوتي المدرب المجري الذي درب النادي الاهلي في السبعينيات وأوائل الثمانينيات ثم درب مستر كالوتشاي النادي بعده فيجب ان اذكر أنني طلبت من الاتحاد المجري توفير زيارة لي للذهاب الي منزلهم لمقابلة الأسر الخاصة بهم وفوجئت بان كل أسرة هيديكوتي توفيت ولم تبقي الا حفيدة لا يعلم أحدا اين تسكن. ولم استطع أيضاً معرفة عنوان لأسرة كالوتشاي. ولكن علمت ان هيديكوتي تم تكريمه بإطلاق اسمه علي الاستاد الخاص بناديه الذي لعب له في الأربعينيات والخمسينيات. هيديكوتي حقق مع الاهلي 6 بطولات مها خمسة بطولات دوري وبطولة كاس مصر وشاركت فيهم جميعا مع جيل السبعينيات. كانت له رؤيا وخبرة في كيفية توظيف لاعبيه وادخل في مصر طريقة اللعب ¢ وسط مدافع - الهاف ديفندر- ¢ أي لاعب الوسط المدافع الذي كنت أقوم أنا به في خطته التي تغلب بها علي كل الفرق الأخري. هيديكوتي كان لا يعرف أي لغة أخري غير المجرية وقليل من الإيطالية لأنه درب نادي فيورونتينا قبل أن يأتي لمصر عام .2791 وحزنت لأني لم استطع ان أجد أي احد من أسرته لأرسل لهم حب وامتنان كل الجماهير الاهلاوية الذي أسعدها في السبعينيات.