عندما ننظر الي ظاهرة الالتراس بشكل موضوعي سنجد انه اصبح من اهم معوقات استمرار النشاط الرياضي.. والسبب انه اصبح من الصعب السيطرة علي معظم ان لم يكن كل اعضائه بعد حادثة بورسعيد الاليمة التي كانت كارثة رياضية قلما تحدث في مباريات رياضية.. ويجب ان لانغفل ان الثورة التي تقاوم الموت من خلال ثوار حقيقيين يريدون الاصلاح والبناء. لقد تدخلت السياسة في كل شئ وامتزجت الرياضة بالاستقطاب من المعارضة والنظام حتي اصبح من الصعب فصلها مرة اخري في اجواء غير رياضية. وكما ذكر الزميل طارق عبد المطلب في مقاله السابق بانه عندما تكونت مجموعات الالتراس.. ساد الملاعب المصرية مناخ من التشجيع الحديث المبني علي التنظيم الجيد والدخلات المتميزة. ووضح من خلال مساندة الالتراس لفرقهم قدرتهم علي ان يكونوا رقم واحد امام الفرق المنافسة خاصة في المحافل الدولية. وكان الجميع يتحمس لشباب الالتراس من خلال التعبير عن التشجيع وتفجير طاقاتهم في المدرجات. ولكن بعد الثورة والاتهامات التي جعلت من الداخلية عدوا لدودا لهؤلاء الالتراس بعد حادثة بورسعيد خرج هذا الشباب الجميل من قوقعة الوداعة والهتافات التشجيعية الي ميول عدوانية ومشاحنات مع الامن مثلما حدث في مباراة الاهلي الاخيرة مع توسكر الكيني وحرمان الاندية من اللعب في استاد برج العرب مرة أخري. هذا ما كتبه الزميل طارق عبد المطلب ليلقي الضوء علي قتامة الموقف وان الالتراس اضروا بالنادي الاهلي وكان من الممكن التسبب في اعتبار الاهلي مهزوما لو اصيب اي لاعب من توسكر الكيني. هل هذا هو الالتراس الذي يسافر ويتحمل المشقة من اجل مناصرة ومساندة فريقه؟.. لذا يجب ان نتوقف كثيرا لدراسة ما يحدث. واقول ان المندسين والمأجورين داخل صومعة الالتراس من خلال بلطجية يسعون لتحريك هؤلاء الشباب الكبار والصغار لتحقيق منافع سياسية مستغلين موقعة بورسعيد للهتاف ضد الجيش والداخلية والحكومة وغيرها لاشاعة الفوضي في البلاد. لقد تسبب هذا في طمس معالم الالتراس وجمال ادائهم في المباريات والدخلات المتميزة التي يساهمون فيها بالمال والوقت والتدريبات لخلق جو رياضي وتشجيع جميل. هذا الطمس يؤلمنا بشدة لان اولادنا واحفادنا من الشباب لن يستطيعوا الاستمتاع به لاننا لن نرضي ان يذهب اولادنا للتشجيع بالهتافات المعادية والميول العدوانية والتخريب. لن اسمح لابنائي ان يكونوا اداة للغير أو ان يستغلهم احد لتخريب هذا البلد والمشاركة في حرمان توقف الرياضة واستمرار هذا الارتباك في الشارع المصري. ** مباراة النادي الأهلي في دور ال 16 ببطولة دوري أبطال أفريقيا أمام البنزرتي التونسي مرت باحداث مشابهة لما يحدث في مصر. فتونس ايضا في ثورة ومازال يختلط فيها الحابل بالنابل. وكان نادي البنزرتي قد قرر الانسحاب من المشاركة في اي بطولات محلية او افريقية بعدما قررالاتحاد التونسي لكرة القدم حرمان البنزرتي من المشاركة في مجموعة الفرق المتنافسة علي لقب بطولة الدوري لكرة القدم رغم أحقيته القانونية بذلك. واصدر النادي بيانا ندد فيه أحداث العنف والشغب التي طالت المنشآت والممتلكات العامة والخاصة في أرجاء المدينة وتعليق كافة أنشطته الرياضية محليا وقارياً ودوليا قبل ان يتراجع عن موقفه. ومن المعروف ان النادي البنزرتي صاحب المركز الثاني في الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم قرر الانسحاب احتجاجا علي قرار محكمة التحكيم الرياضي في تونس بإعادة مباراة الترجي المتصدر ضد نجم بني خلاد. وتعادل الترجي حامل اللقب بدون أهداف مع نجم بني خلاد في مايو الماضي لكن صاحب الصدارة احتج علي إقامة المباراة علي ملعب الفريق المنافس رغم انه كان من المقرر أن يستضيفها علي أرضه. ويمتلك الترجي 55 نقطة متقدما بنقطة واحدة علي البنزرتي قبل ست جولات علي نهاية المسابقة. اربك ذلك الموقف النادي الاهلي وهو علي وشك المغادرة الي تونس ولولا ان سيد عبد الحفيظ سافر قبل الفريق وتابع الموقف بنفسه وقرر ان يستمر في تجهيز اللاعبين والسفر الي تونس تحسبا لاي تراجع في القرار لحدثت ازمة حقيقية بعدم السفر.