أيقظني صوت بكائه.. فقمت من فراشي وجلست بجواره ونظرت في عينه ورأيتها تمتليء بالدموع، مسك يدى ونظر إليَّ والكلمات تقف على لسانه ولكنه لم يستطع أن يتفوه بشيئاً، فقلت أنا . " سامحني حبيبي لأنني لا أملك سوى هذه الكلمات، هذه الكلمات التي تعبر عنك، هذه الكلمات التي ستضع نقطة لسطر كان له بداية"، ثم همَّ بالوقوف فمسكت يده بشدة وقلت : " إذا كنت نادماً أنك أحببتني فاتركني ولا تقل لي، أتركني حالمة في ماضينا، أتركني مستيقظة في عالمنا السابق، أتركني ولكن لا تقل لي أنك نادماً" . جلس أمامي ومسح دموعه وقال : " كنت أظن الحياة معك ستكون أفضل، لكني لم أجد الراحة من يوم حبك، لا ألومك بل ألوم ظني، حاولت كثيراً لكن لم أستطيع الاستمرار في حبك فأنتِ لا تتذكري أيامنا الأولى وكم كانت حلوة "، وضعت يدي على شفتيه سريعاً : " لا تُذكرني بالذي مضى من عمري أرجوك " قال : " هل تتذكري عندما قلت لكي أنني لا أحب اللون الأصفر.. فقلتِ لي أنكِ لا تحبينه أيضاً لأنه لون الكره، لكني قلت حينها أكرهه لأنه لون الشمس والشمس تكون واضحة بالنهار ولا أحد يراها، وعندما يأتي الليل تغيب وحبنا في الماضي كالليل والشمس غائبة أي والكره غائب، والآن أتى النهار على حبنا فأصبح واضح كالشمس فما أجمل الليل أي ما أجمل حبنا في الماضي ." قلت : " نعم منذ البداية كانت اختيارتنا واحدة، ولكن لم تكن يوماً تفسيراتنا واحدة، فلا تتذكر عندما قلت لك أنني أحب اللون الأزرق لأنه يرمز للصفاء، فقلت أنت حينها أنه يرمز للبحر وعندما أجبتك وما أجمل البحر! " قلت : لا، وما أمكر البحر.. فالبحر بركان أزرق، حينها لم أفهم كلماتك لكني الأن فهمتها فأنت كالبحر، وكم أحب البحر ولكني لا أستطيع تحمل فيضانه" أفلت يدي من يده وأدار ظهره وقال : " كنت أعيش أوهام ولم أكن يوماً... قلت سريعاً : " أرجوك لا تقولها، سأتركك سأرحل بعيداً لكن لا تقولها". ذهب للفراش ونام هانئاً وجمعت أغراضي وحقائبي ورحلت، ولكني قبل أن أرحل تركت له رسالة أقول فيها : " عذراً حبيبي ، أتمنى أن تسامحني على تفكيري وظني، الذي خيل لي أنك ستحبني كما أحببتك، عذراً حبيبي لأني تركت لخيالي الفرصة لكي يحلم، أرجوك أن تسامحني على هذه الأيام التي لم ترغب فيها أن تكن بجواري، عذراً حبيبي لأني لم أفهم منذ البداية أن لكل سطر نهاية، وأن لكل روح ممات، وأن لكل حلم حدود، أرجو منك عندما تقطع هذه الرسالة.. لا ترمها بالقمامة، ولكن أطلق بقاياها في الهواء عسى أن تعود لي كلمة منها، فأعيش بحلم لن ينقطع أبداً وهو عودتك إلي ........ فعذراً حبيبي .