لا أخفى عليكم قلقي الشديد من التحدث عن هذه السيدة، لإن كلى قناعة انني لن أعطيها حقها فى هذة المساحة الصغيرة فبماذا أبدا وبماذا أقول ... ولتكن البداية هى البداية عندما أعلن المخرج "محمد كريم" فى الصحف عن طلبه طفلة لفيلم من إنتاجه وإخراجه ويقوم ببطولته "محمد عبد الوهاب" - يوم سعيد- فأرسل والد فاتن صورة لها وجاء الرد سريعاً بضرورة حضور الطفلة، وعند مقابلتها "محمد كريم" طلب منها ان تلقى نشيد فألقت- على حد قول فاتن نفسها- عشرة أناشيد فاحتضنها كريم وقام بتغيير السيناريو ليعطى مساحة أكبر لدور الطفلة وبعد أن كان الأجر المقرر للطفلة هو جنيه واحد حصلت فاتن على عشرة جنيهات، وهذا إن دل فيدل على مدى الإعجاب الذي حصلت علية فاتن من "محمد كريم" . لتنطلق بعد ذلك فاتن حمامة وتخطفنا في كل مشهد وكل لقطة، إننى أردت أن أقف عند أفضل أفلامها فوجدت جميعها وأردت أن أقف عند أفضل مشاهدها فوجدت ان هذة الموهوبة قدمت فى كل لقطة درساً يدرس فى المعاهد والاستوديوهات السينمائية، فاتن حمامة أفضل من قدمت جميع مراحل العمر فكانت أجمل طفلة- أروع فتاة- أشيك سيدة- أفضل أم . فهذه المرأة قالت عنها الصحافة الفرنسية " إنها أكثر نساء النيل وعياً " ولكنى اؤكد إنهم اخطاؤا التعبير لاضف إنها أكثر نساء النيل وعياً وتاثيراً، فلم توثر فنانة فى مصر كما أثرت فاتن حمامة التي غيرت نظرة مجتمع وعدلت قوانين، وأثرت في أمة بأكملها فهذه السيدة قدمت بوعي وذكاء شديد العديد من العلامات التي يحسدها عليها جميع فناني مصر عبر تاريخها، فلم تقدم فنانة كل هذا الكم من القيمة والإبداع إلا فاتن حمامة، فلقد قدمت " لا أنام- الخيط الرفيع- الطريق المسدود- لا تطفي الشمس- إمبراطورية م "لإحسان عبد القدوس" الحرام "ليوسف ادريس" بين الأطلال "ليوسف السباعي" دعاء الكروان "لطه حسين" الباب المفتوح "للطيفة الزيات" أريد حلاً "لحسن شاه" سيدة القصر" لحسين حلمي المهندس "أفواه وأرانب" لسمير عبد العظيم، وبعض الروايات العالمية مثل "إبن النيل- نهرالحب- الليلة الأخيرة". كما وضعت فاتن حمامة حجر أساس رومانسية السينما المصرية من خلال "نهر الحب- أيامنا الحلوة- الحب الكبير- حكاية العمر كله- القلب له أحكام – موعد غرام" وكانت من اوائل الذين طالبوا بتحرير المرأة " الاستاذة فاطمة" - تحريرالقلب " نهر الحب"- ونبهت لخطر الفقر"الحرام"- واعطت جرس انذار لضرورة وجود حل للمراة المقهورة "اريد حلاً" وافضل من قدمت دور بنت البلد "صراع فى الوادى" الذى فشلت فى تقديمه الكثيرات. وهى التى قال عنها عز الدين ذو الفقار" أن أفضل الممثلات في مصر هي فاتن حمامة ثم فاتن حمامة ثم فاتن حمامة وهات بعدها ما شئت من الأسماء" هذا لم يكن تحيز من مخرج بحجم عزالدين ذو الفقار ففاتن حمامة أجمع وتسابق للعمل معها أكبر مخرجي مصر، بداية من محمد كريم إلى داوود عبد السيد وكم أحسد كل من قدم مشهد أو جملة أمام هذه السيدة بداية من يوسف وهبى إلى يحيى الفخراني وان كان هذا هو شعوري اتجاه جميع من عمل معها فتخيل معي عزيزي القاريء شعوري اتجاء كل من عزالدين ذو الفقار- عمر الشريف- د/ محمد عبد الوهاب ! فاتن حمامة هى هبة الله لمصر كالنيل وهي فخر نفخر به فخر الأهرامات وهي كنز أثمن وأغلى من مقتنيات الدنيا - هي التي لقبها فوميل لبيب بسيدة الشاشة العربية - هى التى اعطاها مهرجان الاسكندرية عام 2001 لقب فنانة القرن العشرين - هى التى اختير لها 11 فيلم من افضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية - هى التى اجمع عليها جميع خبراء ونقاد وفنانى القرن العشرين - هى فاتن حمامة ... وكفى