عالمي و عالمك،مكانٌ، كثيرٌ منا يقصده و لا نعرف عنوانه... هذا العالم الافتراضي، مِلكيَتهُ لأصحابه و لا أحد يستطيع أن يتعدى الحدود من دون أذنٍ أو تصريحٍ للدخول....مثل أفلام الكرتون، لا حدود له،نبني قصوراً و نحفر آباراً و نزرع أشجاراً بأشكالها و ألوانها من دون تعبٍ أو إرهاق... يكاد يخطفنا من الواقع و يلهينا عن الحقيقة... إنه عالم من نوع آخر، هو نوع يتكون من مزيج الماضي،الحاضرو المستقبل... هو الخيال، حيث تتحكم بكل شيء، متى أحببت و كما أحببت.... فيه فقط، تنير الشمس الأرض وقت المطر، و لا تملئها السُحُب... و تدفئها وقت الشتاء، من دون أن تذيب الثلج. ..فيه فقط،تختلط الأمور ببعضها، و مع ذلك يكون كل شيء منطقياً إلى أقصى الحدود. نعيش فيه أكثر من واقعنا،لأنه كيف ما نهوى... نفعل ما نريد بمحض إرادتنا، نذهب الى ماضينا و ترانا نبكي من ألم الذكريات، و الحنين و الشوق الى الأيام التي مرت و لن تعود، نتذكر أيام الطفولة و شبابنا الطائش، أيام و تواريخ حفرت في حياتنا ندب أسى عشناه،و غَيرِها كانت سَببُ أهم منعطفات حياتنا سعادةً و نجاحاً... و بعد فيضانات البكاء لذكرى ماضينا، منا من يغير في ماضيه و يعيش ماضٍ يختلف كثيراً عن ما كان...بعد ذلك نأخذ الحاضر تخطيطاً معمارياً... نهدم جدراناً و نبني جسوراً... نتعرف على أشخاص خياليين و ننهي مشاريع تأخذ في الحقيقة سنوات من عمرنا. و نحلم بمستقبلنا، نصبح أجداداً من دون أن يظهر ذلك على وجهونا... و كأن العمر في خيالنا يمر دون التأثير عالينا.... و نرى إنجازات عمرنا أمامنا تمر و نحن سعداء. قد يكون عالماً مغرياً لا يحب أن يزوره البعض، خوفاً من أن ينسيهم الواقع... لكن لن يعرف شعوره إلا من زاره و عاش فيه.... ذلك الشعور الغريب ما بين الجنون و العقلانية الكاملة.... ذلك الشعور الذي يبني مجالاً للضحك و البكاء معاً من دون أسباب واضحة و صريحة. هو من النوع الذي يسعدك و يحزنك... من النوع الذي يجعلك تعيش أوقات مختلفة من الزمن في بضعة دقائق... هو عالم من النوع الذي تحبه، يبقى هذا خيالنا، فلنعش فيه كما شئنا،و كما يحلو لنا.