يا ترى هل شاهدت مسلسل حوادث القطارات والعبارات والسيارات التى تحصد ارواح مئات المصريين سنويا..لقى مش عارف كام شخص مصرعهم..بينما اصيب مش عارف كام برضه..وسرعان ما تخرج علينا وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمشمومة ايضا ان الوزير ذهب شخصيا لمعاينة الحادث وتفقد المصابين فى المستشفيات..وتنتقل الصورة لاحدى سراير المستشفيات ينام عليه شخص يخيل اليك انه سليم ولكن لو دققت النظر فستجد قطعة من البلاستر على جبهته دليل ان هناك جرح خطير..ونشاهد هذا الشخص ابو بلاستر وهو يسلم على الوزير ويبتسمان للكاميرا دلالة على ان الحادث كان قضاء وقدرا والناس كلها مبسوطة حتى المصابين..وحتى لا يظن البعض ان الحادث كان نتيجة الاهمال الذى بلغ حدوده القصوى لا سمح الله . .والذى لم تكن قرارات الاطاحة بعدد من المسئولين عقب توالى فضائح حوادث القطارات سوى حلول مؤقتة..فمع كل كارثة يتم تشكيل اللجان والاطاحة بالقيادات واحالتهم الى المعاش لامتصاص غضب الرأى العام وتتم الاستعانة بنوابهم رغم مشاركتهم المسئولية عن الحادث ولا تحدث اى تغييرات حقيقية فى اسلوب العمل وطريقة الأداء.. المفاجأة ان القيادات التى يتم الاطاحة بها سرعان ما يتم التعاقد معهم بمبالغ ومرتبات ضخمة وكأنك يا أبو زيد ما غزيت. .فلو كان ثمن المتوفى (أعنى التعويضات) الملايين من الدولارات كما هو الحال فى أوربا أو كان ثمن حادث مثل هذا اقالة وزارة بأسرها وحساب المقصرين حسابا عادلا خارج حسابات الحصانة والبطانة لحسب المسئولون حساباتهم الف مرة قبل تسيير عبارة او قطار او حتى توك توك صغير.. ودائما ما تكون تبريرات السادة المسئولين مثيرة للضحك وكأننا فى أحد برامج التوك شو..وحتى هذه التبريرات تثير الغضب لأنها لا تحترم عقلية المشاهد ولا تدل الا على ان الاهمال شديد وغير مبرر..فطبقا لحريق قطار الصعيد عام 2002، الذى اتهمت فيه الجزرة، وقال المسئولون إن مجهولا لعب فى جزرة القطار.. ولا حريق قطار الصعيد الآخر الذى راح ضحيته 374 شخصا..اتهم فيه وابور جاز انفجر كان بصحبة أحد الركاب على مقربة من مركز العياط..وكشفت التحقيقات وقتها أن قبل قيام القطار من محطة رمسيس شوهدت كتلة من النيران ودخانا كثيفا ينبعث من أسفل وبسؤال عامل الصيانة عن السبب رد بأن هذا أمر طبيعي قبل تحرك القطار مباشرة نتيجة احتكاك الفرامل، وعند قرية كفر عمار شوهدت ألسنة اللهب تندلع وكأنها جهنم وبدأ الناس يقفزون من النوافذ فى تلك الربكة المصحوبة بهلع وذعر رهيب..فنجا من نجا ونط من نط والبقاء للأسرع.. أما اطرف التبريرات فكانت فى حادث قطار العياط الذى اتهمت فيه جاموسة..نعم عزيزى القارئ..جاموسة..بس مش أى جاموسة طبعا..جاموسة العمدة وكمان كانت حامل..فالتحقيقات الأولية قالت ان اعمال المراقبة والفرامل الاليكترونية كانت عال العال..ولكنها الجاموسة التى هزمت القطار وتتحمل وحدها المسئولية الجنائية كاملة عما جرى وعلى المتضررين واهالى المتوفيين والمصابين اللجوء الى الزريبة. .وفتح حادث الجاموسة الباب امام تصريحات وتبريرات للحوادث الضخمة بأن تكون "البهايم" هى الفاعل الرئيسى فيها..وليست ان مصلحة السكك الحديدية مهترئة وتعانى كل الأمراض المعروفة والمستخبية..ولا خطط التنمية والتطوير المزعومة وما يستتبعها من زيادة اسعار التذاكر وفرض ضرائب على الضرائب مجرد شعارات او اوراق نايمة فى الأدراج..ونصحيها ليه خليها نايمة طالما التفسير الجاموسى جاهز دائما..