عقب الكشف عن العديد من أسرار محمد البرادعي من قبل احدى الصحف الإسلامية المصرية " جريدة الفتح" في عددها الأسبوعي الجمعة الماضية، شن البرادعي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، هجوما مضادا ضد السلفيين، الذي حققوا مفاجأة كبيرة في الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب المصري. كانت "الفتح" كشفت عن عضوية البرادعي في منظمة دولية يهودية، كما ترجمت حوارا له مع صحيفة أمريكية يهاجم فيه الحجاب ويقول أن نيويورك هي مدينته المفضلة وأفضل ما فيها هو البار الأيرلندي، كما ذكر أن أول عشيقة له كانت فتاة يهودية. وفي رده علي كشف الصحيفة له، المعروفة بتوجهها السلفي، قال البرادعي إن تصريحات بعض العناصر السلفية عن نجيب محفوظ وتوصيف أدبه بال"دعارة"، وكذلك حديثهم عن منع النساء من قيادة السيارات كما هو الحال في السعودية، تعتبر صادمة . وقال البرادعي "أنا قلق بالطبع مما يتفوه به بعض السلفيين، فعندما تسمع أن أدب محفوظ لا يساوي في نظرهم غير الدعارة، أو أننا نتفرغ لمناقشة ما إذا كانت المرأة يحق لها قيادة سيارة في الشارع، كذلك هم لايزالون يناقشون ما إذا كانت الديمقراطية هي ضد الشريعة أو القانون الإسلامي." ولفت في حديثه لوكالة "الأسوشيتد برس" إلى أن مثل تلك التصريحات "الصادمة" بحسب وصفه، ليست إلا رسائل سريعة يرسلها الإخوان المسلمون والسلفيين لجس نبض المجتمع المصري داخليا وخارجيا للتحقق من أن أفكارهم ومواقفهم تلك سوف تؤتي نتائجها. في الوقت نفسه، أعرب البرادعي عن أمله في يكبح الإسلاميون المعتدلون جماح المتطرفين ويرسلون رسالة طمأنة إلى العالم بأن مصر لن تسلك المسلك الدينى المتطرف، مثلهم في ذلك مثل النظام التركي الذي يعتبره المصريون نموذجا لدولة إسلامية معتدلة أكثر مما هو الحال عليه في العربية السعودية حيث تتبع الشريعة الاسلامية. ووجه انتقادات إلى المجلس العسكري واصفا قيادته لمصر خلال المرحلة الانتقالية بالأسوء. من جهة أخرى، أعرب البرادعي لشعوره بالأسى من نتيجة المرحلة الأولى للانتخابات، والتي مثلت من وجهة نظره ضربة قاضية للشباب الليبرالى الذى وقف وراء الثورة. وقال: "الشباب يشعر بالإحباط، إنهم لا يشعرون بأن أيا من أهداف الثورة قد تحققت، لقد قضى عليهم"، مضيفا أن الشباب فشل فى التوحد وتشكيل "كتلة معارضة جوهرية".