قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان : إن الشعب السوري سيطيح بالرئيس السوري بشار الأسد عاجلا أو آجلا لأن زمن الحكم الدكتاتوري يختفي في كل أنحاء العالم ولا يدوم. وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون «سي.ان.ان» الإخبارية الأمريكية بثت الأحد قال أردوغان موجها كلامه للأسد : لا يمكنك أبدا أن تظل في السلطة عن طريق القسوة. لا يمكنك أبدا أن تقف في وجه إرادة الشعب.وأضاف قائلا : هذه العملية ربما تستمر لفترة أطول قليلا، لكن عاجلا أو آجلا. إذا اتخذ الناس قرارا مختلفا في سوريا فإن ذلك القرار سيلبى. فالشعب يريد الحرية مثلما حدث في مصر ومثلما حدث في تونس ومثلما حدث في ليبيا. وقال: إن خطى الديمقراطية أصبحت تسبق الحكم الاستبدادي وإن «الأنظمة الدكتاتورية تحترق وتسقط أرضا». وتطرق أيضا إلى تقارير عن قضائه عطلات مع الأسد يواجه ثورة شعبية منذ مارس الماضي، وقال أردوغان: إن الأسد دعاه إلى مكان لقضاء العطلات في سوريا لمناقشة العلاقات بين البلدين موضحا أنهما لم يقضيا سويا أي عطلة في إطار علاقة شخصية، وقال: إن صبره على الأسد نفد أخيرا، وقال مخاطباً الأسد: «إذا كنت ستتخذ إجراءات ضد الحقوق الأساسية والحريات والقانون فسوف تفقد مكانك في قلبي كأخ وصديق»، وأضاف :«لقد تحليت بالصبر الشديد. الصبر الصبر الصبر. وبعد ذلك ضقت ذرعا». وشدد أردوغان لهجة ضد إسرائيل وحذر من أن العلاقات «قد لا تعود إلى طبيعتها أبدا» لكنه تحدث بكلمات ودية عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الوقت الذي تصعد فيه تركيا كقوة دبلوماسية في الشرق الأوسط.وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وتطمح إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي. وأجرى أردوغان تسعة اتصالات هاتفية مع الرئيس الأمريكي هذا العام في إشارة إلى حرصهما على الإبقاء على رابطة وثيقة فيما بينهما. وقال أردوغان : بصفة شخصية فإنني معجب فعلا بباراك أوباما. وبالنسبة إلى سياسته وتطبيقه لها فإنني أريد منه أن يكون أكثر نجاحا. وتمنى له حظا سعيدا في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر 2012.وتدهورت علاقات أنقرة مع إسرائيل بعد أن كانت ودية بسبب قتل القوات الإسرائيلية تسعة ناشطين أتراك على متن سفينة مساعدات كانت متجهة إلى قطاع غزة العام الماضي. اضاف أردوغان : في هذا الموقف لا يهم من نتحدث عنه، بل ينبغي الدفاع عن الديمقراطية والحقوق والحرية، وقال: أعطينا تحذيراتنا لإسرائيل. هذا مدعاة للحرب. هذا شيء لا يمكنك أن تفعله في المياه الدولية، لكن بما أننا دولة عظيمة فإننا تسامحنا ولهذا السبب تحلينا بالصبر الشديد، وتابع قائلا : وإذا كنتم تصرون على إثارة سبب للاضطرابات فإنكم ستصبحون معزولين أكثر فأكثر. كانت تربطنا بهم صداقة قوية، وهذه العزلة هي مصير إسرائيل في ظل هذه الظروف.وتتبنى تركيا موقف الفلسطينيين بشأن إقامة الدولة في حين قال أوباما إنه سيعرقل أي محاولة فلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في مجلس الأمن الدولي. وحاول رئيس الوزراء التركي تهدئة المخاوف بشأن خطط لإقامة قاعدة للدفاع الصاروخي في تركيا قائلا: إن هذه فكرة حلف الأطلسي وليس لها صلة بالتوترات بين إيران وإسرائيل . وقال : لا نعتقد أنه يجب التعدي على إيران من دون سبب. لا نريد أن تخرج إسرائيل بتفسيرات تختلف عما يحدث في حقيقة الأمر.