اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس أن تمنح الاممالمتحدةالفلسطينيين وضع دولة مراقب كما اقترح جدولا زمنيا مدته عام لعملية السلام في الشرق الاوسط. وحذر ساركوزي في كلمة حماسية خصصها بالكامل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني امام الجمعية العامة للامم المتحدة من ان استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن لمنع صدور قرار بقبول عضوية دولة فلسطينية ينطوي على احتمال اثارة موجة جديدة من العنف في الشرق الاوسط. وقال "فلنكف عن مناقشاتنا التي لا نهاية لها بشأن المعايير ولنبدأ التفاوض... لقد حانت اللحظة لبناء السلام للاطفال الفلسطينيين والاسرائيليين." ويشعر الفرنسيون بخيبة أمل متزايدة بسبب عدم حدوث تقدم في عملية السلام وقالت باريس ان المفاوضات يجب أن تتسع لتشمل المزيد من الدور الاوروبي الفعال وسط المأزق الحالي الذي تشهده الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة. وقال ساركوزي عارضا خارطة طريق للسلام ان المفاوضات يجب ان تبدأ خلال شهر والتوصل الى اتفاق بشأن الحدود والامن خلال ستة اشهر والوصول الى اتفاق نهائي خلال عام. وقال "اليوم نواجه اختيارا بالغ الصعوبة. كلنا تعلم ان فلسطين لا يمكنها الجصول فورا على الاعتراف الكامل والتام بوضع دولة عضو في الاممالمتحدة." وأضاف "لكن من يشك في ان استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ينطوي على احتمال اثارة موجة جديدة من العنف في الشرق الاوسط.." وقال ساركوزي انه يجب عدم استبعاد مرحلة وسط. وقال "لماذا لا نتصور منح فلسطين وضع دولة مراقب في الاممالمتحدة؟ هذا سيكون خطوة مهمة الى الامام. والاهم هو انه سيعني الخروج من حالة الجمود التي لا تفيد الا المتطرفين. فبذلك سنعيد الامل من خلال تحقيق تقدم نحو الوضع النهائي." ويقول الفلسطينيون انه كبديل لمجلس الامن حيث توعدتهم الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) في أي تصويت على الدولة سيطلبون من الجمعية العامة ترقية وضع الفلسطينيين في المنظمة الدولية من "كيان" الى "دولة مراقب غير عضو". والتقى ساركوزي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء ومن المقرر ان يلتقي برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاربعاء. ودعا ساركوزي الفلسطينيين الى التأكيد على حق اسرائيل في الوجود والامن ونبه اسرائيل الى ضرورة ضبط النفس. وقال متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان عباس سيدرس اقتراحات ساركوزي. وقال ساركوزي "الهدف النهائي لمفاوضات السلام يجب ان يكون الاعتراف المتبادل بدولتين لشعبين بناء على حدود عام 1967 مع تبادل اراض متساوية ومتفق عليها." وقال مصدر دبلوماسي غربي ان الاطار الزمني الذي اعلنه ساركوزي "احد عناصر خطة" تعمل عليها كاثرين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي وقدمتها الى وزراء خارجية الاتحاد يوم الثلاثاء. وصعدت باريس من سعيها الدبلوماسي على مدار الاشهر الستة الماضية في هذا الشأن بينما اجتاحت ثورات الربيع العربي الشرق الاوسط حيث تخشى ان يؤدي الفشل في احياء عملية السلام الى تقويض قوة الدفع التي تموج بها المنطقة.