كشف الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني، عن أن الجبهة لم ترفض الحوار الوطني مع الرئيس محمد مرسي أو أي طرف آخر؛ مبينا أن الجبهة ترى أن يبدأ ذلك الحوار بعد إلغاء الإعلان الدستوري الأخير، وتأجيل الاستفتاء على مشروع الدستور، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لمناقشة مشروع الدستور والاتفاق على مواده، قائلا: "ليس لدينا أي شروط غير هذين الشرطين". وأضاف أبو الغار في تصريحات خاصة مع جريدة "الشرق الأوسط": "مستعدون للتعاون الجاد في كل الأمور، والحوار والتوافق سبيلنا، فنحن لا نملك القوة ولا الميليشيات مثل جماعة الإخوان المسلمين" على حد قوله. وحول موقف الجبهة حال عدم استجابة الرئيس مرسي لأي من الشرطين، قال أبو الغار: "سوف يستمر الوضع على ما هو عليه الآن، ولن ينصلح حال مصر، وسوف تعاني البلاد من الإفلاس، وسيكون المسئول وقتها عن كل ذلك هو الحزب الحاكم في مصر (الحرية والعدالة)، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، الذي يريد فعل كل الأشياء وفق فكر قياداته". وعن المشهد السياسي الحالي في مصر، قال الدكتور أبو الغار: "المشكلة الحقيقية في اعتقادي؛ أن الدكتور محمد مرسي ليس الحاكم الحقيقي لمصر، فالأوامر تأتي إليه فتعمل على إحراجه بشدة"، وتابع: "لو يترك الإخوان مرسي وشأنه، سوف تتقدم مصر"، مضيفا: قابلت مرسي وقت الانتخابات التشريعية والرئاسية وخطابه عاقل ومتفتح، كما أعرفه من أيام النضال ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وكان رجلا حكيما وصاحب موقف. وأكد أبو الغار، أن الرئيس مرسي يفطن لذلك (وهو تدخل جماعة الإخوان في شئون البلاد)؛ لكنه لا يستطيع أن يتخذ أي قرار وهذه هي المشكلة، مستدركا: "مرسي يفطن لكل شيء". وكشف القيادي في جبهة الإنقاذ تفاصيل اللقاء الأخير بالرئيس محمد مرسي قبل أسبوعين، قائلا: "الرئيس مرسي طلب مقابلة رؤساء الأحزاب ومرشحي الرئاسة، وسألنا سؤالا واحدا هو كيف نحل مشكلة الدستور الجديد والجمعية التأسيسية؟ وقدمنا اقتراحات مختلفة ومعظمها جيدة، وهو استمع جيدا لآراء الجميع، وجميع الاجتماعات انتهت بطريقة ودية، وفي نهاية الاجتماعات، قال الرئيس مرسي شيئا محددا جدا وهو أنه لن يكون هناك دستور ديني، لأن مصر سوف تستمر دولة مدنية ديمقراطية حديثة ولن تكون دولة دينية، وأنه لن يحدث أنه سيوافق على طرح دستور غير توافقي للاستفتاء". وتابع أبو الغار: بعد لقاء الرئيس كان هناك اطمئنان من جميع القوى السياسية، وبعدها أصدر الإعلان الدستوري، و(طبخ) الدستور وطرحه للاستفتاء. وأوضح الدكتور أبو الغار، أن الدكتور مرسي كان أمينا وصادقا في كلامه معنا ويفكر بشكل صحيح؛ لكن من فوقه لا يعجبهم هذا الكلام، مؤكدا أن جماعة الإخوان أصدرت أوامرها للرئيس لتنفيذ قرارها هي. وحول رؤيته لتطور الأحداث في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، قال أبو الغار: "الفضائح الكبرى التي قامت بها ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين أمام الاتحادية يوم الأربعاء الماضي، والتي تم تصويرها وفضحها محليا ودوليا، ستجعلهم يهدأون لفترة قد تصل إلى أسبوعين قبل تكرار ذلك من جديد". وعن رأيه في محاصرة التيار السلفي لمدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، قال أبو الغار: "عندما يحدث أي شيء من السلفيين يكون الإخوان وراءه، فالجماعة تجتمع معهم ويتم توجيههم"، وتابع: "الإخوان يضحكون عليهم"؛ لكن أبو الغار أبدى تخوفا من تطور الوضع أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، مؤكدا أن العديد من الإعلاميين قطعوا عطلاتهم وذهبوا للمدينة للدفاع عنها من الهجمة السلفية، وأن أي دخول للسلفيين للمدينة سيؤدي إلى مذبحة.