بدون أن تنطق بحرف واحد، أو تكتب كلمة واحدة.. الآن يمكنك أن تعبر عن نفسك فى عبارة بسيطة مكتوبة على التى شيرت الذى ترتديه. "تمرد، أنا سلفى، أنا عربى، أدعم الشرعية، أنا الشعب، والمقاومة الشعبية".. كلها كلمات مستوحاة من الثورة المصرية انتشرت بشكل كبير على أرصفة ميادين مصر. لن يكلفك التى شيرت القماشى ذو الألوان المتعددة سوى 20 جنيهاً تستطيع من خلالها أن تقدم بطاقة تعريف عن توجهك السياسى أو رأيك، هكذا كما يؤكد بائعها عم أحمد عبد الدايم، الذى لم يجد عملاً مُربحاً طوال سنوات عمره الخمسين سوى بيع الملابس الجاهزة، ومع موجة الثورة الأمر اختلف بالنسبة له، حيث تعرف على العديد من أصحاب المحال بالميدان، فقرر بيع التى شيرتات السياسية - على حد وصفه. يقول "عم عبد الدايم": "الحمد لله، بكسب رزقى بالحلال، ومش بضايق حد، والناس مش متضايقة منى، وكنت أول واحد يبيع التى شيرتات هنا فى الميدان". يضيف، أن زبائنه من الشباب العاديين والمنتمين للحركات والأحزاب السياسية، والمترددين على المجمع لإنهاء مصالحهم، والمحلات التجارية المجاورة له، وشركات السياحة، قائلاً: "المكان عندى هنا له زبونه، وبيجيلى ناس كتير بالليل وأجانب كمان". وحسب رأى "بائع الملابس"، "البيع ده غية وكل شيخ وله طريقة والناس بتحب تشترى الحاجة اللى بتعبر عنها"، مضيفاً: بعد الثورة ظهر بوضوح تأثيرها على كل جوانب الحياة فى مصر، وامتد هذه التأثير إلى الملابس، كما ظهر اهتمام الشباب ب"تى شيرتات" مكتوب عليها انتماءات سياسية معينة، وأخرى تحمل صور الشهداء وصور ميدان التحرير. وأضاف: بضاعته تلاقى رواجاً كبيرا ًبين المشاركين فى الاعتصامات والتظاهرات، مؤكدًا أنه فى الأساس يبيع التى شيرتات هذه خالية من أى رسومات لها علاقة بالصراع السياسى. ويؤكد "عم عبد الدايم " أنه لا يريد ترك عمله خاصة أنه يتكسب 300 جنيه يومياً، وهذا المبلغ لم يكن يتحصل عليه من أى ملابس كان يبيعها فى أى مكان آخر.