أجمع عدد كبير من المحللين الغربيين فى تقاريرهم التى صدرت فى أعقاب لقاء اسطنبول الذى جمع أمس مجموعة 5+1 وإيران على أن هذا اللقاء هو خطوة أولى من أجل إرساء جسور الثقة بين الدول الكبرى وطهران واعتبر هؤلاء هذا اللقاء بمثابة جولة تقنية بالدرجة الأولى ، حيث لم يتخذ فيه قرارات سياسية. فيما اعتبر البعض الآخر أن إيران سجلت نجاحا ملحوظا حينما حصلت على موافقة محدثيها بإجراء الجولة الثانية من المفاوضات فى بغداد والإقرار بمشروعية إيران بامتلاك برنامج للنشاط النووى للأغراض السلمية مع التأكيد على انتهاج خيار التفاوض بديلا عن الخيار العسكرى الذى كان يخيم بظلاله الثقيلة طوال الفترة الماضية. ويتوقع المراقبون أن تطالب الدول الغربيةطهران خلال اجتماع بغداد المرتقب بقبول التوقيع على بروتكول إضافى لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية يجيز لمفتشى المنظمة الدولية تفقد المواقع النووية دون قيود وان يصطدم هذا المطلب برفض إيران القاطع طالما لم يتم الاتفاق حول قرار برفع تدريجى للعقوبات التى فرضت عليها من قبل مجلس الأمن. ويتوقع الباحث /برونو ترتيس/ لدى مؤسسة البحوث الاستراتيجية بباريس ألا يتم رفع العقوبات ما لم يتم إحراز تقدم فى المسار التفاوضى. ويرى أن الخطوة الأولى التى قد تقدم عليها مجموعة ال5+1 هى عدم فرض مزيد من العقوبات على إيران مع تجميد بعض من هذه العقوبات ويلى ذلك رفع لبعض القيود، مستبعدا أن تتجاوز المجموعة الخطوتين الأوليتين لتقفز إلى الخطوة الثالثة من دون تقدم حقيقى تحرزه إيران أما بالنسبة ل"مارك هيبز"لدى مؤسسة /كارنيجى ايندومنت فور انترناشيونال بيس/ فان جلوس ايرانوالولاياتالمتحدة على طاولة المفاوضات من أجل حوار مباشر هو خطوة إلى الأمام لا يمكن تجاهلها ، شريطة توافر الإرادة السياسية لجميع الأطراف. يذكر أن إيران قد صدر ضدها ستة قرارات صوتت عليها الأممالمتحدة وتلا ذلك تشديد العقوبات عليها فى عام 2010 من خلال فرض حظر تجارى ومالى وبترولى من قبل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى . كما قررت الكتلة الأوروبية من جانبها فرض حظر بترولى تدريجى على ايران ، فيما أعلنت الولاياتالمتحدةالامريكية عقوبات جديدة فى أواخر شهر يونيو يستهدف صادرات ايران من المواد الخام .