قالت روسيا، أن على القوى العالمية العمل بجهد أكبر للفوز بتنازلات من إيران بشأن برنامجها النووي وحذرت من أن رغبة طهران في التوصل لتسوية تتضاءل مع تحقيقها تقدما باتجاه امتلاك قدرات صنع أسلحة ذرية. وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن عقوبات الأممالمتحدة وإجراءات إضافية فرضتها بلدان غربية لم يكن لها أي تأثير على البرنامج النووي الايراني. وقال في مقابلة نشرت على موقع الوزارة على الانترنت "البديل للعقوبات هو الدخول في عملية مفاوضات جادة مع الجانب الايراني." وأضاف ريابكوف المسؤول عن ملف العلاقات مع إيران أن ذلك سيتطلب "نية صادقة من جانب من يجرون هذا الحوار للبحث عن تسويات وعن مقترح بمشروع حل قد يحظى باهتمام الجانب الايراني." وبثت تصريحات ريابكوف بعد ساعات من إعلان إيران إحراز تقدم في عدة مجالات من بينها امتلاك أجهزة طرد مركزي أسرع لتخصيب اليورانيوم ولكنها أبدت استعدادها أيضا لاستئناف المحادثات مع القوى العالمية لبحث برنامجها النووي. وأكد ريابكوف أن "إيران نووية ليست خيارا لروسيا" ولكنه قال انه لا توجد "أدلة قوية ودامغة" على أن النشاط النووي الايراني يستهدف إنتاج أسلحة. وتقول طهران أن أغراض برنامجها سلمية فقط. وقال ريابكوف في مقابلة مع صحيفة سكيورتي انديكس "لا نرى دليلا على وجود أي مكونات عسكرية أو بعد عسكري للبرنامج النووي الايراني." وتوقفت المحادثات بين إيرانوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا قبل عام دون أي مؤشر على حدوث تقدم في إقناع الأولى بكبح جماح برنامجها النووي واثبات عدم سعيها لامتلاك أسلحة ذرية. وتؤكد روسيا التي بنت أول محطة نووية لإيران ولها معها علاقات أوثق مقارنة بالدول الغربية على ضرورة المحادثات وتقول أن الضغط على طهران أكثر من اللازم يؤدي إلى نتائج عكسية. وقال ريابكوف أن الوقت ليس في صالح القوى العالمية. وأوضح انه مع استمرار تقدم البرنامج النووي "فان طهران تفقد بالتدريج الاهتمام ببحث صفقات مختلفة تحصل بموجبها على بعض التحسينات الشكلية مقابل خطوات معينة للحد ولوقف سلسلة من المراحل في برنامجها النووي." وقال ريابكوف "نشعر بقلق لان المسافة الفاصلة بين إيران وبين افتراض امتلاكها التقنيات لتصنيع أسلحة نووية تتقلص." وأضاف "لهذا السبب تحديدا نعتقد أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق." ووافقت روسيا على أربع مجموعات من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إيران في السنوات القليلة الماضية ولكنها تقول أن العقوبات استنفدت طاقاتها وتنتقد الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لفرضهما مزيد من العقوبات على طهران. وقال ريابكوف "في النهاية لم تثمر هذه العقوبات شيئا." وأشار إلى أنه يتعين على الدول الغربية أن تستخدم تهديدات أقل وحوافز أكثر جاذبية لطهران. وقال "المساومة تبدأ بسعر لا علاقة له بالواقع. ولكنهم إذا رأوا أن المشتري لا يتجول فقط في السوق وإنما يريد حقا شراء هذا البساط فان المساومة الجادة تبدأ عندئذ. "لكنهم لن يقدموا أبدا البساط مجانا وبالتأكيد فإنهم لن يفعلوا ذلك إذا أخرج المشتري هراوة أو مسدسا من جيبه" في إشارة على ما يبدو إلى التكهن بأن إسرائيل قد تهاجم مواقع نووية إيرانية والى رفض الولاياتالمتحدة استبعاد الخيار العسكري. وكشف المسئول الروسي بعض تفاصيل خطة روسية للتحرك "خطوة خطوة" يجري في إطارها تخفيف العقوبات مقابل خطوات من قبل طهران يمكن التحقق منها. وقال انه يمكن لإيران كبداية تجميد عدد أجهزة الطرد المركزي الخاصة تخصيب اليورانيوم عند المستويات الراهنة وفرض قيود أخرى على استخدام أجهزة الطرد المركزي لديها. وفي المقابل تمتنع القوى العالمية عن فرض عقوبات جديدة على طهران. وأضاف أنه في وقت لاحق يمكن للقوى العالمية أن تسعى لتهدئة مخاوف إيران الأمنية "وصولا إلى إجراءات لبناء الثقة في النشاط البحري في الممرات المائية القريبة" في إشارة إلى التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران حول مضيق هرمز..