حكمت المحكمة الدستورية العليا الأمريكية بالإجماع، أنه لا يمكن منح براءة اختراع عن الجينات البشرية، حسبما ذكرت صحيفة أمريكية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" فى مقالها الافتتاحى اليوم الجمعة، أن القضية تتعلق بمطالبة شركة "ميرياد جينيتكس"، وهى شركة أدوية بولاية أوتاوا الأمريكية، بمنحها حق براءة الاختراع عن الجينات المسئولة عن ازدياد مخاطر الإصابة بسرطان الثدى والرحم. وهاجم العلماء والأطباء منح الشركة براءة الاختراع، حيث قالوا إن هذه الخطوة تعيق أبحاثهم وقدرتهم على مساعدة المرضى، وبعد صدور الحكم، ذكرت ثلاث شركات ومعامل جامعتين أنهم سيبدأون فى عرض عمل الاختبارات الجينية فى مجال سرطان الثدى. وذكرت حيثيات الحكم، أن "شركة ميرياد لم تخلق أى شىء، ورغم أنه من المؤكد أنها توصلت لجين وراثى هام ومفيد، ولكن فصل الجين البشرى من المادة الجينية المحيطة، لا يعد اختراعا". وكانت الاختبارات الجينية البشرية التى تتعلق بالحكم قد نالت اهتماماً عاماً كبيراً بعد أن كشفت النجمة السينمائية أنجلينا جولى أنها قامت بعملية لاستئصال ثدييها بعد معرفتها أنها ورثت نسخة من الجين المسئول عن الإصابة بسرطان الثدى، وتصل تكاليف اختبارات الجينات البشرية غالباً إلى أكثر من ثلاثة آلاف دولار أمريكى، لأنها كانت تعد جزئياً من براءات الاختراع لشركة "ميرياد"، الأمر الذى جعلها بعيدا عن متناول بعض النساء. وصرح دكتور هارى أوسترير، أحد المدعين فى القضية، "بأن هذه الأسعار ستنخفض بصورة كبيرة مع طرح الشركات والجهات المنافسة الاختبارات الخاصة بهم، مما سيكون له تأثير سريع على صحة المواطنين". وفى بيان لرئيس شركة "ميرياد" الدكتور بيتر ميلدرام، قال "إن الشركة مازالت تحتفظ بحماية كبيرة للملكية الفكرية لهذه الاختبارات الجينية". ومن المرجح أن يسفر هذا الحكم عن خفض تكاليف الاختبارات الجينية للمصابين بأمراض خطيرة، ومن ناحية أخرى ربما يؤدى إلى تراجع الاستثمارات فى بعض أشكال الأبحاث الجينية.