حكمت المحكمة الدستورية العليا الأمريكية بالإجماع بأنه لا يمكن منح براءة اختراع عن الجينات البشرية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقالها الافتتاحي، الجمعة 14 يونيو، أن القضية تتعلق بمطالبة شركة "ميرياد جينيتكس"، وهي شركة أدوية بولاية أوتاوا الأمريكية، بمنحها حق براءة الاختراع عن الجينات المسئولة عن ازدياد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والرحم. وهاجم العلماء والأطباء منح الشركة براءة الاختراع، حيث قالوا أن هذه الخطوة تعيق أبحاثهم وقدرتهم علي مساعدة المرضى. وبعد صدور الحكم، ذكرت ثلاث شركات و معامل جامعتين أنهم سيبدءون في عرض عمل الاختبارات الجينية في مجال سرطان الثدي. وذكرت حيثيات الحكم أن "شركة ميرياد لم تخلق أي شيء، ورغم أنه من المؤكد أنها توصلت لجين وراثي هام ومفيد، ولكن فصل الجين البشري من المادة الجينية المحيطة، لا يعد اختراعا". وكانت الاختبارات الجينية البشرية التي تتعلق بالحكم قد نالت اهتماما عاما كبيرا بعد أن كشفت النجمة السينمائية انجلينا جولي أنها قامت بعملية لاستئصال ثدييها بعد معرفتها أنها ورثت نسخة من الجين المسئول عن الإصابة بسرطان الثدي. وتصل تكاليف اختبارات الجينات البشرية غالبا إلى أكثر من ثلاثة آلاف دولار أمريكي، لأنها كانت تعد جزئيا من براءات الاختراع لشركة "ميرياد"، الأمر الذي جعلها بعيدا عن متناول بعض النساء. وصرح دكتور هاري أوسترير،أحد المدعين في القضية:"بأن هذه الأسعار ستنخفض بصورة كبيرة مع طرح الشركات والجهات المنافسة الاختبارات الخاصة بهم، مما سيكون له تأثيرا سريعا على صحة المواطنين". وفي بيان لرئيس شركة "ميرياد" الدكتور بيتر ميلدرام قال "إن الشركة مازالت تحتفظ بحماية كبيرة للملكية الفكرية لهذه الاختبارات الجينية". ومن المرجح أن يسفر هذا الحكم عن خفض تكاليف الاختبارات الجينية للمصابين بأمراض خطيرة، ومن ناحية أخرى ربما يؤدي إلى تراجع الاستثمارات في بعض أشكال الأبحاث الجينية.