واشنطن بوست تحذر من رهان أمريكا على روسيا للمرة الثانية لحل الأزمة السورية

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الخطط التى تضعها الإدارة الأمريكية لمؤتمر السلام بشأن سوريا، تبدو كما لو أن الإدارة تراهن للمرة الثانية على الحكومة الروسية فى وقف دعمها للنظام السورى والتخلى عنه. ولفتت الصحيفة الأمريكية - فى مقالها الافتتاحى الذى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء - إلى أن الإدارة الأمريكية سبق وأن راهنت على نفس الأمر خلال العام الماضى، إلا أنها خسرت هذا الراهن، نظرا لموقف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين المتشدد بشأن سوريا. واعتبرت الصحيفة أن احتمال مشاركة وفد ممثل للحكومة السورية فى مؤتمر "جنيف2" لن يشير بالضرورة إلى وجود تحول فى سياسات الرئيس السورى بشار الأسد، فالأرجح أن هذه المشاركة لن تكون سوى محاولة لكسب المزيد من الوقت ومنع المزيد من الدعم الغربى للمتمردين؛ فالنظام يلعب نفس لعبة العام الماضى، عندما وافق على التعاون مع بعثة الأمم المتحدة للسلام، ثم امتنع عن إظهار هذا التعاون فى كل مرحلة من مراحل الأزمة المتفاقمة. أما بالنسبة لروسيا، أوضحت الصحيفة أنه ليس هناك أى علامة تدل على أن بوتين قد غير من هدفه الرئيسى فى سوريا المتمثل فى منع سقوط النظام السورى بدعم غربى؛ مشيرة إلى أن روسيا تواصل تقديم الدعم العسكرى إلى نظام الأسد، والذى يتضمن منظومة صواريخ متطورة من الممكن أن تعرقل أى هجمات جوية من قبل أمريكا أو إسرائيل. وبرغم إشادة الصحيفة بموقف وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى بشأن أن أفضل السبل لإنهاء الصراع السورى تتمثل فى التوصل إلى تسوية سياسية، رأت أن التسرع الأمريكى لضم روسيا ونظام الأسد للمحادثات قبل اتخاذ إجراء فعلى لتغيير موازين القوى على أرض الواقع، لن يعنى سوى أن المبادرة الأمريكية - الروسية من المرجح أن توفر الأعذار بشأن تقاعس الولايات المتحدة لوضع حد للمجازر فى سوريا.