توقع خبراء اقتصاد لبنانيون، خلال مقابلات أجرتها الأناضول، أن يواجه الاقتصاد اللبنانى خسائر جسيمة، إذا رد حزب الله على الغارات الإسرائيلية التى طالت سوريا منذ يومين. وأكد هؤلاء، أن نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل سيؤدى لتحميل الاقتصاد اللبنانى خسائر تقدر بنحو 10 مليارات دولار كتكلفة للحرب، تضاف إلى الدين العام الحالى البالغ 58 مليار دولار. وشنت إسرائيل عدة غارات جوية على ثلاثة مواقع عسكرية قرب العاصمة دمشق فجر الأحد الماضى، لقى على إثرها، العشرات مصرعهم، فى حين تشير التوقعات إلى أن حزب الله اللبنانى سيقوم بالرد على هذه الغارات فى الوقت المناسب. وقال البروفيسور جاسم عجاقة، أستاذ الاقتصاد بالجامعة اللبنانية، إن انجرار حزب الله إلى حرب مع إسرائيل، "سيدفع أسعار النفط العالمية إلى مزيد من الارتفاع، وهو ما يصيب كل ما تبقى من مقومات الاقتصاد اللبنانى بشلل تام، وسيترتب على ذلك نقلة نوعية فى مستويات الدين العام اللبنانى". وأضاف اليوم الأربعاء، أن "الحرب - إن حدثت - ستكلف لبنان نحو 10 مليارات دولار تضاف إلى إجمالى الدين العام.. خسرنا فى الحرب الإسرائيلية على لبنان فى 2006 نحو 10 مليارات دولار، والحرب الجديدة لن تقل تكلفة عن سابقاتها". ومن جهة أخرى، أشار عجاقة إلى أن الكهرباء ستشهد انقطاعا كبيرا من جراء وقف إمداد محطات التوليد بالوقود اللازم "هذا سيزيد من حدة الأمر ويدفع نحو مزيد من الخسائر". وكان وزير المال اللبنانى بحكومة تصريف الأعمال، محمد الصفدى، قد قال فى تصريحات سابقة أن عجز موازنة 2012 وصل إلى 4.1 مليار دولار بالمقارنة مع عجز قدره 3.6 مليار دولار فى مشروع موازنة العام الحالى. وقالت وكالة تصنيف الأسواق الناشئة (كابيتال إنتليجنس)، إن العجز فى الموازنة اللبنانية اتسع إلى 8% من الناتج المحلى الإجمالى خلال 2012، متوقعة أن يتسع إلى أكثر من ذلك فى 2013. وأضافت الوكالة، فى تقريرها الأخير، والذى صدر فى فبراير الماضى، أنها تتوقع ارتفاع نسبة الدين العام إلى 140% من الناتج المحلى الإجمالى خلال 2013، ما سيشكل أول ارتفاع إلى هذا المستوى منذ 2006. بدوره، قال الخبير الاقتصادى اللبنانى الدكتور لويس حبيقة، إن "التدخل الإسرائيلى فى سوريا ستكون تداعياته سلبية على جميع القطاعات الاقتصادية فى لبنان وعلى رأسها السياحة". وأضاف فى اتصال هاتفى مع مراسلة الأناضول "مع اشتداد المعارك فى سوريا توقفت جميع الرحلات التى كانت تأتى إلى لبنان براً والتى يقدر عدد وافديها بنحو 170 ألف سائح". وأوضح حبيقة، أن "التدخل الإسرائيلى فى سوريا فى ظل احتمالات رد حزب الله عليها، سيؤدى لتراجع حركة السياحة اللبنانية بنسبة كبيرة، خاصة أن النقل الجوى سيتوقف اضطرارياً". وأشار إلى أن "الاقتصاد اللبنانى تأثر منذ اندلاع الأزمة السورية على جميع الأصعدة ومن بينها حركة النقل التجارى عبر الحدود البرية على الحدود اللبنانية – السورية". وبحسب حبيقة "فمعدل النمو كذلك سيشهد انخفاضاً من الممكن أن يتحول بالسالب، جراء تطور الأحداث فى سوريا، بعدما انخفض نمو الناتج المحلى الإجمالى من 4٪ و5٪ فى الأعوام الماضية إلى نحو 1٪ فى عام 2012، كما تراجعت نسبة السياحة فى لبنان بنحو 60٪".