تمنح دائما جوائز المهرجانات فى مصر بطرق مختلفة منها المجاملة والوساطة والإلحاح والاستعطاف وأحيانا بالتهديد ولكن المهرجان القومى أخذ من كل هذه الطرق وزاد عليها طريقة " سايكس بيكو " تلك الاتفاقية التى وزعت فيها دول أوروبا الأقوى الدول العربية عليها بالتساوى والتراضى فلجنة التحكيم وزعت الجوائز بالتساوى والتراضى ما بين البيت الفنى والفرق المستقلة وفرق قصور الثقافة وفرق المسرح الخاص فالجميع حصل على جوائز حتى أصبحت الجوائز بلا معنى بسبب المناصفة فى الجوائز فقد تناصف أكثر من عمل وأكثر من ممثل على الجوائز حتى أن بعض الجوائز صعد ليتسلمها كل فريق العمل وهى حادثة لم نشاهدها من قبل فى أى مهرجان فقد سيطر على المهرجان سوء التنظيم والهرجلة وأصبح كل من تسول له نفسه يصعد على خشبة المسرح ويقول كلمة ويزيح مقدم الحفل مذيع القناة الثقافية حسن الشاذلى ووسط هذه الكلمات التى تهاجم أحيانا وزارة الثقافة وأحيانا تشكرها تجد امتعاض الوزير أحيانا وابتساماته أحيانا أخرى . فى بداية الحفل قدم المخرج إسلام نجيب افتتاحية ليس لها علاقة بالمسرح سوى تكراره لجملة " وما الدنيا إلا مسرح " على مشاهد من ثورة يناير وأحداث سياسية ثم دخل المطرب على الهلباوى وكان يغنى ما يردده ممثل على الخشبة وأغلبه كلام يحمل مضامين سياسية لها علاقة بالمهرجان ثم تحدث رئيس المهرجان الدكتور أحمد عبدالحليم كلمة مطولة جدا شكر فيها الجميع وطالب الحضور بالوقوف دقيقة حداد على الناقد فاروق عبدالوهاب ثم كرم الموسيقار على سعد الذى تغيب عن تكريمه فى الافتتاح لسفره خارج البلاد فصعد الوزير ومنحه درع التكريم وبعدها تحدث الوزير هو الآخر وألقى كلمة شكر فيها الجميع وتحدث عن دور المسرح وأهميته فى الثقافة ثم تحدث عن الاعتداء على الكنيسة واعتبره اعتداء على الوطن وطالب الجميع بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء وبعدها صعدت الدكتورة نهاد صليحة وقالت كلمة لجنة التحكيم وأكدت أن صندوق التنمية الثقافية تعطف ومنح المهرجان 5 آلاف جنيه لكل عرض فائز بجائزة بعدما نال هجوما شديدا من قبل المسرحيين ثم تحدث المخرج محمود الألفى وكريمة منصور عن التوصيات وجميعها توصيات مكررة كل دورة ولكن لا ينفذها أحد وبعدها تمت مراسم إعلان الجوائز وشهادات التقدير التشجيع التى استحدثتها اللجنة وهى جائزة أفضل دراماتورج وحصلت عليها نورا امين عن عرض "عدو الشعب"، وافضل عرض لفرقة صاعدة حصل عليها "فى انتظار اليسار" لبيت ثقافة كفر سعد، وافضل تصميم كوريجراف لحمادة شوشة عن عرض "كراب واللعبة فى انتظار جودود". ومنحت اللجنة عدد من الشهادات التشجيعية لكل من مطرانية شبرا الخيمة على مبادرة مؤسسة دينية باقامة أكاديمية للفنون لرعاية المواهب الجديدة ايمانا منها بدور الفن فى المجتمع، ولبيت ثفافة بور فؤاد عن فرقة ثقافة بورسعيد لاصرارهم على المشاركة فى المهرجان رغم الظروف الصعبة التى تمر بها المحافظة بورسعيد الباسلة، وشهادة تقديرية للاداء الجماعى لطلبة قسم التمثيل فى مركز الابداع عن "عرض خاص" ومثلها لطلبة فسم الاخراج، بالاضافة الى شهادة تقدير خاصة للفنان جلال الشرقاوى عن عرض "الكوتش" أما الجوائز فقد حصد على جائزة أفضل عرض بالمهرجان "1980 وانت طالع" للمخرج الشاب محمد جبر وفرقة استنديو البروفة والتى انتزعها من عرضى "ليل الجنوب" لفرقة الغد التابعة للبيت الفنى للمسرح اخراج ناصر عبد المنعم وعرض "عدو الشعب" للمخرجة نورا امين وفرقة لاموزيكا المستقلة . بينما حصل مخرج العرض محمد جبر على جائزة أفضل مخرج صاعد مناصفة مع المخرجة ريهام عبد الرازق عن عرض "حريم النار" وحصد المخرج ناصر عبد المنعم على جائزة أفضل مخرج فى المهرجان كما حصل عرض "1980 وانت طالع" على جائزة أفضل نص مسرحى للكاتب محمود جمال. وحصل على جائزة أفضل ممثل صاعد محمد عادل عن عرض " الحبل " وأفضل ممثلة صاعدة " سلوى أحمد عن عرض "حريم النار " وأفضل مؤلف صاعد " عاطف يحى عن الصندوق الأخير وحصل على جائزة السينوغرافيا خالد توفيق عن عرض "فى إنتظار اليسار " وحصل على جائزة التأليف الموسيقى أحمد راجح عن عرض الصندوق الأخير. اما عرض "ليل الجنوب" فقد فاز بعدد من جوائز المهرجان منها افضل تصميم إستعراضات وأداء حركى للفنانة رضوى حامد مناصفة مع الفنان مصطفى حزين عن عرض "3 عروض وفرقة واحدة " ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لرباعى التمثيل فى "ليل الجنوب" وفاء الحكيم ودعاء طعيمة وشريهان شرابى وسامية عاطف، كما منحت شهادة تقدير خاصة للطفل حازم عبد القادر عن دوره فى نفس العرض . وحصل على جائزة افضل ممثل دور اول رجال مناصفة د.علاء قوقة عن عرض "فيرجينا وولف" والفنان طارق الدويرى عن عرض "عدو الشعب" واهدى الجائزة للثورة المصرية وصناعها ولكل من خالد سعيد وجيكا ومينا دانيال وحصلت على جائزة التمثيل دور أول نساء الفنانة إيمان امام عن عرض "تحت التهديد" لفرقة الحلم من الاسكندرية وحصل على جائزة الدور الثانى للرجال الفنان عماد الراهب عن "عدو الشعب" أما جائزة الدور الثانى للنساء فقد فازت بها عبير على من عرض "حريم النار". بعد انتهاء مراسم احتفال المهرجان التى استمرت أكثر من ساعة ونصف وهو زمن كبير جدا وممل قررت إدارة المهرجان أن يكون عرض الختام الفائز بالمهرجان خارج المسرح الكبير بدار الأوبرا وهى سابقة لم نراها من قبل أن يكون الختام فى مكان ومسرحية الختام فى مسرح آخر وهو الهناجر حتى أن المسرحية بدأ عرضها الساعة الثانية عشر تقريبا وأمام المسرح توجه مدير المهرجان للمخرج الشاب أحمد إبراهيم الذى استبعد عرضه لهجومه على الإخوان وكاد أن يعتدى عليه عندما قال له المخرج الشاب : " هتمشى من المسرح يا إخوانى وصفوت حجازى اللى عينك فى البيت الفنى مش هينفعك ولن تستطيع أخونة المسرح" وبعد كلامه توجه له مدير الأمن وحاول مناقشته لكن المخرج أحمد إبراهيم تحدث بشكل حضارى مع مدير الأمن وأقنعه بحقوقه كمخرج فى المشاركة فى المهرجان .
