حث نائب الرئيس الامريكي جو بايدن القادة العراقيين على الاجتماع والعمل معا على تسوية خلافاتهم مؤكدا التزام امريكا بشراكة استراتيجية طويلة الامد مع العراق. واعرب بايدن في مكالمة هاتفية مع الرئيس العراقي جلال طالباني مساء اليوم عن امله في ان يكثف الاخير من جهوده لحلحلة الوضع ومعالجة المشاكل على الساحة العراقية. وابلغ مصدر مطلع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الاتصال بين الجانبين تطرق الى بحث مجمل القضايا الساخنة على الساحة العراقية اذ اكد بايدن ان واشنطن تثني على كل الجهود التي تبذل من قبل الرئيس طالباني من اجل جمع القوى السياسية العراقية لحل المشاكل عبر الحوار الجدي وبشكل ودي. واكد بايدن في الاتصال دعم الولاياتالمتحدة بشكل كامل لجهود الرئيس طالباني لاحتواء الازمة الحالية التي تواجه العراق مشيرا الى انه كلف السفير الامريكي في العراق من اجل تعزيز التعاون لانجاح المساعي التي يبذلها الطالباني. ويأتي الموقف الامريكي في ظل التوتر الذي يشهده العراق اثر صدور مذكرة اعتقال بحق نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بعد وقت قصير من اصدار مجلس القضاء الاعلى العراقي قرارا بمنعه وافراد حمايته من السفر الى خارج العراق في حين تم اعتقال ثلاثة من عناصر حمايته اثناء محاولتهم السفر من مطار بغداد الدولي على خلفية الاتهامات الموجهة اليهم بالضلوع في اعمال ارهابية. على صعيد اخر وردا على طلب المالكي اليوم حكومة كردستان بتسليم الهاشمي الموجود حاليا في مدينة اربيل عاصمة الاقليم الى القضاء العراقي اعلن رئيس ديوان رئاسة الاقليم فؤاد حسين ان الهاشمي ضيف لدى رئيس الاقليم مسعود بارزاني وان مسألة تسليمه الى بغداد غير واردة اطلاقا. وقال حسين في تصريح صحافي ان "الهاشمي جاء الى الاقليم لمقابلة رئيسه مسعود بارزاني وهو نائب لرئيس الجمهورية وضيف عليه" مؤكدا ان الاقليم مستعد لتوفير محاكمة عادلة للهاشمي في حال وافقت السلطة القضائية في العراق على ذلك. واوضح ان "الاقليم جزء من العراق فاذا سمحت الاجراءات والسياقات القانونية بعقد تلك المحاكمة في كردستان فنحن مستعدون للتعاون مع القضاء الاتحادي". واشار حسين الى ان موضوع الهاشمي ليس سياسيا حتى يكون لنا موقف مختلف عن الاطراف الاخرى وان الموضوع قانوني بحت ويحسمه القضاء العراقي وان الاقليم مستعد للتعاون في هذا المجال. واكد ان من حق الهاشمي المكوث في الاقليم للفترة التي يريدها وحسب ظروفه الخاصة. من جهته اكد الهاشمي اليوم ردا على تصريحات المالكي "انني سابقى في اربيل الى حين اطلاق سراح حمايتي واسترجاع الوضع الطبيعي لسكني واسترداد كرامتي كاملة". واضاف في تصريح صحافي اليوم "انني اصر مجددا على نقل التحقيق معي الى اقليم كردستان لضمان نزاهته وحياديته". وكان بايدن قد اتصل بالمالكي ثم برئيس مجلس النواب العراقي اسامة عبدالعزيز النجيفي اليوم وناقش معهما المناخ السياسي الحالي في بغداد حيث أبلغهما بأن الولاياتالمتحدة تراقب الأحداث في العراق عن كثب. وشدد نائب الرئيس الامريكي على واشنطن تدعم حكومة شراكة شاملة في العراق وتركز على أهمية التصرف بطريقة تتماشى مع حكم القانون والدستور العراقي. وأكد "الحاجة الملحة الى أن يجتمع رئيس الوزراء وباقي قادة الكتل الرئيسة (في العراق) ويعملوا معا على حل خلافاتهم".