اختاروا شكلهم الصاخب وأصروا عليه.. ألوان زاهية لبنطلوناتهم، وحظاظات لافتة ملأت أيديهم، وقصات غريبة للشعر مصحوبة بكابات ضخمة وعدد من سلاسل الرقبة.. كفلوا للمجتمع الحق فى حكم مسبق عليهم كشباب تافة.. الفكرة ليست بالشكل.. يقولونها مرارا وتكرارا ولكن الفرمان الشعبى، قد صدر وخصوصا من أهل قرية منشية دهشور التى ينتمون لها، الجميع يرى أنه لا يمكن أن تتعدى اهتماماتهم خارج "جيتار" الموسيقى الذى لطالما التصق بظهورهم.. يعلنون أنهم سيبدأون نشاطا خيريا لمساعدة الناس والمجتمع فتتعالى الضحكات الساخرة.. يصابون بالإحباط ثم يعودون للعمل عازمين على تغيير فكرة مصر بأكملها عن شباب انحصر رأى الناس فيه على شكله الخارجى. أحمد سيد، وأحمد عربى، ومحمد جمال.. ثلاثة أصدقاء تجمعوا منذ خمسة أعوام، لطالما ملأوا الدنيا ضجيجا بأفكارهم المجنونة، والصخب الذى يصاحبهم فى أى مكان يذهبون إليه، فى قرية هادئة مثل منشية دهشور الأمر كفل لهم شهرة بين أفراد المكان، الحكاية بدأت عند أحمد السيد قبل شهر واحد.. أغلق كتاب الجامعة الذى أخبرة باقتراب نهاية عامه الأخير فى الجامعة قبل الدخول إلى دوامة العمل دون أن يفعل شيئا واحدا جيدا لهذه الدنيا.. قضى ثلاثة أيام لم يعرف فيها النوم انتهوا بمكالمة لصديقيه أخبرهم فيها أنهم سيساعدون البشر تحت غطاء أكثر كلمة اهتموا بها طوال حياتهم"افرح". فى دار أيتام ومسنين كاميليا بالهرم كان الوضع هادئا تماما.. عيون المسنين والأطفال تتوه فى كآبةت الوحدة التى يعانون منها.. جاءتهم الأخبار أن هناك زيارة وكالعادة استعدوا لمقابلة روتينية، وبعض الهدايا من أهل الخير.. انتظروا يوما واحدا ودخل أهل الفرحة للمكان.. النظرة تبدلت لهم من شباب تافه إلى شباب"مطرقع" وخيرى فى نفس الوقت.. ملأوا المكان بالألعاب والموسيقى مطلقين طاقة السعادة بجانب الهدايا والمساعدات، ليقيموا منذ أيام أول أعمالهم الخيرية لمجموعة عمرها الآن شهر واحد فقط. من أسفل "كاب" ضخم امتد ليغطى نصف وجهه، ومستخدما حركات يديه التى لا تتوقف يقول محمد "أهدافنا دلوقتى تتلخص فى تحطيم كل أنواع الروتين فى العمل الخيرى، وتغيير فكرة الناس عن جيلنا من الشباب وخصوصا الناس إللى بتحب يكون شكلها مختلفا، ومساعده كل الناس أنهم يعيشون حياة أفضل وتنمية المجتمعات الفقيرة، وده إللى بدئنا نجهز ليه أكثر من مشروع". ويلتقط منه أحمد سيد الحديث ويقول"مجموعتنا بقت مكونة من حوالى خمسين شابا، كلنا بنقوم بنفس المجهود المتساوى، وده من أهم عوامل نجاحنا أن الفكرة أصبحت قايمة على المشاركة، مش على قيادة وتابعين".