احتار الأمريكيون في كيفية التخلص من الرئيس المصري جمال عبدالناصرالذي يهدد مصالحهم ليس فقط في مصر وبعض الدول العربية،? ?وإنما يمتد الخطر إلي كل منطقة الشرق الأوسط? ?،? ?وبداية انتشاره في دول القارة الأفريقية?.? في مواجهة طموحات ال? »?كولونيل ناصر?« ?عقد الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور اجتماعاً? ?في البيت الأبيض صباح? ?22مارس? ?1957 مع آلن? ?دالاس ليسمع منه أهم الاقتراحات المطروحة أمام وكالة المخابرات الأمريكية? ?CIA? ?للتخلص من الرئيس المصري?. ?التصفية الجسدية لم تلق تأييداً? ?قاطعاً? ?من أيزنهاور?. ?فالرجل لا يريد أن تتحمل الولاياتالمتحدة تحت رئاسته مسئولية اغتيال الرئيس المصري،? ?وأمام تمسك أيزنهاور باستبعاد التصفية الجسدية والبحث عن وسيلة أخري تبقي علي ناصر بطموحات متواضعة لا يفرضها عليه انحيازه إلي الاتحاد السوفيتي? (..). ?قال دالاس إن الوكالة لم تهمل الحلول السلمية لإنهاء الأزمة مع ناصر،? ?لكن كل محاولاتها باءت بالفشل وهو ما يبرر التفكير في التخلص النهائي من الرئيس المصري?. ?وإذا كان أيزنهاور رافضاً? ?هذا الحل حتي لا يذكره التاريخ بأنه الرئيس الأمريكي الذي يصفي خصومه من القادة والرؤساء الأجانب بالاغتيالات وليس في ساحة الحرب،? ?فيمكن تحقيق الهدف?: ?تصفية ناصر بواسطة آخرين لا علاقة للإدارة الأمريكية بهم?.? وتفسيراً? ?لهذا الحل متعدد الأهداف قال المسئول الأمني الكبير آلن دالاس شقيق جون فوستر دالاس وزير الخارجية آنذاك إن لدي وكالة المخابرات علاقات جيدة مع قوة متنامية في مصر الحركة الإسلامية معارضة لنظام حكم جمال عبدالناصر،? ?ويمكن الاتفاق معها علي تصفية الرئيس المصري?.? يقول الكاتب إيتان دوبوي في كتابه المثير عن تاريخ جرائم الاغتيالات التي ارتكبتها وكالة المخابرات الأمريكية ضد قادة ورموز دول أجنبية خلال القرنين الماضي والحالي إن جماعة الإخوان المسلمين المصرية تشكل معارضة علنية لجمال عبدالناصر،? ?وتتهمه بأنه تنكر لها بعد أن كان حليفاً? ?معها قبيل قيام ثورة يوليو? ?52وبعدها?. ?فقد شاركت الجماعة الضباط الأحرار في معارك تحرير البلاد من الاستعمار البريطاني لمصر،? ?والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ثم حدثت خلافات بين الحليفين القديمين تم بعدها إبعاد جماعة الإخوان عن الساحة ومحاصرتها وقمعها،? ?وهو ما اثار حنقها علي عبدالناصر وخططت مراراً? ?لاغتيال الرئيس جمال عبدالناصر أخطرها العملية التي قام بها إخواني محمود عبداللطيف عندما أطلق رصاصات مسدسه علي جمال عبدالناصر أثناء وقوفه لإلقاء خطاب أمام الجماهير المحتشدة في ميدان المنشية بالاسكندرية?. ?ويضيف الكاتب مؤكداً? ? نقلاً? ?عن وثائق أمريكية معلنة أن الإخواني المسلح كان دقيقاً? ?في تصويب رصاصاته إلي هدفه،? ?وكان من المتوقع اغتيال الرئيس عبدالناصر لولا أنه كان يرتدي الصدرية المضادة للرصاص التي سبق أن أهداها له الرئيس الأمريكي خلال شهر عسلهما القصير بناءً? ?علي تحذيرات وكالة المخابرات المركزية? (..). ? تذكير الرئيس الأمريكي ايزنهاور بهذه المعلومات أتبعه آلن دالاس باقتراح قيام وكالة ال? ?CIA? ?بتشجيع جماعة الإخوان المسلمين علي تكرار محاولة تصفية العدو المشترك?: ?جمال عبدالناصر بتخطيط وتدريب وتحديد من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية?.? ?.. ?وللحديث بقية?. ?