فى سطر جديد من سطور الصفحة السوداء فى كتاب ثورة 25 يناير البيضاء يقف اليوم الشعب المصرى ضد الشعب المصرى فى مواجهة جديدة تكررت سابقاً أكثر من مرة ولكن ما يميز مواجهة اليوم هو أنها قد تتطور إلى حرب أهلية يصعب على عقلاء الأمة فضها. فليلة أمس دخل عشرات الشباب فى اعتصام مفتوح أمام قصر الإتحادية وأقاموا بعض الخيام للضغط على مؤسسة الرئاسة لسحب الإعلان الدستورى الجديد والتراجع عن الإستفتاء واستقبلوا الرئيس صباح اليوم بهتافات مناهضة لسياساته مطالبين إياه بالرحيل. وفى إثر ذلك دعت جماعة الإخوان المسلمين أتباعها للخروج فى مسيرات حاشدة إلى قصر الإتحادية تحت شعار "دفاعا عن الشرعية" وتأييدا للرئيس محمد مرسى ومن أجل الرد على مليونية الأمس. وحشد حزب الحرية والعدالة فيالقه للمشاركة من كافة مناطق القاهرة والمحافظات للإنضمام للمسيرات التى إنطلقت من المساجد. وقال المتحدث الإعلامي باسم الجماعة محمود غزلان : إن الإخوان والقوى الشعبية تداعت للتظاهر أمام مقر الاتحادية عصر الأربعاء وذلك لحماية الشرعية بعد التعديات الغاشمة التي قامت بها فئة بالأمس تصورت أنها يمكن أن تهز الشرعية أو تفرض رأيها بالقوة مما دفع القوى الشعبية للتداعي لإظهار أن الشعب المصري هو الذي اختار هذه الشرعية وانتخبها وأنه بإذن الله تعالى قادر على حمايتها وإقرار دستوره وحماية مؤسساته" .. بحسب زعمه. وأوضح غزلان في بيان رسمي أن وقفتهم أمام قصر الاتحادية عصر اليوم هي : ل"حماية الشرعية بعد التعديات الغاشمة التي قامت بها فئة بالأمس تصورت أنها يمكن أن تهز الشرعية أو تفرض رأيها بالقوة". وأضاف البيان : "دفع ذلك القوى الشعبية للتداعي لإظهار أن الشعب المصري هو الذي اختار هذه الشرعية وانتخبها وأنه بإذن الله تعالى قادر على حمايتها وإقرار دستورها وحماية مؤسساتها. كما دعا الدكتور عصام العريان كافة الإخوان للنزول وطالب أيضا القوى الشعبية للاحتشاد أمام القصر بدعوى حماية هيبة الرئيس والدفاع عن شرعيته وقال أن الشعب سيتدفق إلى كل الميادين دفاعا عن الشرعية. وإستجابة لدعوات مكتب الإرشاد وتوجيهات آية الله "محمد بديع" فقد تحركت العديد من الأتوبيسات من بعض المحافظات منها محافظة الإسماعيلية والسويس وبعض محافظات الوجه القبلى للمشاركة فى المسيرة. وقد أدت هذه الدعوة إلى حالة غضب عارمة بين معتصمي ومتظاهرى ميدان التحرير والذين قرروا فى وقت سابق اليوم الإنضمام إلى المعتصمين بالإتحادية خشية تعرضهم لإعتداءات من الموالين لجماعة الإخوان. وقد وقعت إشتباكات ومصادمات بين عدد من المتظاهرين المنتمين للإخوان المسلمين والمؤيدين للإعلان الدستوري ولقرارت الرئيس والمتظاهرين الرافضين للإعلان ومشروع الدستور وذلك عند قصر الإتحادية عقب صلاة العصر اليوم. وقد بدأت الاشتباكات بين المتظاهرين والمعتصمين أمام قصر الاتحادية منذ دقائق وشباب جماعة الإخوان المسلمين الذين قام بعضهم بتحطيم خيام المعتصمين المقامة أمام القصر الرئاسي منذ أمس. وكان المتظاهرون قد حاصروا الإخوان داخل مسجد عمر ابن عبد العزيز لمنعهم من الخروج مما دفعهم للخروج من الباب الخلفى. وميدانيا يزداد الوضع توترا فى ظل توافد الإخوان والمتظاهرين إلى محيط الإتحادية مما يهدد بتصاعد وتيرة العنف. وكانت قوات الشرطة قد انسحبت من محيط القصر الجمهورى فى وقت سابق تحت حراسة المتظاهرين عقب إشتباكات الأمس. وفى السياق ذاته قام حزب الحرية والعدالة بإقامة منصة قريبة من القصر الجمهوري لتوحيد هتافات المتظاهرين. أما عن الموقف فى الجهة الأخرى فقد حذرت القوى المدنية من أى مساس بالمتظاهرين المعتصمين مهددين بالخروج عن شرعية الرئيس فى حالة سقوط أى متظاهر. واجتمع التيار الشعبى وحزب الدستور وبعض الحركات الثورية لبحث الموقف وفى هذا الإطار يقول الدكتور محمد مصطفى مؤسس حركة كلنا مصريون وعضو المجلس التنسيقى بإتحاد شباب الثورة أن دعوة الإخوان للخروج اليوم هى دعوة صدام وليست دفاعا عن الشرعية كما يقولون ونحذر من أى مساس بالمعتصمين فسوف تكون العواقب وخيمة خاصة وأنهم أعلنوا أنهم قادموا لفض الإعتصام القائم به وفرض سيطرتهم على محيط القصر الجمهورى لكن القوى الثورية لديها إصرار كامل على مواصلة الثورة وإعادتها إلى مسارها الصحيح بالرجوع إلى ما قبل الإعلان الدستورى وإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. هذا وقد أحضر الإخوان سيارة نقل لإقامة منصة ضخمة لترديد الهتافات المؤيدة للرئيس وصرح معتصمو قصر الاتحادية فى وقت سابق بأنهم على أتم الاستعداد لاستقبال جماعة الإخوان بأي شكل تريده فإن كانت تظاهرتهم سلمية وبعيدة عن اعتصامنا لن نتدخل أما إذا تعدوا علينا بالعنف فنحن جاهزون للرد بالمثل. وقال محمود شوقي أحد المعتصمين بخيمة ''أصدقاء جيكا'' أن أنصارهم قادمون خلال دقائق من التحرير مضيفا ان هذا الاعتصام هو مجرد لمليونية النهضة قائلا ''إذا رفعت الأيادي تساوت الرؤوس. وعن موقف الشرطة في حالة حدوث اشتباكات قال شوقي ''الشرطة لو ادخلت هاتدخل لصالح الإخوان. وأضاف محمد جمال معتصم عن حركة 6 أبريل ''إننا نحاول ان نحشد أعداد قادمة من التحرير حتى نصل لأعداد مقاربة لأعداد أمس حتى يتراجع الإخوان. وأفادت مراسلة العربية في القاهرة بوقوع اشتباكات وتراشق بالحجارة أمام قصر الاتحادية بين متظاهرين معارضين للرئيس محمد مرسي ومؤيدين له من جماعة الإخوان المسلمين. وكان إئتلاف القوى السياسية قد دعا لتظاهرات أمام قصر الاتحادية بالتزامن مع دعوة جماعة الإخوان المسلمين لأنصارها بالتجمع أمام القصر لأداء صلاة العصر وإعلان تأييد مرسي. وأضافت مراسلة "العربية" أن 15 حركة وحزبا سياسيا أكدوا تحركهم نحو قصر الاتحادية لدعم المعتصمين هناك وردا على دعوة الإخوان للتظاهر حول الاتحادية. والحركات هي التيار الشعبي والتحالف الشعبي الاشتراكي وأحزاب: الكرامة الدستور الديمقراطي الاجتماعي المصريون الأحرار بالإضافة إلى حركة 6 أبريل. وأفاد مراسل "العربية" بأن هناك توقعات بصدور بيان رئاسي مصري حول التطورات الراهنة والتي تشهدها البلاد. كما استدعي الرئيس مرسي مندوبي صحف ووسائل الإعلام المعتمدين في رئاسة الجمهورية للحضور إلي قصر الاتحادية في الواحدة والنصف ظهر اليوم بتوقيت القاهرة حيث من المقرر عقد مؤتمر صحفي لإصدار بيان بشأن ما يجري علي الساحة من أحداث وفق ما نقلته "بوابة الأهرام". وكان الرئيس محمد مرسي قد حضر إلى قصر الاتحادية صباح اليوم لبدء مهام عمله والتقي بنائبه المستشار محمود مكي للتباحث حول الموقف.