كانت بها أكبر حدائق الورد بمصر وكانت مُحاطة بالمياه من ثلاث جهات لذلك أطلقوا عليها إسم "جزيرة الورد" إنها (المنصورة) التي انشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل من ملوك الدولة الأيوبية عام 616ه -1219م. ويحلو للبعض أن يسميها "جزيرة الورد" لما تتمتع به من الجمال والحدائق المنتشرة في كل أحيائها. ولكننا للأسف نشوه كل شيئ جميل .. فقد تحولت شوارع المنصورة إلي مقالب للقمامة يرتع بها الكلاب والقطط الضالة وتملأ جنباتها الحشرات وتفوح منها روائح لا يطيقها إنسان. حاولنا أن ننقل لكم صورة واقعية للوضع بهذه المدينة والتي إشتهرت بسحرها وجمال أهلها ونظافة شوارعها ..فإذا بسكانها وزوارها يعتادوا علي المظهر السيئ والذي أصبحت فيه. قمنا بجولة في المدينة ومن أحد شوارعها الرئيسية وهو "شارع الدراسات" والذي يعتبر عصب حيوي داخل جسد المنصورة حيث به موقف عمومي هو مصب الزائرين من قري المحافظه ومراكزها. في هذا الشارع المكتظ بحركة المشاة والسيارات والذي تجد به مختلف المحال التجارية من عصارات وبقالات ومخابز ومطاعم ومحلات حلويات ..الخ وجدنا السيارات تقف علي أكوام من القمامة والذباب يكسو الوجوه ولاحظنا محال الحلويات والمخابز تطل علي قاذورات ملقاة علي جانبي الشارع. وعندما أمسكنا الكاميرا وبدأنا التصوير وتجمع حولنا العديد من المواطنين حيث قال الحاج رضا السيد عبد المقصود من قرية بدواي وهو صاحب أربع سيارات تعمل علي خط (المنصورة - بدواي) : أنه لاتوجد خدمات تقدم للموقف علي الرغم من أن كل صاحب سيارة يدفع سبعين جنيهاً كل شهر للحي تحت بند خدمات إلا أن الموقف به أكوام قمامة ولاتوجد به كهرباء ولولا الأنوار التي تنبعث من المحلات لتحول الموقف في المساء إلي مأوي للبلطجية. أما المواطن كمال كمال حسن وهو سائق من بدواي قال : إن تجديد الرخصة يتكلف ألفين جنيه ومطلوب عمل براءة ذمة ولكن السائق يجد عليه خمسمائة أو ألف جنيه مخالفات وغرامات عشوائية وتلك المبالغ يحصل عليها المرور دون أن تكون هناك خدمات مقابلة فالموقف تنبعث منه روائح كريهة ولاتوجد به نقطة شرطة أو حتي عسكري واحد لحفظ الأمن. وتحدث آخرون وقالوا : أن عمال النظافة يأخذون جزء بسيط من أعلي أكوام القمامة ويتركون الباقي ولو تم التصوير قبل قليل لكانت القمامة أكبر حجماً. وأضافوا : إن أصحاب المحال يحاولون نظافة الشارع أمام محالهم ولكن المهمة تصبح صعبة في ظل عدم وجود صناديق للقمامة والتي تتراكم بعد إغلاق المحال التجارية وهدوء الحركة بالشوارع فيلقي الناس بقماماتهم في الشوارع وهم مغلوبون علي أمرهم فلا توجد وسيلة أخري .. والحي يتقاعس تماماً ولايوجد رادع لشركات أو عمال النظافة فأشد ما نعاني منه حالياً هو اللامبالاة وعدم قيام البعض بعملهم وتفرغهم للوقفات الإحتجاجية من أجل زيادة الرواتب أما السادة المسئولون فيجلسون علي مقاعدهم الوثيرة في أجهزة التكييف ويتكاسلون عن مجرد الخروج خطوات لتفقد الشوارع والأحياء. فالصور المعروضة وكم القمامة بها من شارع واحد فقط ورئيسي فما بالكم بالشوارع الجانبية !!!. هل تصدقوا أن كلية الدراسات الإسلامية التي يسمي الشارع بإسمها ويدرس بها آلاف الطلاب المصريين ومن دول جنوب شرق أسيا علي سورها الجانبي كشك لشوي الاسماك وجزء من السور يربي عنده مواشي من خراف وأغنام .. وأتساءل هل هي حملة لإظهار الوجه القبيح لمدننا ؟!. إن البعض وبمنتهي الحماس يلقي القمامة خلف أسوار المدارس وعلي الطرق ولا نجد أبداً من يعمل بهمة علي إزالة القاذورات رغم أنه يتقاضي راتب علي ذلك ..يا للعجب!!. وكنت علي وشك مقابلة المسئولين في جمعية الحفاظ علي نظافة البيئة بمبني محافظة الدقهلية ولكننا ألغينا الفكرة حتي لانسمع مبررات دأب الجميع علي إطلاقها وهي لاتسمن ولاتغني من جوع .. مجرد تصريحات كالدخان في الهواء. ونأمل أن يقوم كل مسئول بعمله بوازع من ضميره فإن لم يستطع فليترك الكرسي غير مأسوف عليه.