الدكتور مهندس محمد اليمانى هو أحد أبناء الإسماعيلية النابهين ولا يختلف إثنان فى أنه رجل يسحرك بحديثه المهذب والعذب عندما تقابله لأول مرة .. ومن المؤكد أن نظرتنا للأمور تختلف من إنسان لآخر فكل إنسان ينظر للأمور من جهة معينة ومن هذه النظرة يتخذ قراراته وإختياراته . ونحن لسنا ملائكة فبعضنا قد ينظر للأمور من جهة خاطئة فيتخذ قرارات خاطئة وأول خطوات تصحيح الخطأ هو الإعتراف به وليس البحث عن مبررات له . والدكتور محمد اليمانى برغم إحترامى له على المستوى الإنسانى فقد قرأت له اليوم فى جريدة رئيس التحرير الألكترونية مقالاً أقل ما يوصف به أنه تمت صياغته فى كواليس الحزب الوطنى المنحل . بدأ سيادته مقاله كعادة قيادات الحزب الوطنى المنحل عندما يبدأون خطاباتهم بالفخر والتفخيم بمصر ودورها التاريخى والإقليمى وأعتقد بأن هذا الأسلوب قد ورثوه من قيادات الإتحاد الإشتراكى سابقاً . ثم بدأ بتعميم مسئولية الفساد وكتب بالحرف : عانت في السنوات الأخيرة من عقوق أبنائها فظهر بينهم الفاسد والعابث بالمال العام والمزور للإنتخابات والمفسد للسياسة والإقتصاد بوجه عام ... هو كتب عقوق أبنائها ولم يكتب عقوق بعض إبنائها وهذا فيه إشارة لتحميل مسئولية الفساد والإفساد على الجميع . ثم فى مقطع آخر فى مقاله يكتب : لأن هناك الكثيرون ممن أتى بهم الحزب الوطني كنوع من الماكياج السياسي لتحسين صورته امام المجتمع والإعلام ومنهم عدد كبير من أساتذة الجامعات والعلماء والمفكرين والأدباء ورجال الأعمال وغيرهم ... وهذا التعبير الذى ذكره - الماكياج السياسى - يعتبر مسبة وإهانة وتقليل من شأن صاحبه .. فكيف يقبل إنسان مهما بلغت درجة الإغراءات أن يصبح ماكياج سياسى وحتى إن قبل هذا فهل مصر بعد الثورة تقبل مثل هذه النوعيات ؟؟؟ . ثم يذكر فى مقطع آخر : ان هؤلاء يمثلون نسبة لا تزيد عن 5% من اعضاء الوطني وهم معروفون في محافظاتهم ... ولا أعلم من أين أتى سيادته بهذه النسبة والتى أعتقد بعكسها وحتى ولو إفترضنا جدلاً أنها صحيحة فهى تعتبر كبيرة العدد إذا علمنا أن عدد أعضاء الحزب الوطنى المنحل كان يناهز الثلاثة ملايين .. ثم يلوح سيادته بعصا الترهيب والتخويف ويقول : وحرصاً على ألا يرتفع صوت على صوت الثورة فعلينا التنبه إلى ماحدث في العراق والسودان ولبنان والصومال وافغانستان وغيرها حيث تم تقسيم البلاد إلى فئات متصارعة ... من الواضح أن من سيقرأ مقالة الدكتور اليمانى سيجده بالترتيب الآتى : ديباجة فى حب الوطن - التخوين ومحاولة تحميل الكل المسئولية - الهروب من تحمل المسئولية - تلفيق أرقام ونسب مضللة لإيهام الرأى العام بعكس الواقع - ثم التلويح بعصا الترهيب ... وهذا الأسلوب هو نفس أسلوب صناديد الحزب الوطنى المنحل عندما كانت تحيق بمصر المخاطر بسبب قراراتهم الخاطئة . وكان من الواجب على الدكتور اليمانى أن يعترف بخطأه أولاً لإنتمائه للحزب الوطنى المنحل فى فترة من الفترات كنوع من تطهير الذات السياسية بدلاً من البحث عن مبررات أو محاولة التقليل من الشأن والإهانة الذاتية . ونحن ننقل هنا مقال الدكتور اليمانى كما كتبه بحيادية : فلول الوطني ... من هم ؟ مصر وطن يعيش فينا ونعيش فيه ، هي المحروسة وهي أرض الكنانة وهي هبة النيل ، قيمة وقامة في عالمنا العربي وفي القارة الإفريقية . عانت في السنوات الأخيرة من عقوق أبنائها فظهر بينهم الفاسد والعابث بالمال العام والمزور للإنتخابات والمفسد للسياسة والإقتصاد بوجه عام . وأراد الله سبحانة وتعالى ان يثور شباب مصر ليلتف حوله الشعب ويحميه الجيش وتنجح الثورة في إسقاط النظام ، وتنحى الرئيس السابق وتم حل الحزب الوطني ، وملاحقة ذيوله وفلوله وخاصة أولئك الذين يشغلون مواقع ذات مستوى رفيع في الحكومة . وبدأت تظهر الإئتلافات الشبابية وبكثرة وجميعها ينادي بضرورة إبعاد فلول الوطني من المشهد السياسي ، وهنا يأتي السؤال : من هم فلول الوطني ؟ . هناك رأي يقول بأن كل من كان عضواً بالحزب الوطني خلال حكم مبارك وحتى قيام الثورة يعتبر فلول .. وهنا نقول ان الظلم واقع لا محالة وأصبحنا نقلد الحزب الوطني في أنانيته وبطشه وإستئثاره بالسلطة .. لأن هناك الكثيرون ممن أتى بهم الحزب الوطني كنوع من الماكياج السياسي لتحسين صورته امام المجتمع والإعلام ومنهم عدد كبير من أساتذة الجامعات والعلماء والمفكرين والأدباء ورجال الأعمال وغيرهم .. وبالطبع هم بعيدون عن الفساد والإفساد ، ونذكر منهم الدكتور أسامة الغزالي حرب الذي إستقال من أمانة السياسات ومنهم الدكتور صبري الشبراوي أستاذ الإدارة والتنمية البشرية وحتى الدكتور عصام شرف كان وزيراً في حكومة الدكتور نظيف ، وبالطبع هؤلاء لايمكن وصفهم بالفلول .. وهناك رأي آخر يقول ان الفلول هم من كانوا يشغلون مواقع تنظيمية في الحزب الوطني عند قيام الثورة ومعهم أعضاء المجالس المحلية وأعضاء مجلسي الشعب والشورى (حزب وطني) وهنا لايمكن تعميم وصف الفلول على كل هؤلاء فبينهم اعداد كبيرة ممن يحبون هذا الوطن ويحاربون الفساد بل وشارك بعضهم في إعتصامات ميدان التحرير قبل التنحي .. إذن من هم الفلول ؟ اذا كان الهدف هو إجتثاث الفساد والمفسدين من أعضاء الحزب الوطني المنحل فأنا على يقين ان هؤلاء يمثلون نسبة لا تزيد عن 5% من اعضاء الوطني وهم معروفون في محافظاتهم . وعلينا جميعاً التعاون لعزلهم بل والمسارعة بتقديم الأدلة على فسادهم إلى النائب العام والوقوف ضدهم في اي إنتخابات ومنعهم من شغل أي موقع قيادي .. وحرصاً على ألا يرتفع صوت على صوت الثورة فعلينا التنبه إلى ماحدث في العراق والسودان ولبنان والصومال وافغانستان وغيرها حيث تم تقسيم البلاد إلى فئات متصارعة . لذا يجب تكاتف الجهود لتعظيم الاستفادة بالثورة بتحقيق التنمية والاستقرار ولتعلو المصلحة العليا للبلاد على المصالح الشخصية وليثبت كل منا حسن الولاء والإنتماء .