اللف إشراف : مها عمران تحقيق : أمانى زيان - شاهندة الباجورى كاريكاتير ياسمين مأمون مع رفض الطعون على المتقدمين للانتخابات من أعضاء الحزب الوطنى نكون قد عدنا مرة أخرى إلى المربع صفر.. وليفتح الباب على مصراعيه لجولة جديدة يتبادل فيها الجميع الاتهامات ويتزايد فيها الصراع على الكرسى البرلمانى، رغم أن الانتخابات على الأبواب لا يفصلنا عنها سوى أيام قليلة.. إلا أننا مازلنا ندور فى دائرة مفرغة، نبحث عن إجابات عن معنى محدد لكلمة الفلول، وهل هى تنطبق على كل أعضاء الحزب الوطنى المنحل؟! أم على قياداته أم فقط الفائزين بالتزوير فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وهل استبعادهم من على الساحة السياسية قانونى أم غير قانونى؟! وهل العزل محدد المدة أم يمتد إلى ما لا نهاية؟! وهل يشمل الأبناء والأقارب أم لا؟!! وهل فى حالة السماح للجميع بالمشاركة سيكون الاحتكام لصندوق الانتخاب وحده يكفى؟! وماذا عن مصير المشاركين فى الحياة السياسية قبل الثورة من أعضاء أحزاب المعارضة وبعض أصحاب الصفقات والمواءمات؟! وماذا عن مصير القضاة المشرفين على الانتخابات المزورة بل وموقف السيد رئيس الوزراء والوزراء الحاليين من أعضاء لجنة السياسات وهل سيشملهم العزل أم لا؟!! تساؤلات تظل بلا إجابات حاسمة!! رغم ما بشرونا به منذ أسابيع بقرب إصدار قانون العزل السياسى الذى لم يظهر إلى النور حتى الآن ومازلنا فى انتظاره وكأننا دائما فى انتظار ما لا يجىء. بالبحث عن كلمة فلول على شبكة الإنترنت وجدنا موقعا باسم «امسك فلول» يشرح فى صفحته الرئيسية من هم الفلول فيقول هم الذين أهدروا الشعب ومدخراته ودمروا شباب الأمة ونهبوا ثروات البلد ثم زوروا الانتخابات واغتصبوا إرادة الأمة. نعم «امسك فلول» لأنهم بعد ما أفسدوا حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية يحاولون الآن أن يلتفوا على الثورة بارتداء ثوب الثوار.. ويضيف الموقف : إن هدفنا حماية الثورة من هؤلاء الفاسدين لكى نستطيع أن نبنى وطنا جديدا خاليا من الفساد وتغيير ما أفسدوه.. فمصر لن تعلو إلا بالشرفاء». ثم يبدأ فى شرح الهدف من الموقع.. قائلا : «هدفنا كشف محاولات قيادات وأعضاء الحزب الوطنى المنحل الذين يريدون العودة للحياة السياسية والمشاركة فى الانتخابات البرلمانية والكشف عن قوائم قيادات وكوادر الوطنى على جميع المستويات لتوعية الشعب لإسقاطهم من أى موقع سياسى أو حكومى. وتتعدد الصفحات على الموقع فتوجد صفحة لكوادر الحزب المنحل.. وصفحة عن الأحزاب الجديدة التى كونها أعضاء الحزب الوطنى - غير الوطنى - ومعلومات عن مؤسسيها وقوائم بأسماء الفلول فى كل محافظات مصر. وهنا نجد أن شريف دياب وحسام الخولى المسئولين عن الموقع قد حصروا الفلول فى أعضاء الحزب الوطنى فقط دون غيره، وهذا ما دفعنا لسؤال شريف دياب وهو بالمناسبة ناشط سياسى ومؤسس حركة «امسك فلول» إضافة إلى الموقع الإلكترونى عن رؤيته لكلمة «الفلول» المتداولة بعد الثورة فأجاب : «الفلول» من كان يحكم فى النظام السابق واستمد شرعيته منه..إضافة إلى المنتفعين الذين كانت لهم مصالح معهم.. وهم كثيرون، وهناك نوع آخر من المنتفعين من كان يريد الحصول على عضوية الحزب الوطنى ليتخلص مثلا من مضايقات الشرطة أو للتمتع بتخفيض فى الرحلات.. وهؤلاء لا نستطيع أن نقول عليهم فلولا.. ولذلك نكتفى بتعريف الفل بأنه كل شخص تسبب فى فساد من أى نوع !! أما بالنسبة للتوبة للفاسدين فهذا صعب جدا.. وكل من أفسد عليه أن يحاكم لكنه يستطيع أن يتوب لله ويغفر له الديان العادل.. ولكن نحن كبشر نطالب بأن يدفع ثمن أعماله، ويعاقب على ما اقترفه فى حق الوطن من آثام سياسية واجتماعية واقتصادية !! ويشير هانى رسلان الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أنه يرفض كلمة فلول مؤكدا ذلك بقوله : «الحقيقة أننى لا أوافق على كلمة فلول.. فنظام مبارك سقط ومعه كل من كان تابعا له ولم يبق إلا اشخاص معدودون يتمثلون فى قيادات إعلامية أو تشريعية أو تنفيذية، وأغلبهم الآن فى السجن والبقية الباقية من السهل تحديدها لأن المواقف تكون مسجلة سواء فى اللقاءات التليفزيونية أو الصحف وغيرها، لكن توسيع النطاق لكلمة الفلول قد يخلق ارتباكا وشيئا من الاضطراب بما يعنى ظهور التراشق السياسى نحن فى غنى عنه الآن.. وهذا يعيق التقدم الديمقراطى بالانزلاق لتراشقات لا محل لها فى المرحلة الحالية. وفى الريف سواء كان «بحرى» أو «قبلى» كان المرشحون مضطرين أن يلتحقوا بالحزب الوطنى ليعملوا على خدمة دوائرهم وأهلهم.. وهذه إحدى سمات الدولة المصرية خلال قرن من الزمان. ولكن ما يحدث الآن من الحديث المتواصل عن الفلول هو محاولة للهروب من المسئولية من شخصيات غير قادرة على العمل السياسى وتستغل الفلول لتبرير التكاسل أو الضعف.. فليس كل من يتحدث عن العمل السياسى فى وسائل الإعلام هو فقط صاحب الحق فى الممارسة السياسية فالعمل السياسى نابع من الشعب.. أما من كان عضوا فى الحزب المنحل ويحاول الآن ممارسة الحياة السياسية مرة أخرى عن طريق حزب آخر، فهذا من الناحية القانونية مسموح به حتى الآن اما إذا كان قد شارك فعليا فى الفساد السياسى، فسيكون على رأسه «بطحة».. والمنتظر أن يختبئ عن الأنظار ولن يحاول الظهور مرة أخرى.. پ اختراع !! د. رفعت السعيد - رئيس حزب التجمع له رأى آخر فى موضوع الفلول فيقول : هو تعبير تم اختراعه فى أعقاب ما بعد 25 يناير، وقد اخترع لمواجهة أعضاء الحزب الوطنى السابق الذين يحاولون العودة للحياة السياسية. لكن هناك شيئا مهما وهو كيف يطلق على شخص كلمة «فل» بالرغم من أنه لم يُجرم أو يسرق أو يفسد، فعلى سبيل المثال د. حمدى زقزوق كان فى وزارة ما قبل الثورة، وأيضا د. عثمان محمد عثمان وكان وزيرا فى نفس الوزارة، لكن لا يصح أن نطلق عليهما مسمى فلول لأنهم لم يسرقا أو يدانا فى قضايا فساد.. وإذا كان كل أعضاء لجنة السياسات فلولا، فإن د. عصام شرف هو أيضا من الفلول على حسب التوصيف لانتمائه للحزب الوطنى المنحل. فما أريد قوله هو أنه ليس كل أعضاء الحزب الوطنى فلولا، فهناك أشخاص مثل د. حسام بدراوى كانوا يتعرضون للاضطهاد والعزل السياسى من الحزب الحاكم حتى عندما تم إعطاؤه منصب أمين عام الحزب - أثناء الثورة - لم يكن ذلك من أجله لكن إرضاء للثوار. فالفل الحقيقى هو من أحدث فسادا، أو قام بالإفساد والنهب والسرقة، وهو يستحق اللعنة ولا يجوز إعطاؤه فرصة لمزاولة الحياة السياسية مرة أخرى. أما بالنسبة لنقطة أن أحزاب المعارضة فلول أم لا سيوضح د. السعيد أن حزب التجمع لم يأخذ فى انتخابات 2010 غير مقعد واحد فكيف يعتبرونه من الفلول ؟!! لكن أعتقد أن الإخوان الذين قاموا بعمل صفقة مع الحكومة، وهذا بشهادة المرشد السابق مهدى عاكف، يستحقون أن يطلق عليهم بجدارة لقب فلول. فالإخوان هم من ساعدوا الحزب الوطنى على التزوير فى انتخابات 2010 وهم أنفسهم الذين حصلوا على 88 مقعدا فى انتخابات 2005 بعد حوار وصفقة مع الحزب الوطنى. لذلك لابد أن يكون هناك معيار صائب لكلمة الفلول، ولا يجوز إطلاقها على أى شخص. والمعارضة تسقط أيضا أما عمرو عبدالعزيز - رئيس حزب العدالة والتنمية المصرى فيوضح أن كلمة الفلول لا تنطبق فقط على أعضاء الحزب الوطنى المنحل، فهناك أيضا أحزاب المعارضة وأى نظام يسقط فى أى دولة لابد أن تسقط معه معارضته ! وبالنسبة لنا فى مصر، فللاسف كل أحزاب المعارضة أو بالمعنى الأدق معظمها سمحوا بالتزوير فى انتخابات 2010، ولم يقفوا أمام التزوير، بل على العكس شارك بعضهم فيها، وقسموا التورتة مع الحزب الوطنى. ونفس الأمر فعلوه مع الثورة، فهم لم يشتركوا فيها وظهروا على الأرض بعد ما أن تمهد أمامهم الطريق وركبوا الموجة وتاجروا بالثورة، وبدماء الشهداء.. ويضيف عمرو : الفل فى نظرى ليس فقط كل من شارك فى الحياة السياسية السابقة إنما هو كل إنسان يسىء لسمعة مصر ويحاول النيل منها، وهو ايضا كل إنسان يسعى من أجل منفعته الشخصية لا من أجل مصلحة البلد. وهنا يأتى دورنا كمجتمع، فلابد أن نتكاتف من أجل تطهير بلدنا، وأيضا على كل القوى أن تتحد لطردهم من الحياة السياسية لأن الفلول قنبلة موقوتة تهدد استقرار مجتمعنا وأمنه.