باتت القضية الفلسطينية تحتل المكانة الأولى عالمياً ولا يزال البت فيها معقداً حتى هذا اليوم, فالأحلام التي إستندت عليها القضية منذ أوسلو تعتبر إحدى الوسائل السلمية لحلّ النزاعات الدولية التي تسمى المفاوضات حيث كانت وما زالت تؤثر على الأمن والسلم على المستوى الدولي . هي قضية فلسطين التي ينزف جرحها كل يوم على يد الإحتلال الإسرائيلي وما يمارسه من ضغوطات حتى يعمل على تصفية القضية التي بقيت عاجزة عن تصفيتها . وما تسعى إليه إسرائيل اليوم من عملياتها ضد الشعب الفلسطيني هو تفتيت أوصاله و تخديره قبل تخدير القضية التي وقفت صامدة في وجه هذا الإحتلال منذ 1948م، ورفضه لكافة أنواع المفاوضات . أين تلك الدول وسعيها في تحقيق الدولة الفلسطينية وإيجاد الحلول المناسبة في تحقيق الإستقرار الفلسطيني وقضية اللاجئين ؟؟؟ تلك المساعي لم تجدِ نفعاً لدولة تريد أن تحقق سياستها بالقوة العسكرية التي لطالما إفتخرت بها . واليوم تغيرت المعادلة فإسرائيل أصبحت عاجزة عن تحقيق أي تقدم من الناحية العسكرية بعد الحروب التي أقدمت عليها مع حزب الله في تموز وفي قطاع غزة، وذلك بمساندة أمريكا والوقوف في حربها الأخيرة لتحقيق طموح الإدارة الأمريكية وهي ولادة شرق أوسط جديد، إلا أن هذا لم يتحقق منذ الأسبوع الأول من العدوان على لبنان وفشل إسرائيل في الإستمرار في الحرب وبعد إنتهاء الحرب لم تعد تسمع ولادة شرق أوسط جديد؟؟؟ . هزيمة إسرائيل من جهة وفشل تحقيق مطامع الإدارة الأمريكية بإيجاد شرق أوسط جديد من جهة أخرى إلا أن العنصر المتبقي في دعم ومساندة الاحتلال هو الفيتو الأمريكي الذي يسقط ما يتم رفعه ضد إسرائيل في مجلس الأمن . إلا أن تلك المفاوضات لم يمر عليها وقت طويل بسبب فشل الإدارة الأمريكية في الضغط على الإسرائيليين في التنازل عن بعض الشروط لصالح الشعب الفلسطيني في تحقيق حل الدولتين، حيث تصر إسرائيل على أنها مستعدة للمحادثات المباشرة شريطة ألا تكون هناك أي شروط مسبقة والفلسطينيون مستعدون أيضا بشرط أن يكون هناك جدول أعمال واضح، وتعتبر إسرائيل أن جدول الأعمال يعني شروطا مسبقة . فموت المفاوضات هي عدم رغبة إدارة نتنياهو في تحقيق أي تنازل للشعب الفلسطيني سواء على المدى القريب أو على المدى البعيد حتى يعترف الشعب الفلسطيني بيهودية الدولة العبرية، دون أي تنازل من قبل الجانب الإسرائيلي على مر الإتفاقيات التي وقعت من قبل الجانبين فإلى متى تبقى المعاهدات والإتفاقيات وهل من إتفاقيات أخرى في ظل التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ؟ . وإصرار الرئيس الفلسطيني الذهاب إلى الأممالمتحدة بحد ذاته يعتبر وسيلة مهمة وإنجاز على الصعيد العربي لطلب حق الشعب الفلسطيني كباقي الشعوب العربية والشعوب التي نالت إستقلالها فيما لا تزال الدولة الفلسطينية ترضخ تحت الإحتلال والحصار والحواجز التي تُحرم الفلسطينيين من نيل أبسط حقوقهم وحريتهم . لأن فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الداعمة لإيجاد الدولة الفلسطينية أدى ذلك إلى إعتراف بعض الدول بدولة فلسطين على حدود 67 معظمها من دول أمريكا اللاّتينية وهي البرازيل وبوليفيا والأرجنتين وهناك بعض الدول التي إعترفت بها قبل وهي كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا فيما تعهدت بعض الدول بالإعتراف في الأيام القادمة . تلك الإعترافات جاءت بعد الجهود الدبلوماسية الفلسطينية في حشد الدعم الدولي لإعلان قيام الدولة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية بعد فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وأن أكثر من مائة دولة بالعالم تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة التي كانت قد أعلنت في عام 1988، لكن الدول المتبقية وغالبيتها من غرب أوروبا ذات الثقل السياسي، لم تعترف بها بعد وبعض الدول التي تريد رفع مستوى التمثيل لديها إلى سفارة مثل بريطانيا وبلجيكا . والمشكلة التي تواجه مصير الشعب الفلسطيني ليس نيل الإعترافات من قبل الدول اليوم ، ما يسعى اليه الشعب الفلسطيني الخروج من الأزمة التي تنتظره وهو القرار الأمريكي المتمثل في الفيتو الذي يخدم الإبن أسرائيل وهنا كيف تطلق أمريكا وإدارة أوباما على نفسها بأنها راعية السلام إذا لم تعط الشعب الفلسطيني حقوقه وثوابته الوطنية . وأن ما ينتظر الفلسطينيين في أيلول هو مصير حلم ينتظره الشعب بأكمله منذ عقود وسنوات حتى يحصل على كافة حقوقه المسلوبة والتي سلبت من الإحتلال ، فنها لا نتامل في نيل أي شي حتى نعرف ماذ سيكون مصير أيلول للشعب الذي ينام ويستيقظ ويفكر ماذا سيحدث في في هذا الشهر سندعم الجهود ما يتم إحرازه سيكون فائدة للشعب الفلسطيني ويكفينا شرفاً بالمحاولة، وعلينا بعد ذلك معرفة الواقع الحقيقي ومن يريد السلام الحقيقي اذا تم إستخدام الفيتو وإنحياز أمريكا لإسرائيل فعلينا مراجعة أوراقنا الداخلية وإتباع سياسة في التعامل وذلك بعدم الرجوع إلى ما يسمى مفاوضات ؟ .