منذ ان بدأت القيادة الفلسطينية العمل لملمت اوراقها من اجل التوجة الى الاممالمتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين كعضو دائم فى الاممالمتحدة ولتصبح الدولة رقم 194 بعد الاعتراف بدولة جنوب السودان. حتى بدات ردود الافعال الدولية مابين مؤيدا ومعارض فالولايات المتحدةالامريكية اعلنت مواقف حادة تجاه هذه الخطوة واكدت بانها ستستخدم حق الفيتو ردا على طلب السلطة الفلسطينية بالإعتراف بعضوية كاملة فى مجلس الامن ، كما ان الكونجرس الامريكى قد هدد بقطع المساعدات والعلاقات السياسية واغلاق مكاتب منظمة التحرير فى حال اصرت السلطة الفلسطينية على هذة الخطوة . كما ان اسرائيل بمختلف اطيافها السياسية هددت وتوعدت السلطة بخطوات من شأنها إنهاء اتفاقيات السلام المبرمة معها منذ عام 1993" اتفاق اوسلو" هذا بالإ ضافة الى مزيد من القمع ومداهمة القرى وترويع المواطنين واللجوء الى القوة للتحكم بحياة الفلسطينين والعمل على انهاء قوة السلطة فى الضفة الغربية ومما سبق لا بد من سؤال هام فى ظل احتدام المعركة السياسية خاصة مع اقتراب موعد ايلول ؟ اليست امريكا هى التى ودعت العالم بدولة فلسطينية فى ايلول وهي الان تلوح بنسف هذا الوعد كما ان الرئيس اوباما خاطب العالم الاسلامي وأكد على احقية وجود دولة للفلسطينين ولكن فى ظل التهديدات المتتالية تجاه هذه الخطوة اصبحت تلك الوعود ليس لها اى واقع ملموس أمام المصلحة الاسرائيلية الامريكية فامريكا قد غصبت من الفلسطينين حين رفضوا "كامب ديفيد" ووضعوا الرئيس ياسرعرفات داخل مكتبه سجينا عقابا له عدم الموافقة على مطالب القيادة الامريكية ولم يقف ردا امريكا على ذلك بل لجاءت الى مساندة اسرائيل والوقوف الى جانبها لإنزال اشد العقوبات على الشعب الفلسطينى لذلك فإن الذى يغضب امريكا في هذا الوقت ،خاصة تجاه استحقاق ايلول واصرار القيادة الفلسطينى على ذلك هوأن هذه الخطوة ستكشف مدى ازدواجية المعايير الامريكية ازاء حرية الشعوب فى تقرير مصيرها خاصة فى ظل الربيع العربي الممتد كما انه سيكشف مدى ضعف موقف امريكا امام النفوذ اللوبي الاسرائيلي وهذا كله بدوره سينعكس على الراي العالمي ، بأن امريكا اصبحت طرفا غير عادلا فى احتضان قضايا الشعوب ومنها قضية ارساء السلام فى النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، كما ان موقف امريكا السلبي تجاه دولة فلسطين قد جاء فى ظل ارتفاع صوت الدول الكبرى التى بدأت تتجرأ وتطالب بدولة للفلسطينين وستعترف بالحق الفلسطيني لذلك فأن نجحت هذه االخطوة فى تجاوز موقف امريكا السلبي فمن شأنها ان تعيد القضية الفلسطينية الى اروقة الاممالمتحدة، وكف يد اسرائيل عن العبث بالحق الفلسطينى والاستيلاء على ماتبقى من ارض فلسطين التى احتلت عام 1967 وفى ظل المعطيات الدولية والمواقف السياسية المختلفة تجاه استحقاق الدولة يجب علينا وضع علامة استفهام وهي استحقاق ايلول الى أين؟!! وهل سيكون مصير ابومازن مشابه لمصير ياسرعرفات الذى رفض الانصياع الى التهديدات الامريكية وللخروج من هذه التساؤلات فأن هذه الخطوة بحاجة الى مساندة شعبية على المستوى الداخلى الخارجي ووقوف القيادة العربية والدولية الى جانب القيادة الفلسطينية لأن نجاح هذه الخطوة من شأنها "ان تحول اي سلوك اسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة الى فعل غير شرعي يعاقب علية القانون الدولي خاصة موضوع الاستيطان الذى نسف عملية السلام" - كما ان اسرائيل ستفقد مكانتها الدولية لتصبح من دولة محتلة الى دولة مارقه تنزع الشرعية على تواجد قواتها خاصة الحواجز الاسرائيلية المنتشرة فى الضفة وعلى الحدود بين الدولة الفلسطينية والاردن ومصر - كما يحق للشعب الفلسطينى ابرام الاتفاقيات والمعاهدات مع دول خارجية و والتى بدورها تشكل كابوسا مستمرا بالنسبة لاسرائيل كذلك يحق رفع دعاوي جنائية امام المحاكم الدولية ضد اي سلوك اسرائيلي ينقص من سيادتها قد يطال القيادات العسكرية والسياسية لاسرائيل وبطبيعة الحال فى ظل هذه النتائج الهامة فإن اسرائيل تعتبر هذه الخطوة بمثابة " حرب مفتوحة لذلك فهى تلجأ بكل الطرق والوسائل إلى افراغ هذا التحرك من مضمونة حيث تتزرع بأن الفلسطينين ليس بإمكانهم الإعلان عن دولة من جانب واحد على اعتبار هذه الخطوة بأنها احادية الجانب وتشكل خرقا لانفاقية اوسلو والتى بالاساس لم تكترث لها اسرائيل مطلقا. وحتى نعمل على انجاح هذه الخطوة ولكي لاتري الحجج الاسرائيلية طريقا لها فإن على القيادة الفلسطينية بكافة اطراها الحزبية بأن تجهز الرد القانوني المناسب والاستعانة بالكفاءات القانونية على المستوى الوطنى والعربي وايضا الدولي من اجل حشر اسرائيل وعدم الانصياع الى مواقفها وادواتها. وهذا كله يتطلب ان يكون هنالك موقف سياسي موحد من كافة الاطراف السياسية وايضا العربية منها حتى لاتتمكن اسرائيل من توظيف اى سلوك فلسطيني معارض فى الاتجاه الذى تخطط له اسرائيل كما ان هذه الخطوة ايضا بحاجه الى دعم الدول العربية والاسلامية من اجل وضع حد لسياسة المعايير الازدواجية التى تتعامل بها امريكا تجاه المطلب الفلسطينى وبدون ادنى شك فإن موقف بعض الفصائل الفلسطينة تجاه استحقاق ايلول قد ينعكس بشكل سلبي على السلطة الفلسطينية وعدم القدرة على مجابة الضغوطات الدولية خاصة موقف حركة حماس السلبي تجاه تلك الخطوة والذى يعتبر التنظيم المركزي المعبر عن رؤية المقاومة ونظرتها فى الصراع مع الاحتلال وتبرر حماس هذا الموقف للاعتبارات التالية: -ان هذه الخطوة من قبل السلطة الفلسطينية يكتنفها الكثير من الغموض لانها لم تاخذ فى الحسبان حق العودة الى اراضى 48 وايضا حق الشعب الفلسطينى فى المقاومة المسلحة - ان هذه الخطوة هي خطوة تكتيكية وليست خطوة استراتيجية كما انها تعتبر مقدمة لتكريس فكرة يهودية الدولة ونيلها اعتراف دولي لإيجاد توازن بتواطئ فلسطينى وبالتنسيق مع اسرائيل . - كما انها تأتي فى سياق استراتيجية التفاوض التى تقودها منظمة التحرير والتى لم يحصل الشعب الفلسطينى على ايا من حقوقه الا ان هذا الموقف السلبي من قبل حركة حماس لم يخرج عنه اى بيان رسمي يرفض هذه الخطوة بل تلجأ الى اعتماد موقف محايد " عدم الرفض او القبول." لأن حسابات حماس السياسية والمستقبلية لهذه الخطوة لن تجعلها تغامر بإتخاذ موقف مضاد قد يضيف نقطة سوداء بانها كانت معارضه لخطوة قد تاتي بالنفع للقضية الفلسطينية وهذه الموقف الغامض سيكون بالتأكيد مفيدا لها على المستوى الشعبي وحتى لاتسجل هذه الخطوة بأنه انجاز تاريخي للسلطة الفلسطينية بمنأى عن حركة حماس. وكما ان غموض موقف حماس يعتبر عنصر هام لنجاح فكرة استحقاق الدولة لانه مشاركة حماس فى ذلك سيضر بالموقف الفلسطينيى الرسمي امام امريكا واوروبا الذين مازالوا يصرون على ان حماس منظمة ارهابية لاتؤمن بالسلام مع الاسرائيليين لذلك فأن حماس تدرس هذه الخطوة وفق مصالحها لأن فشل هذا الاستحقاق سيعود بالنفع المطلق لفكرة المقاومة والتى تعتبر استراتيجية حماس بالتعاطي مع اسرائيل وليس فكرة التفاوض التى لم تأتي بجديد للقضية الفلسطينية. لذلك فأن هذه الخطوة بكافة مقياسها السياسية فأنها تعتبر احد اهم المشاهد السياسية التى ينبغى ان نتوحد من اجلها فى ظل حجم الضغوطات الدولبة التى تمارس من اجل التراجع عن هذه الخطوة وبالتالي اجهاض الحلم الفلسطيني بذريعة العودة الى طاولة المفاوضات المباشرة والتى اصبحت احد الالاعيب المكشوفة التى تستخدمها اسرائيل وامريكا لمواجهة اى خطوة قد تعود على الشعب الفلسطينى بالايجاب ، كما انها ستعود بالسلطة للمراوحة فى نفس المربع الذى اشغلته خلال العاميين الماضيين ويعني ذلك تأجيل المواجهة لا انهاءها واسرائيل ستكسب مزيدا من الوقت لبناء مزيد من الحقائق على الارض وهدم اى مقومات للدولة الفلسطينية.