ذكرت مصادر مطلعة أن أمراء وشخصيات قطرية تقوم برعاية أطراف جزائرية معارضة تقيم بالخارج وأخرى بالداخل. وأضافت أن من بين الأسماء التي تحظى بمكانة رفيعة لدى القطريين نجل رئيس حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحل، أسامة عباسي. وأشارت إلى إن هذه الأطراف القطرية وبعض الخليجيين تعتمد للتمويه عن ما تقوم به على جمعيات ومنظمات لبنانية تعمل تحت غطاء دعم المقاومة عبر العالم ضد إسرائيل. وذكرت صحيفة "الشاهد" الجزائرية، أن أمراء قطريين يقودون حملة سرية ضد الجزائر، من خلال دعم وتمويل أطراف محسوبة على المعارضة تقيم في الخارج، وخاصة ببريطانيا، لإنشاء قنوات فضائية تحريضية ك" قناة المغاربية" و"العصر"، وتنظيم تجمعات وندوات تدعو للثورة. وتضيف صحيفة "الشاهد" انها حضرت إحدى هذه الندوات التي تم تنظيمها بأحد الفنادق الفخمة بمنطقة "تقمرت" الساحلية، بتونس، مؤخرا، تحت غطاء مقاومة العدوان، والتي حضرها عدد كبير من المعارضين من مختلف الجنسيات العربية المقيمين في الخارج، ومثل وفد الجزائر أشخاص محسوبين على تيار السلفية، وآخر من المعارضين المعروفين من الخارج، بقيادة أسامة نجل عباسي مدني، الذي حظي باستقبال خاص ومكانة رفيعة وسط الأمراء القطريين لدى وصوله مقر إقامة الندوة، التي شهدت غياب وسائل الإعلام إلا قناة الجزيرة القطرية التي كانت حاضرة. وقال مصدر مقرب من الندوة تقول "الشاهد"، والذي يعتبر من القيادات السلفية التونسية وشغل منصب بالهيئة المنظمة للندوة، في رده على سؤال حول الشخصيات الجزائرية التي تم توجيه الدعوة لها لحضور الندوة، أن اغلبها من تيار السلفية ومنهم قيادات تائبة من الجيش الإسلامي للإنقاذ، دون ذكرها. فيما حضر المعارضون في الخارج كأسامة نجل عباسي مدني، الذي ظهر مع القطريين وكأنه شخصية عالمية، وكذا العربي زيتوت، الذي يعتبر احد الوجوه المعارضة للنظام في الجزائر والمقيم بلندن. وتابع المصدر أن الندوة تم تنظيمها بشكل سري، ولم يتم الإعلان عنها إلا بعد استكمال كل الإجراءات وضمان حضور المدعوين، أي في آخر لحظة. وواصل ردا على سؤال حول أسباب السرية، أن هناك تخوف من أطراف قد تفسد اللقاء، وهل هي جهات أمنية أم سياسية، أجاب المصدر أنها أمنية وبشكل خاص دولية، وكذا لتجنب إحراج السلطات التونسية التي تقودها حركة النهضة، والتي حضرت الندوة بقيادة رئيسها راشد الغنوشي، الذي ألقى كلمة خلال جلسة الافتتاح حيث دعا إلى الثورة وحيا سلطات الكويت والمغرب فقط، على زعما مجهودهما في الاستجابة إلى شعوب البلدين، دون أن يتحدث عن الجزائر. وكشف المصدر عن وقوف أمراء قطر وبعض الشخصيات الخليجية الذين حضروا بقوة، وراء تنظيم هذه الندوة وأخرى تصب في إطار دعم وتشجيع المعارضين لدولهم، ردا على سؤال "الشاهد" عن أسباب تواجدهم. وأوضح أن هؤلاء يقومون بعملهم تحت غطاء مقاومة العدوان، واستعمال منظمات لبنانية للتمويه، وأشار لدى تطرقه لموضوع الجمعيات اللبنانية، إلى أن اللبنانيين معروفون بتنظيم الندوات وكيفية تسيير أمور اللقاءات السرية، موضحا أن اغلب هؤلاء الأمراء يملكون تجارة بلبنان، وعلاقاتهم جيدة وواسعة هناك.