الأمر المدهش في هذا الموضوع أن قيادات حماس في صراع متواصل على تنفيذ وتقبل أتفاق الدوحة. والأمر الاّخر أن حماس لا تقبل رأي أو موقف انفرادي ما لم يكن أعضاء المكتب في الصورة الحقيقية. وما حصل في اتفاق الدوحة هو موقف انفرادي لرئيس المكتب السياسي الذي رضخ لمطالب أمير قطر في تحقيق وانجاز المصالحة. صراع داخل المكتب السياسي للحركة حول التوصل إلى تسوية نهائية كشف النوايا الحقيقة من اتفاق الدوحة الأمر الذي أدى إلى تأجيل تشكيل الحكومة حتى هذه اللحظات وحول تولي الرئيس محمود عباس حكومة الكفاءات "حكومة التوافق الوطني". اختلاف في وجهات النظر بين قادة الحركة حول توقيع الاتفاق دون حضور أعضاء المكتب وعدم انتظار رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية من إنهاء زيارته لإيران الشقيقة. فقط كانت ساعات للوصول إلى أرض قطر المباركة للفلسطينيين ليكون شاهد على توقيع الاتفاق الأمر. وأدى إلى بوادر إنشقاق داخل أعضاء المكتب السياسي في حركة حماس رغم أن الحركة عصية لمثل تلك الانشقاقات وتقوم على أسس عظيمة وخاصة بأن التشاور مطلوب وفرض داخل الحركة فهي ليست كباقي الحركات. فحماس هي حركة اسلامية بحتة لا تسمح لنفسها ولغيرها العبث بداخلها أو المساس بها وتتخذ من الاسلام منهجاً صريحاً في تثبت موقفها ونضالها بالإضافة إلى انها تعتمد على قوانين داخلية ولوائح لا يمكن التجاوز عنها في أي لحظة أو موقف كان. رغم ذلك لم ينته الجدل الذي ظهر داخل حركة حماس مؤخراً في تقبل ما تم توقيعه بين رئيس المكتب السياسي السيد خالد مشعل مع أمير قطر والرئيس محمود عباس لإنهاء الانقسام المرير والذي سبب الكثير من الويلات في صفوف الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى شن حرب إعلامية بين الطرفين وسياسة الاعتقالات. تلك المواجهات أدت إلى وجود سخط فلسطيني قوي وعنصرية بين أبناء الحركتين والشعب هنا هو من يدفع فاتورة الانقسام والمصالح الشخصية والحزبية والإملاءات الخارجية فمنهم من يلجأ إلى إيران للحصول على أهداف حزبية لا تخدم الشعب بأكمله ومنهم من يلجأ إلى أمريكا . فلن يكون أمير قطر والخامنئي أكثر حرصاً على أمن وسلامة الشعب الفلسطيني في السعي لإنهاء الخلاف المزمن تحقيقه بين الأشقاء. ولن يكون أمير قطر والخامنئي أكثر حرصاً على دعم الشعب الفلسطيني تضحياته وبطولاته وصموده فهناك مصالح مشتركة بين الأطراف لتحقيق خدمة لصالح الاحتلال بالتهدئة وترك المقاومة التي تعتبر السبيل الوحيد لاسترجاع الحق المسلوب والهوية الفلسطينية وكرامة الأمة . فأمير قطر ليس حريصاً على حياة الشعب الفلسطيني قدر ما هو حريص على حياة المواطن الإسرائيلي فقطر الصديقة المقربة من الدولة العبرية والحامية للمشروع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط والتابعة لإملاءات البيت الأبيض. فقطر لن تكون في صف الفلسطينيين في أي موقف كان وتلك المواقف الجريئة ما هي إلا عبارة عن جس النبض وتهدئة النفوس وطمأنة الشعب بل هي سياسة التخفي وراء الكواليس. فمواقف دولة قطر الصغيرة على مستوى الوطن العربي وجرأتها في بعض المواقف ليس نابعاً من قوة قطر بل لأنها تابعة للإدارة الأمريكية في جميع المجالات فقطر هي جزء من أمريكا ليس إلا ؟؟؟.