إيطاليا حافلة بصور النجاح المشرفة من جيل أفنى كل حياته في الغربة ودفعوا ضريبة الغربة من أجل الحياة والعمل والكفاح والصبر على مدى ربع قرن من الزمن. ومن خلال زيارتي لمدينة تورينو للمشاركة في معرض الكتاب الدولي تعرفت بالصدفة على شاب من شباب مصر المغتربين أسمه عماد حمدي عبدالخالق أبو العلا من أبناء قرية ميت أم صالح مركز بركة السبع التابعة لمحافظة المنوفية. اكتشفت من خلال حديثة معي أنه رجل أعمال وصاحب شركة مقاولات في مدينة تورينو بالرغم أنه خريج قسم الكترونيات وبدأت حواري معه حتي اعرف سبب مجيئه إلي إيطاليا ويمتلك بين يدية تخصص الكترونيات وكمبيوتر في مصر التي أصبحت مهنة يجني بها المال الكثير حاولت أعرف الحقيقة او سبب مقنع ربما هناك سر دفين في قلبة لم يكشف عنه لاحد لكي يحكي لي قصته بكل صراحة. قال لي عماد : بعد تخريجي بحثت عن أي عمل التحق به لكي أبني به مستقبلي وقررت السافر إلي منطقة توشكا والتحقت بالعمل بمحطة الرفع لمدة ثلاثة سنوات من أجل ان أبني مستقبلي مثل أي شاب ولكن الظروف الطاحنة التي تمرت بها مصر في ذلك الوقت قررت السفر إلي الخارج لكي أجرب حظي وحصلت علي تأشيرة لقبرص وعملت لمدة ثلاثة أشهر في جراج للسيارات جنيت منه بعض المال وقررت مغادرة قبرص والسفر إلي البانيا ومنها دخلت الأراضي الإيطالية عام 97 وعملت في أحدي المطاعم بالمدينة غسيل أطباق عملت بها لمدة ثلاثة أشهر. وقررت البحث عن مهنة أخري لم أجد أمام سوي فرصة العمل في السوق المركزي للمدينة عمل شاق من الفجر حتي نهاية اليوم من أجل ان أغطي مصاريفي اليومية من إيجار السكن وشراء وجبات الطعام وبعض المستلزمات الخاصة اليومية. رغم كل ذلك كانت تساورني أحلامي كثيرة عن مستقبلي أريد أن أنقذ بها حياتي أنشاء شركة مقاولات صغيرة أبدا بها حياتي لكي يكون مشروع المستقبل بالنسبة لي رغم كل ذلك كان تواجدي في إيطالي في هذه الفترة منذ دخولي الأراضي الإيطالية غير قانوني. رغم كل ذلك لم أيأس من رحمة الله وبدأت رحلة المتاعب بالبحث عن شركات المقاولات الإيطالية وعملت لدي شركة مقاولات إيطالية لمدة خمس سنوات اكتسبت خبرات كثيرة بحب من هذه المهنة التي كنت أحلم بها في يوم الايام .. وبعد تحسين أوضاعي قانونيا في البلاد من خلال قانون صدر من الحكومة الإيطالية بتحسين أوضاع الأجانب المقيمين غير شرعي في البلاد. بدأت تراودني فكرة انشاء شركة مقاولات صغير باسم (شركة سقالة النيل للمقاولات ) وتحقق هذا الحلم الكبير منذ عام 2004 وتقدمت للمشاركة في أنجاز مشروع أولمبياد عام 2005 لبطولة العالم الانزلاق علي الجليد من خلال تخصصي وكنت الشركة الوحيدة المنافسة لتنفيذ المشروع بنسبة 40% بدأ نشاطي مع الايام والسنين تتسع رويدا رويدا بدأت أفكر في شراء المعدات الثقيلة من أجل تنفيذ مشاريع أكبر من خلال المناقصات التي تعلنها الشركات الكبرى وكنت أخشي الظروف لم تساعدني بهذه المجازفة في تنفيذ مشاريع كبيرة تحتاج للمال الكثير ومصاريف ورواتب للعمال. بالرغم من حصولي علي تنفيذ المشروع بأقل الأسعار من الشركات الأجنبية الأخرى المنافسة أستمر نشاطي حتي عام 2007 ولكن ظروفي الصحية بدأت في التدهور من خلال الجهد اليومي ولم تساعدني أن يستمر نشاط شركتي فقررت أن أعود إلي أرض الوطن وأنقل نشاطي في مصر لتنفيذ مشاريع للإسكان والتعمير ولم أستمر كثيرا في مصر قررت العودة مرة أخري للعمل من جديد في إيطاليا وبدأت أعمل مع شركات إيطالية كبري لتنفيذ مشاريع شبكات الطرق البرية والسكك الحديدة السريعة. كل يوم أكتسب خبرات جديدة في هذا المجال وكنت أتسأل مع نفسي في بعض الأوقات كل هذه الخبرات التي اكتسبتها من الشركات الإيطالية الكبرى من جهد وعرق وكفاح في العمل طوال هذه السنوات هنا في إيطاليا كان المقابل التقدير لإنجاز العمل علي أكمل وجه والمقابل المعنوي والمالي لذلك فكرت أن أنقل كل خبراتي علي مدي السنوات التي عملت بها في إيطاليا وأنقلها إلي بلدي مصر ولكن كان يشغل بالي أغلب الأوقات هناك فرق كبير بين العمل هنا في إيطاليا والعمل في مصر هنا فكان سبب نجاحي وطموحي أتيح فرص عمل للمجموعة التي تعمل معي في شركتي وكان هذا هو سبب نجاح. فا اوجه رسالتي إلي المسئولين في مصر هل تتاح لي الفرصة لكي أنقل مؤسستي لتنفيذ مشاريع استثمارية كبيرة من تشيد وبناء في أي مكان علي أرض لمصر لكي افتح مجال عمل لآلاف الشباب والعمال للعمل معي ونصيحتي لكل الشباب من الذين يفكرون السفر إلي الخارج أقول لهم إيطاليا والدول الأوروبية عامة تأن من مشاكل البطالة بالملايين من شبابها وظروفها الاقتصادية أصبحت صعبة والأيام القادمة ستفتح أبواب الاستثمارات للشركات الأجنبية لتنفيذ مشاريعها بأيدي مصري والخير يعم علي كل مكان في مصر. فكلمة أخيرة لشباب مصر أن يعتمدوا على أنفسهم ولا يرتموا في أحضان الآخرين لأن السماء لا تمطر ذهب لأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة !!!.