سهام حسين مغازى الشهيرة بأم باسم، نسيت إنها امرأة مثلها مثل معظم نساء مصر، ودعت أنوثتها وتحملت مسئولية تربية أبنائها من عائد مهنة شاقة معروف أن الرجال فقط هم من يمارسونها. اختفت معالم الأنوثة والجمال بوجهها لتحمل بين طيات وجهها قسوة الأيام وعبء المسئولية، وحتى أناملها الناعمة أصبحت قاسية وحادة لتتحمل أعمال السباكة التى تعودت عليها، المسئولية والحمل الثقيل هما من دفعا سهام للجوء إلى عمل يتطلب جهداً عبئا لتنفق على أولادها، وتعتقد سهام التى حرصت على تعليم أولادها «ولد وبنتان».
إنه لا توجد مهنة صعبة على أى امرأة، رغم أنها قد تضطر لتسلق حوائط لتركيب مواسير الصرف الصحى، وترى أن المرأة لا ترتكب أى جريمة من تلقاء ذاتها، بل لابد أن هناك رجلاً يدفعها إليها.
∎ السباكة اختارتنى
∎ لماذا اخترت مهنة السباكة، وهى مهنة تناسب الرجال أكثر من النساء؟
- أنا لم أختر مهنة السباكة، فهى التى اختارتنى، لأننى كنت أبحث عن دورة تدريبية لشئون التطريز والخياطة ولكنى لم أجد، فصادفت دورة خاصة بالسباكة فدخلتها لتعلم شىء جديد ومختلف، وأى مهنة فى الوقت الحالى يمكن للمرأة ممارستها، وليست هناك مهنة للمرأة وأخرى للرجل، والسباكة أيضا أصبحت للمرأة لأنها بشكل أكبر تخص المطبخ والحمام وهى أكثر الأماكن فى المنزل التى تتواجد فيها سيدة المنزل، وتعانى من عطل أى شىء فيها.
∎ متى بدأت العمل فى مجال السباكة؟
- بدأت منذ سنوات لم أتذكرها، ولكن الدراسة وفرت علىَّ خبرة ثلاثين عاماً.
∎ أين تعلمت هذه المهنة، وهل توليت تنفيذ مقاولات كبيرة؟
- تعلمت فى مشروع «أغاخان» الذى نظمته خمس جهات ما أتذكره منها وزارة التربية والتعليم ومؤسسة ألمانية، وأعجبنى كثيراً عنوان المشروع وهو «تعلم الشباب مهن للقضاء على البطالة».
وعانيت كثيراً أثناء تقديمى للالتحاق بالدورة، ولكننى تفوقت فيها وحصلت على المركز الأول، وأنفذ مقاولات كبيرة فى تركيب أعمال الصرف فى عمارات كاملة، وللعلم المقاولات أسهل من إصلاح عطب فى ماسورة صرف «مرمة»
∎ مهن عديدة
∎ هل هذه المهنة هى الأولى لك؟
- لا، بل مارست العديد من المهن، فعملت موظفة فى بنك مصر بقسم الأمانات، وأنا حاصلة على دبلوم تجارة عام 1992 وأجيد اللغة الإنجليزية، وكنت أتقاضى مرتباً شهرياً يصل إلى 13 جنيهاً مصرياً، ولوفاة والدى بعد أربع سنوات من بدء عملى تحملت عبء الإنفاق على الأسرة بالكامل فلدى سبعة إخوة وأخوات، وسافرت إلى الكويت وعملت بشركة يوسف أحمد الغانم للسيارات، وتعرفت على زوجى وتزوجته هناك وبعد عودتنا من الكويت قمنا بإنشاء مطعم لتقديم الوجبات الجاهزة، وأمى كان لها دور مهم فى هذا المشروع، حيث قدمت لى يد العون والمساعدة، وبعد ذلك انتقلت لتنفيذ فكرة مشروع آخر وهى تنظيف الملابس وكيها بالبخار، وتطورت فى هذا المشروع حتى حولته لصيانة الملابس وتجديدها وعندما أرهقنى العمل فى هذا المجال، وتركنى زوجى أمام مسئولية ثلاثة أبناء، لجأت للعمل بمحل للتجميل «كوافير للسيدات».
وتخصصت فى قسم «الباديكير»، ودعمته بالاطلاع على الأمراض التى تصيب القدم كتشقق الجلد والبكتيريا والالتهاب، وكذلك عملت فى مجال صناعة الحلوى ثم مهنة السباكة.
∎ وماذا عن عائلتك وأبنائك؟
- أنا لدى ابنتان وولد (برديس وبسنت وباسم) ولى ابنة أرملة وتعول ثلاثة أبناء ووالدتى، وأنا من أتولى رعايتهم.
∎ هل علمت أولادك؟
- نعم.. فبرديس فى الصف الثانى بكلية الخدمة الاجتماعية وبسنت حاصلة على دبلوم التجارة، وباسم حاصل على دبلوم الصناعة ويعمل فى مجال الملابس الجاهزة، ومتزوج ولديه ابنة.
∎ كيف تقضين وقت فراغك؟
- ليس لدىّ أى وقت فراغ لكى أقضيه، فأنا أستغل وقتى كله فى العمل لكى أسد طلبات العائلة.
∎ بماذا تنصحين المرأة فى مصر عندما تتزوج؟
- أنصح كل امرأة بأن تمارس مهنة بجانب شهادتها، لمواجهة ظروف الحياة، فزوجى تركنى مع أولادى وتوليت أنا المسئولية التى زادت بعد وفاة زوج ابنتى، فالمرأة يجب أن تتسلح لحماية نفسها وأسرتها ويجب أن تضع أسرتها فى المقام الأول.
∎ كيف تنظرين إلى زيادة جرائم المرأة وخاصة من تقتل زوجها؟
- أرى أنه ليست هناك امرأة عنيفة، بل هناك رجل وراء كل جريمة وهو الذى يدفعها للعنف، والإيمان والخوف من الله يجعل المرأة هادئة أو تبحث عن شىء تفرغ فيه طاقتها كالعمل والعبادة وتربية الأبناء.