على يدى مسيو «جيمى» وزوجته «لوسى» أقدم من مارس المهنة فى مصر، تعلم إبراهيم صنعته، ليصبح أحد روادها أيضاً، حيث بدأ ممارستها وهو فى السابعة من عمره، ليتم عامه السبعين وهو على الدرب نفسه: أصل الباديكير ده فن مش مجرد صنعة. بهذا المنطق قضى إبراهيم كل هذه السنوات ممارساً ومعلماً لها، ويبرر انبهاره بالمهنة وإصراره عليها: الباديكير كلمة فرنساوى معناها العناية بالقدمين والأظافر، مش مجرد اللون اللى بيتحط. والمانيكير هو العناية باليد والأظافر، وظهر الباديكير لأول مرة فى مصر قبل الثورة فى أوائل التسعينيات، حيث كانت محال «باتا» وقتها تبيع الحذاء ب7 جنيهات، والباديكير هدية، وأحياناً كان الزبون يأتى لعمل الباديكير فقط مقابل 40 قرشاً، لكن الثورة والتأميم ألغيا هذه الخدمة فانتقلت من محال الأحذية إلى الكوافيرات ومولات التجميل. لم يعمل أى مصرى فى هذا المجال، الذى كان حكراً على الأرمن والجريج قبل عبدالحكيم الشهير ب«جيمى»، الذى تزوج من الأرمينية لوسى وأسسا سوياً محلاً تخصص فى عمل الباديكير بعد إلغائه من محال «باتا»، فى هذا المحل تعلم إبراهيم أصول الصنعة، ويمارسها مقابل ربع جنيه بقشيش من كل زبون، فضلاً عن الأجرة التى تصل إلى جنيه ونصف الجنيه،، ولم ينتظر إبراهيم طويلاً، فسرعان ما انتقل لمحل آخر ومنه إلى محله الخاص. ويرجع إبراهيم تفوقه فى المهنة إلى منطقه فى التعامل معها: «دى مش صنعة دى علم وله أصول، لذا أصنف القدمين إلى نوعين، قدم طبيعية وقدم بها مشاكل، كما أن قدم الرجل تختلف عن قدم المرأة، من ناحية الطبيعة ونوعية الاهتمام بها»، المشكلة التى تواجه إبراهيم أن عدداً كبيراً من المصريين يعتبرون الباديكير رفاهية، فيما يعتبره الغرب أحد الأساسيات، لذا يدرسونه فى كليات. إبراهيم يؤكد أن الخدمة التى يقدمها يصعب الحصول عليها فى الكوافيرات، مبررا: «الكوافيرات لا توفر التعقيم، وهو أهم خطوات مهنتنا، لأن أدوات الباديكير يمكن أن تنقل كثيراً من الأمراض إذا لم يتم تعقيمها بشكل سليم، لا يقل عن تعقيم عيادات الأسنان». وينعى إبراهيم مهنته وحالها الذى آلت إليه: «بقت مهنة من لا مهنة له، زمان كان المصريون لديهم إدراك أكبر لأهمية الباديكير وتأثيره على مظهر الشخص ونظافته، والراجل كان ييجى بمراته ويقعدوا يعملوا باديكير، وأعرف واحد رفض يتجوز واحدة زى القمر لما شاف أظافرها، وللأسف مفيش حد دلوقتى بيهتم بيه، لذا أعجبتنى هيفاء وهبى عندما قالت إن نظافة الرجل تبدأ من أظافره». إبراهيم أكد أن شريحة زبائنه تغيرت، فبعد أن كانت 80٪ سيدات قبل 10 أعوام، أصبحت 80٪ رجالاً والباقى سيدات، وهذا بسبب انشغال النساء بالعمل ورعاية الأبناء، والتحول الذى طرأ على أغلب الرجال وجعلهم يبدأون الاهتمام بأنفسهم بداية من العناية بالقدمين.