تواصلت الهبة الشعبية في جنوب اليمن لليوم الثاني على التوالي , وشهدت العاصمة الجنوبيةعدن عصيانا مدنيا شاملاً شل الحركة الاقتصادية تماما وشكلة ضربة قاضية للاقتصاد اليمني. وشهدت عدن ليلة دامية واشتباكات عنيفة خلفت قتلى وجرحى بينهم 4 جنود يمنيون أحدهم برتبة رائد , ورغم الهدوء النسبي الذي عم المدينة مع بداية العصيان المدني إلا أنه سرعان ما تبدد مع محاولة الجيش اليمني فض الاعتصام المدني بالقوة وأطلق جنود الرصاص الحي ومضادات الطيران بشكل عشوائي على المساكن والأهالي وهو ما أدى إلى استشهاد المواطن محمود صالح بن عسكر وسقوط عدد من الجرحى. وقطع الجيش اليمني الطرق بين أحياء ومديريات عدن وفرض حصاراً شاملاً على مدينة عدن القديمة , وشوهدت مدرعات وآليات عسكرية تعزز وجود الجيش اليمني في الشيخ عثمان والمنصورة. ودمر شباب غاضبون مدرعة تابعة للجيش اليمني وحاول الجيش اليمني اقتحام المعلا التي قام شبابها باغلاق الشوارع الرئيسية بالاطارات المحترقة ويفرض الجيش اليمني الآن حصارا شديدة على حي السعادة بخور مكسر. وأعلنت مصادر في عدن عن إغلاق المدارس والجامعات ومختلف المرافق ليومين متتالين , واستثني من ذلك الجانب الصحي. وفي حضرموت التي شهدت أعتى المواجهات بين رجال القبائل والجيش اليمني سقطت معظم معسكرات الجيش اليمني بأيدي رجال القبائل فيما قام حنود معسكر الثوار –أكبر معسكرات الجيش اليمني في حضرموت – بتسليم المعسكر والأسلحة والتوجه إلى الشمال , وسيطر الأهالي في شبام على مبنى الأمن العام ورفعوا أعلام الدولة الجنوبية عليه. ومع دخول الهبة الشعبية يومها الثاني نقلت مصادر إخبارية أن لنظام اليمني أن الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي والرئيس علي عبد الله صالح وقائد الجيش اليمني االجنرال علي محسن الاحمر والقيادي الإخواني محمد اليدومي وقيادات عسكرية أخرى قد عقدوا اجتماعاً بهدف القضاء على تحركات قد تفضي إلى استقلال الجنوب. وسقطت محافظة شبوة كلياً بأيدي القبائل الجنوبية وحاول الجيش اليمني استعادة السيطرة لكنه لم يتمكن سوى من السطو على سيارتين لمواطنين جنوبيين بمدينة عتق وأغلقت أسواق شبوة ومنع استيراد القات إليها وشهدت محافظة أبين هدوءاً نسبيا مقارنة ببقية المحافظات وفي لحج سقط المواطن سعيد عوض شهيدا برصاص الجيش اليمني , وتسلم رجال القبائل معسكرات الجيش اليمني بعد إخلائها وفرار الجنود في كل من الضالع ويافع وردفان. ولليوم الثاني على التوالي أغلق الشريط الحدودي بين الدولتين وسمح للشمالين بمغادرة الأراضي الجنوبية باتجاه العربية اليمنية.