شاعر العشق ويحلق بنظم المرأة في الشعر، استقال كسفير في السلك الدبلوماسي لكنه اتخذ محلها سفير حب القوافي. نزار قباني الشاعر السوري الذي ارتمى في أحضان المرأة وجعلها تنطق بشفة العشق في قصائده وتركع كعشيقة بأنوتثها في روي نظمه، وتفتبس أدوار الوجد والولع بمفاتن الحسن. أصدر أولى دواوينه سنة 1944 " قالت لي السمراء" وفي هذه الفترة بالتحديد كان العالم يشهد أحداث الحرب العالمية الثانية، ونزار قباني كان يعلن حرب المرأة التي يجعلها كنجمة تسطع في كوكب كل قصيدة، يكتبها فيطلق سهام الحنين، إلى الوجدان وكل همسة تحترق لها الشفاه. هو كجسر بقصائده يعبره الرجل لكي يعرف لؤلؤة أحلامه كيف تصفع في قلبها نارا، وكيف تصبح سيجارة وهي تدخن أشعاره وكيف تلملم أوراق حزنه، وتضمظ جروح حبه. هو سفير النساء وكذلك الرجال فبثورة أشعاره ستعرف مغارة كل امرأة تختزن أسرار العشق في سبات الأفكار وتحجبها في مرايا تسبح ببحيرات الغرام. نزار قباني لم يرحل، رغم أنه قد وافته المنية سنة 1998 فروحه تحلق كالملاك في كل ديوان نقرأه فنجهش بالبكاء عشق الولهان. شكرا إلى رجل جعل النساء قهوة يحتسيها في صباح روييه ونظم شعره. إلى رجل لو كانت أنامل كتابتي تركع لتوسلت تحت أقدار قصائد حبي، يا نجم سيسطع في كواكب الشعر، يا قمرا سندفن ونحيا فيه لحد الجقن.