العيد مناسبةُ يختلط فيها الموروث العقائدي مع التراث الوطني والعادات والتقاليد المتناقلة عبر الاجيال فيغدو محطة فاصلة بين أعباء الأمس وتمنيات الغد السعيد هو وقتٌ مستقطعٌ من تفاصيل عُمرنا ، نٌغادر فيه الهموم والمشاكل الى لحظات قليلة من الفرح نعيد فيه وصل ما إنقطع ، نطلق فيه العنان للخير في نفوسنا ، نتبادل ولو شيئا قليلاً من المحبة قولاً وفعلاً. هو العيد نُقبل عليه بالتمني ونُودعه بالتمني الذي يختلط فيه الخاص بالعام والديني باالوطني والانساني .. فيكون من البديهي مثلاً التمني بأن نحتفل بالعيد القادم وقد عُدنا الى فلسطين ، كانت هذه أُولى أمانينا في كل عام منذ ستين عام ماضية. يبدأ العيد عادة يومه الأول مبكراً جداً ، تمضي بنا خُطانا الى من كُنّا فقدناهم ، نُلقي التحية وألف رحمة ، نذرف دمعة وتعود بنا خُطانا من حيث أتينا ونبدأ نهارنا واجبٌ هنا وموعدٌ هناك , تجمعٌ للأهل والأصدقاء بينما يُعممٌ الأطفال الفرح في المكان. هذه مزايا العيد سيأتي العيد هذا العام مُثقلاً بهموم جديدة وأحلام جديدة أوجدها الزمن الجديد .. وسنودعه محملاً بأُمنياتٍ تفوق مثيلاتها لأعوامٍ خلت. سيختلف هذا العيد عيد الاضحى بتفاصيل كثيرة عن ما سبق وسيحمل كثيراَ من أوجه الشبه ككل عادة. سنحاول هذا العيد -ويجب علينا ذلك- ان نعطي لانفسنا .. لأطفالنا .. لعائلتنا فرصةَ لقليلٍ من الفرح ، رغم ان المتغير في الظرف والمكان سيفرضُ نفسه ليُعيدهم ويُعيدنا الى ما كان وما كان يجب أن يكون. سنحاول ان نرسم على وجوهنا إبتسامة ونُخفي خلفها دمعة ، وسنبحث في الأزقة عن أُناسٍ نعرفهم لكننا سنحاول عدم الإقتراب منهم ، فلا يحتمل القلب مزيداَ من الألم .. سنحاول حتماَ ترتيب ذكرياتنا وذاكرتنا فلم نعد نملك غيرهما .. ولدينا متسعٌ من الوقت لفعل ذلك. سنُزخرف يومنا .. سترتبك خُطانا رغم أنها تعرف جيداً الطريق ، وأجندتنا سوف تخلو من كل المواعيد .. كيفما كان سينقضي هذا العيد .. وسنُحَمِله مزيداً من أمانينا. عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ وفي اليوم التالي سنصحو على أمل جديد في الحياة. هذه الحياة التي قد نعلم عناوينها ولكننا حتماً لا نعلم تفاصيلها ، وسيمضي الوقت بنا إلى أن نُفاجَىءَ بعيدٍ جديد. عيد سعيد وكل عام وأنتم بألف خير.