قال لنا في حزن: »بمجرد أن تظهر براءتي.. سأقدم استقالتي فورا.. فلا يمكن لرجل كرمه محافظ القاهرة منذ أيام رفضت رشوة من صاحب عقار مخالف.. يمد يده ويأخذ رشوة«! بهذه الكلمات استقبلنا اللواء علاء الدين عبدالعزيز رئيس حي دار السلام.. فلم يتوقع الرجل انه في نفس اليوم الذي قبضت عليه الرقابة الادارية - كان يزيل 05 مخالفة بناء ويقف بنفسه مع مهندسي وعمال الحي أثناء عمليات الازالة!.. وبمجرد أن عاد الي مكتبه فوجيء بضباط الرقابة الادارية يصطحبونه معهم بحجة الحصول علي رشوة بالاشتراك مع أمين شرطة ومهندسين بالحي! داخل أحد الأماكن العامة التقينا باللواء علاء الدين عبدالعزيز رئيس حي دار السلام.. ليكون أول لقاء صحفي معه بعد أن أخلت نيابة الأموال العامة سبيله بضمان محل وظيفته. فماذا قال لنا؟! كان يبدو عليه الهدوء منذ أن التقينا به.. قال لنا في صوت يملؤه الحزن: »لكل انسان كبوة وسرعان ما ستزول وأقف علي قدمي.. فأنا واثق من براءتي«!. ثم فجر مفاجأة مؤكدا انه سعيد بتلك الأزمة.. لأنها كشفت له الوجوه الحقيقية للمحيطين حوله.. و عرف من كان يحبه ويحترمه عن صدق.. ومن كان يخدعه بكلامه المعسول بسبب منصبه الكبير! تكريم واتهام! والآن كيف مر الحادث الأخير في حياة اللواء علاء الدين عبدالعزيز.. خاصة بعدما تم تكريمه منذ شهرين من قبل محافظ القاهرة لرفضه تقاضي رشوة من أحد أصحاب العقارات المخالفة.. وابلاغه عنه؟!.. أجاب قائلا: أنا نفسي فوجئت باتهامي من قبل الأجهزة الرقابية بتقاضي رشوة من أحد أصحاب العقارات المخالفة.. فمنذ توليت منصبي كرئيس حي دار السلام.. ومعروف عني النزاهة والسير علي الطريق المستقيم.. اراعي ربي وعملي في كل شيء.. أقف مثل الحائط المنيع ضد أي شيء مخالف.. واستطعت خلال فترة وجيزة ازالة العديد من العقارات المخالفة.. والقضاء علي جزء كبير من تلك المافيا التي تعمل من أجل الكسب غير المشروع.. حتي ولو كانت علي حساب الأبرياء.. الذين يدفعون ما يملكونه للفوز بشقة صغيرة يتملكونها! المهم خلال الفترة الماضية استطعت تقديم حوالي أربعة من أصحاب تلك العقارات.. للعدالة عن طريق الأجهزة الرقابية.. وكله كان بناء علي تحريات دقيقة.. وتسجيلات صوتية واضحة..حتي كانت الواقعة الأخيرة التي كرمني فيها محافظ القاهرة.. ليس فقط بسبب عدم تقاضي رشوة وانما بسبب مجهوداتي الملموسة داخل الحي..حتي فوجئت بضباط الرقابة يلقون القبض علي ويقدمونني للنيابة بتهمة تلقي رشوة.. اهانة! لكن كيف دار سيناريو القبض عليك؟! يتنهد اللواء علاء الدين عبدالعزيز رئيس حي دار السلام ثم يقول: جاءني اتصال تليفوني من أحد الضباط بعد أن قمت بعملية ازالة خمسين مخالفة بناء.. أبلغني خلال المكالمة ان هناك بعض المتهمين في الحي تم القبض عليهم.. وطلب مني مقابلتي بشكل ودي في اليوم التالي.. وبالفعل التقيت به في مكتبي.. وكان الضابط بصراحة يعاملني بشكل حسن.. وطلب مني بعض الأوراق والمستندات والتي قدمتها له علي الفور.. لكن فجأة وجدته يطلب مني الذهاب معه الي الجهاز الرقابي.. ثم أبلغني بأنني متهم بتقاضي رشوة من أحد أصحاب العقارات المخالفة.. هنا طلبت منه ألا يضع القيد الحديدي في يدي.. وطلبت ذلك نظرا لمركزي ووضعي أمام موظفي الحي والأهالي أيضا.. لكنه رفض طلبي.. بل وطلبي من أن أقف مرتين أمام الناس مرة أمام مكتبي ومبني الحي مرة أخري.. وتم احتجازي في الجهاز الرقابي 8 ساعات حتي أحيلت الي نيابة الأموال العامة.. اخلاء سبيل! وكيف دارت التحقيقات معك في النيابة؟! ويرد اللواء عبدالعزيز قائلا: أولا أنا لست حزينا بسبب اتهامي.. لأن منصبي يعرضني لأي شيء.. لكن للأسف الاتهام كان قاسيا لكن رجال النيابة يبدو انهم كانوا يتفهمون موقفي.. كما أن التسجيلات الصوتية لم تثبت ضدي أي شيء.. لانني والله كنت أتحدث في أشياء أخري ليست لها أي علاقة بالرشوة أو أي شيء مخالف.. بالعكس كانت كلها كلمات عادية مع أطراف موجودين.. واذا سألوا سيؤكدون صدق كلامي.. ودارت التحقيقات بصراحة وعدل وبمنتهي الحيادية.. وكانت الأسئلة تدور حول معرفتك بكذا أو كذا؟.. وفي النهاية أصدرت النيابة قرارها بإخلاء سبيلي بضمان وظيفتي.. وكانت المفاجأة بعد اخلاء سبيلي أن سائقي الخاص طلب مني الذهاب الي الحي فور الافراج عني.. وعندما ذهبت الي الحي علمت ان هناك البعض فرحوا بسبب اتهامي.. وهو ما احزنني جدا.. لكن في المقابل فوجئت بأعداد كبيرة من الأهالي يقفون أمام مبني الحي.. يهنئوني وكانوا سعداء بسبب الافراج عني وتمنوا لي البراءة - التي أثق فيها تماما. اتكرمت كتير ولكن! وهنا سألناه عن خطته المستقبلية بعد اخلاء سبيله؟!.. أجاب اللواء علاء الدين عبدالعزيز قائلا: ما حدث معي بسبب اتهامي حطمني نفسيا.. وشعرت أن تاريخي كله ضاع بدون أي ذنب أو جريمة.. فأنا كنت أول دفعتي.. كما انني مثلت مصر دبلوماسيا في العديد من الدول من بينها لندن.. والولايات المتحدةالأمريكية.. كما حصلت علي نوط الواجب من الدرجة الأولي..وميدالية الخدمة الطويلة والخدمة الحسنة.. كما انني لم يوقع علي أي جزاء طيلة 53 سنة من العمل.. بالاضافة الي انني أبلغت عن العديد من المخالفات.. وساهمت في تقديم أصحابها الي العدالة.. وفي النهاية يتم اتهامي والقاء القبض علي بهذه الطريقة.. وأخيرا انهي اللواء علاء الدين عبدالعزيز كلامه: أنا قررت ألا أذهب مؤقتا الي عملي خلال هذه الفترة.. كما انني قررت تقديم استقالتي فور ظهور البراءة.. لأن ما حدث اعتبره اهانة لنفسي.