الساعة 03.7 مساء وبدون أي مقدمات انبعث دخان كثيف من كل شبابيك الشقة المطلة علي الشارع! العفاريت لا تستأذن قبل الدخول! هذا ما دار في أذهان أهالي شارع الحايس - حدائق شبرا مصر - عندما فوجئوا بهذا المشهد المثير يحدث أمام عيونهم.. فتسمرت أقدامهم مكانها وظلت نظراتهم متعلقة بالدخان الذي يزداد ثقافة لحظة بعد أخري! والعفاريت أيضا تدخل البيوت المغلقة وتسكنها حتي يعود أهلها! هكذا قال الناس في أحاديثهم الجانبية فيما بينهم وكان مبررهم الوحيد أن هذا البيت المكون من دور واحد مغلق منذ سنوات - ولا أحد يعرف - ان كان سكان هذا البيت هاجروا.. أم سافروا في رحلة عمل للخارج! النتيجة واحدة في النهاية! وهي أن هناك دخانا يخرج من شبابيك الشقة ولا أحد يعرف مصدره! لحظات وتصل سيارة المطافيء ويتكهرب الجو في الشارع يحبس الناس أنفاسهم.. وكأن العفريت الذي اشعل النار داخل الشقة المغلقة سيهرب طائرا من الشباك أمامهم! لكن رجال المطافيء يتعاملون مع الامر بشكل آخر قبل أن تتطور الامور وتحدث كارثة في الشارع! وتتصاعد الاحداث وتسجل كاميرا الحوادث لحظة بلحظة ما يحدث! أحد رجال المطافيء يصعد علي سلم الطواريء إلي الشقة ومن خلال شباك البلكونة - الذي كان مضطرا الي كسره دخل الشقة! ليس بحثا عن العفريت - الذي أثار الرعب لعدة دقائق في نفوس الناس.. وانما بحثا عن المنطق.. عن السبب الذي جعل الدخان ينبعث بهذه الكثافة من نوافذ الشقة المغلقة! ولأن اذا عرف السبب.. بطل العجب.. توصل رجال المطافيء الي سبب هذا الدخان.. فقبل أن يغلق أهل البيت شقتهم تركوا »لمبة نيون« مضاءة فظلت المسكينة تنشر نورها المحدود - فيما تيسر لها من جنبات الشقة - حتي احترق »الترانس« الذي يغذيها ويجعلها مضاءة - فانبعثت منه دخان كثيف كان سببا في اصابة الناس بالذعر! ورحلت سيارة المطافيء.. وقال الناس ساخرين مما حدث: ».. العفريت طلع كاذب«!