ساعات طويلة قضتها اسرة ابراهيم في البحث عن ابنها لا احد يعلم اين اختفى منذ ان خرج فى الساعات الاولى من الصباح الباكر للعمل ولم يعد حتى اليوم التالي، كابوس مزعج للزوجة التى خرجت للبحث عن زوجها الذى يبلغ من العمر 25 عاما، محاولات الزوجة للوصول الى اى خيط يكشف عن معلومة واحدة حول اسباب غياب ابراهيم باءت كلها بالفشل! الزوجة كانت تجلس داخل منزلها مذعورة وهى تحتضن طفلها البالغ من العمر 3 سنوات نجل الضحية الذى مازال مختفي لساعات وتحاول ان تهدئ من روع حماتها التى تشعر بالقلق على اختفاء ابنها، الجيران التفوا حول اسرة الضحية يحاولون قراءة المشهد، البعض يقول ربما خرج مع اصدقائه فى مهمة عمل، والبعض يقول من المرجح تعرضه لمكروه لكن غيابه عن المنزل لم يكن امرا عاديا، احساس الزوجة بغياب زوجها 24 ساعة خارج المنزل وكل الاتصالات مغلقة لا يوجد خيط واحد يدل على انه مازال بخير، لكنها تحدث نفسها من وقت الى اخر ربما تكون هواجس ولا داعى للقلق، وفجأة حدث مالم يتوقعه احد؛ اتصال هاتفي يكشف العثور على جثة ابراهيم بالقرب من ترعة الاسماعيلية ووجوده داخل مستشفى ناصر العام، لكن السؤال الذى يدور فى ذهن أسرة الضحية، مين اللى عمل كده وايه اللى حصل فى ليلة الحادث؟! تقول رحاب 23 عاما، زوجة الضحية ان ابراهيم كانت ابسط احلامه هو العودة الى احضان طفله الصغير بعد رحلة من العمل اليومى الشاق كسائق سيارة أجرة، هو يتيم الاب منذ الطفولة يعتمد على نفسه، ارتبطا سويا بقصة حب يعرفها الجميع وكللت منذ 4 سنوات بالزواج السعيد وانجبت طفلها 3 سنوات، يخرج صباحا للعمل ويعود ليلا حاملا حصيلة يومه بضع جنيهات، لم يتصور احد ان يخرج ابراهيم للعمل ويعود قتيلا وتكشف الزوجة فى تلك الليلة خرج كعادته منذ الساعات الاولى للصباح واعتاد العودة فى الخامسة مساء الا انه فى تلك الليلة طال الغياب حتى فجر اليوم التالى واغلق هاتفه المحمول قبل ان تستقبل مكالمة من صاحب السيارة التي يعمل عليها الضحية، مقابل 120 جنيها فى اليوم، وهو يقول لها البقاء لله ابراهيم اتقتل، واطلقت الزوجة صرختها حزنا على رفيق الرحلة الذى طالما كان يحلم ببناء مستقبل لابنه الصغير. وتابعت الزوجة، ابراهيم مات شهيد لقمة العيش احنا عايزين حقه وحق ابنه من القتله الغريب هو ما كشفت عنه تحريات المباحث لحظة العثور على جثة الضحية كان مجهول الهوية فقط ولكن ورقة بيضاء بها ارقام هاتف محمول تم تجميعها بصعوبة كانت الخيط الرفيع فى كشف هوية المجني عليه، الذى عثر على جثته بجوار ترعة الاسماعيلية وبه اثار ضرب بالرأس من الخلف وطعنات بأماكن مختلفة بالجسد وهو ما يدل على مقاومة الضحية للجناة بعد فرض سيطرتهم علىه وفقد حياته قبل العثور عليه مقتولا! المثير وهو ما سهل عملية القبض على الجناة؛ ان صاحب السيارة كان يضع خاصية ال "GPS" ، والتى كانت سببا فى التوصل الى مكان الجناة بمحافظة القاهرة، حبث توصلت تحريات المباحث الى ان المجنى عليه اثناء سيره بأحد الشوارع فى شبرا الخيمة استوقفه مجهولون وطلبوا منه توصيلهم الى منطقة بالقرب من الخصوص ورحب بهذا المشوار ولم يكن يعلم ما يخبئه له القدر، فى الطريق تحدثا معه فى محاولة لالهائه عما يخططا له، واثناء سيرهم فى الطريق اشهروا أسلحة بيضاء فى وجهه وطلبوا منه ترك السيارة، الا انه رفض ودافع عن نفسه وتلقى طعنه فى رقبته من الخلف وألقوه على الارض غارقا فى دمائه، وفروا هاربين، وتبين انهما عاطلين اعتادا القيام بتهديد المواطنين وسائقى "التوك توك" والاستيلاء على متعلقاتهم، تم اقتيادهما الى مركز الشرطة ومن خلال مواجهتهما بما توصلت اليه التحريات اعترفا بارتكاب الجريمة، وانهما فى تلك الليلة استقلوا سيارة الضحية من اجل الحصول على الاموال لشراء المخدرات، وتصادف مرور الشاب الذى وافق على توصيلة الموت الاخيرة وطلبا منه توصيلهما الى مكان على اطراف المدينة وقبل الوصول الى المكان المحدد وجدا الفرصة مواتيه للتخلص منه وسرقته، اشهروا أسلحتهم البيضاء فى وجهه الا انه رفض ان يترك عربته، وتم طعنه برقبته من الخلف وسقط قتيلا بعدها، وقاما بالتخلص من السيارة وبيعها، وشراء المخدرات بثمنها، وفى النهاية أحيلا الى النيابة التى أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق.