أطال مدير النيابة النظر وهو يتفحص وجه ضابط المباحث المنتظر إلى جانبه عن بشاعة التعذيب في جسد الضحية ذات السبع سنوات. كانت ظروف الواقعة تدور وتعلوا وتنخفض فى الذهن، ناقلة الحزن والأسى لكل من كان نصيبه نظر أوراق القضية. وفى نيابة حوادث شرق القاهرة باشر المستشار أحمد ربيع، مدير النيابة تحقيقات موسعة فى القضية بدأت بتشريح جثة الطفلة وتكليف المباحث بسرعة التحريات وضبط الجانى. وبعد ساعات من التحريات التى أشرف عليها الللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، تم التوصل إلى مرتكب الجريمة. وداخل سراى النيابة كانت المفاجأه التى كشفت الجريمة شيئًا فشيئًا. تفاصيل الواقعة تكشفها نيابة حوادث شرق حيث كانت البداية بالعثور على جثة طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات وعليها آثار تعذيب في جميع أنحاء جسدها، وعارية تماما وملقى بجانبها كيس بلاستيك به ملابسها. وبعد تكثيف التحريات تبين أن أم الطفلة هي مرتكبة الجريمة وبدأت خيوطها تتكشف شيئا فشيئا. كشفت التحقيقات التي باشرها المستشار أحمد ربيع، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، وأشرف عليها المستشار إبراهيم صالح، المحامى العام الأول للنيابات، أن الأم تدعى "صابرين" 35 سنة كانت متزوجة من أحد الخارجين عن القانون في محافظة الفيوم حيث كان يسكنا فى منزل أسرة الزوج، ونتج عن هذا الزواج إنجاب طفلة أسموها "ملك". وأضافت التحقيقات، أن الزوج سجن7 سنوات فى قضية مخدرات وخلال فترة سجنه تعرضت الأم إلى مضايقات وتحرش من جانب شقيق زوجها، فلجأت إلى أهله واشتكت لهم، فطالبوها بترك ابنتها لهم لتربيتها ومغادرة المنزل، فوافقت واستأجرت شقة بعيدة عنهم. مرت السنوات وخرج زوجها من السجن فأحضر ابنته من عند أهله وعاشا سويًا فى الشقة التى استأجرتها زوجته وبعد فترة أنجبا طفلآ . وأوضحت التحقيقات أن الزوج سجن مرة أخرى بعد ضبطه فى قضية مخدرات أخرى فقررت الزوجة أخذ طفليها والتوجه للقاهرة، وترك الفيوم، حيث عملت فى إحدى السواق لبيع الخضار والفاكهة واستطاعت تدبير نفقات إيجار شقة بمدينة النهضة بالسلام ثان من خلال مساعدة بعض الأهالى. وأوضحت التحقيقات أن يوم الحادث خلدت الأم للنوم واستيقظت فجأة على صراخ طفلها فنادت على ابنتها "ملك" لتسألها عن سبب صراخه فأجابت الطفلة أنها تلعب معه، لكن الأم قررت اكتشاف الأمر بنفسها فذهبت لغرفة الطفل لتفاجأ بأن ابنتها الطفلة تتحرش بأخيها، فانهالت عليها بالضرب بعصا ولم تكتف بذلك، بل أطفأت فى جسدها الصغير السجائر، في مؤشر يوحي بأنها كانت مدّخنة. وبعد وصلة تعذيب اعترفت لها ابنتها الطفلة بأن عمها - الذي كان يتحرش بأمها وزوجها بالسجن- كان يمارس معها الجنس فقامت بتكرار نفس الفعل مع شقيها الصغير، فما كان من الأم سوى أن تقوم بتعذيبها مرة أخرى قرابة ال8 ساعات حتى فقدت الطفلة النطق ثم لفظت أنفاسها الأخيرة، حسبما اعترفت الأم تفصيليّا أمام المستشار أحمد ربيع مدير النيابة، الذي استدرجها رويدًا رويدًا وحصل منها على اعترافات كاملة بشأن الحادث. وأظهرت التحقيقات أن الأم حاولت إفاقة ابنتها إلا أنها كانت قد توفيت فلجأت لفكرة إحضار "شيكارة" وإخفاء جثة ابنتها وإلقائها بجانب مقلب للقمامة بالقرب من منزلها بحوالى 200 متر وبجانبها ملابسها. وبالفعل نفذّت خطتها، ونقلت جثة ابنتها إلى مقلب القمامة ثم انصرفت، وعندما اكتشف الأهالى الجثة، ذهبت الأم "القاتلة" مسرعة لمكان مقلب القمامة، وصوتها يدوي وتذرف دموع التماسيح، متهمة مجهولين باختطاف ابنتها واغتصابها وتعذيبها، إلا أن حيلتها انكشفت وتم القبض عليها واعترفت بالواقعة كاملة أمام المستشار أحمد ربيع مدير النيابة كما قامت بتمثيلها فأمرت النيابة بحبسها 4 أيام على ذمه التحقيقات بتهمة القتل.