لم يعد لأهالي الإسكندرية حديث سوي عن الشاب الذي قتل خطيبته ومثل بجثتها، وتساءل الكثيرون؛ كيف لم يراع سنوات الحب التى عاشاها معاً؟! الغريب أن المتهم لم يكتف بالقتل، بل مزق جثتها داخل منزلها، ولماذا فعل ذلك؟! الإجابة في السطور التالية التي تحمل تفاصيل أكثر أثارة حول الحكاية الكاملة التى جمعت الجانى بالمجنى عليها حتى وقوع الجريمة. الساعة التاسعه صباحاً، موعد خروج "شامية" أوكما يطلق عليها أصدقائها "شيما" من منزلها متجهة إلي عملها بدار الأيتام الذى لا يبعد عن المنزل سوى 300 متر تقريباً، كعادتها استيقظت وانطلقت للعمل، ولكنها لا تعلم أن اليوم هوآخر أيام حياتها، وعلى يد حبيب عمرها، تواصلت أخبار الحوادث مع عم الضحية ليسرد لنا تفاصيل الحكاية من البداية حتى اكتشافهم للكارثة. قصة حب معظم من يعرفون"شيما" الفتاة الجميلة البالغة من العمر 22 عامًا، يؤكدون أنها لا تعرف سوى التسامح والطيبة، عاشت حياتها فى سلام تام مع الجميع، ولكن القدر كان يخبئ لها ما لم تتوقعه أويتوقعه أحد منهم، فمنذ فترة المراهقة تعرفت على "أحمد" وهوشاب وسيم يكبرها بعامين، نشأت بينهما قصة حب، ازدادت قوتها بمرور الأيام، عاشا سوياً الحياة بكل أشكالها، بين أوقات اللعب والجد، مرت الأيام والتحق الاثنان بمعهد واحد، كانا معظم الوقت معاً، كانت قصة حبهما يعرفها الجميع وينتظرون تتويجها بالزواج، أكملت الفتاة عامها الثامن عشر، وبدأ الشباب يطلبون الارتباط بها منهم من كان يحاول معها ويجد الطريق مسدود، ومنهم من يتجه إلي باب أهلها وكانت الفتاة قادرة على غلق الأبواب فى وجوه كل من أرادوا الزواج منها، تحملت الكثير من أجل حبيب القلب الذي كان على علم بكل هذا، وبدأ في اتخاذ الخطوة الأولي للحفاظ عليها، وقرر إعلان الخطوبة رسمياً أمام الجميع وسط حضور من الأصدقاء والأحباب الذين يعرفون الحكاية من بدايتها، اعتقدت الفتاة وقتها أنها مقبلة على "أحلى أيام حياتها" ولكنها لا تعرف أن المستقبل سيجعلها ضحية جريمة بشعة . مشاكل وفراق مرت الأيام بحلوها ومرها، فى كل ليلة كان الحديث هاتفياً بين العشاق، كل منهما يثبت حبه للأخر بالكلام المعسول، ولكن بمرور الوقت بدأت تظهر الخيانة، والتصرفات التى لا تسطيع أى انثى تحملها، بدأت المشاكل حول تصرفات "أحمد" مرت 4 سنوات من الخطوبة ولا شيء جديد، مازالت الغيرة والتصرفات الصبيانية، وصل الحال به إلي الشك، وأصبحت المخدرات تتحكم فى تصرفاته، لم تستطع الفتاة تحمل "الخيانة والشك" من قبل حبيب عمرها، قررت الفتاة الابتعاد عنه وعندما يشعر بها لا مانع من العوده، وافق أهل "شيما" وجلس والدها مع والده، وقرروا الانفصال بالمعروف، انتهت قصة الحب التى دامت لأكثر من 8 سنوات، وانتهى معها حديث كل ليل، كان الفراق يمزق روح الفتاة، وأصاب الحبيب بالجنون، حتى وصل الحال إلي التهديدات بقتلها ان أصرت على الفراق والابتعاد عنه . جريمة بشعة قرر "مجنون شيما" ان ينتقم بأبشع الصور، بعد فسخ الخطوبة بشهر تقريباً، بدأ يخطط لتنفيذ ما يريد، وجعلها عبره لمن تحاول ان تجرحه أوتتركه دون إرادته، سهر الليل كاملاً حتى جاء نور الصباح، انطلق إلي منزلها وأختبأ ببئر السلم، ينتظر خروجها من باب منزلها الخلفى كعادتها، ظهرت أمامه، انقض عليها وضربها بعصا حديدية كانت بيده قبل خروجها إلى الشارع، سقط الفتاة أرضاً غارقة فى دمائها، لم يكتف بذلك بل قام بسحب جثتها إلي غرفة بجوار السلم، وجد بجواره زجاجات فارغة، كسر إحداها وقام بطعنها عدة طعنات كانت الأولي بقلبها الذى أحبه، واستكمل تمزيق جثتها، وبعد الإنتهاء فر هارباً. أكتشاف الجريمة بعد ارتكاب الجريمة، فوجئ أحد أفراد الأسرة بدماء تسيل على الأرض ومنبعها الغرفة الصغيرة، لم يستطع اكتشاف الجريمة بمفرده، بدأ يصرخ كالمجنون، لحظات قليلة وكان الجميع يكتشف الجريمة البشعة، عثروا وقتها على جثة الفتاة، دقائق قليلة وكان اللواء شريف عبدالحميد مدير الإدارة العامة لمباحث الإسكندرية يفحص البلاغ الذي تلقاه من رئيس مباحث قسم شرطة المنتزه ثان بالعثور على جثة فتاة، على الفور أمر بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وبعمل التحريات السرية تبين أن القاتل هوخطيب المجنى عليها السابق، وتمكنت القوات الأمنية من القبض على المتهم، وبمواجهته أمام اللواء مصطفى النمر مساعد الوزير لأمن الإسكندرية اعترف بارتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وفي نهايتها تم تجديد حبسه إلى 15 يومًا لحين تقديمه للمحاكمة.