المحكمة اصدرت حكمها والمتهم مازال هاربا! الأبشع من الجريمة هو أن يظل مرتكبها حرًا طليقا، يُخرج لسانه للجميع؛ القانون، وأسرة المجني عليه، التي لن يشفي غليلها إلا أن يقتص القانون لهم. الموت حق، ولكن القتل جريمة تستوجب العقاب، حتي وإن كان بلا قصد؛ منذ أكثر عام استقلت الأم "توك توك" بصحبة أطفالها الصفار لتوصيلهم الي الحضانة، فجأة تأتي سيارة مسرعة يقودها شاب أرعن يصطدم بالتوك توك، ويقلبه بمن فيه رأسًا علي عقب، الرحلة التي اعتادت عليها الأم يوميًا، وكانت سعيدة بها، تغير مسارها هذه المرة، وبقيت المأساة عندما علمت الأسرة أن الضحية في هذا الحادث هو مقتل الطفلة الصفير "لين"، والأبشع هو هروب المتهم حتي بعد صدور الحكم ضده لا يزال هاربًا. لين طفلة جميلة ابتسامتها وضحكتها تخطف العين، آخر العنقود وفعلا سكر معقود تملأ منزل اسرتها ضحك ومرح بالرغم من عمرها الصغير والذي لم يتعد عامين، لكن شاء القدر ان تختفي تلك الابتسامة وتتبدل بالدموع والحزن بعد أن خطف الموت لين من حضن امها وشقيقيها في حادث لاناقة لها فيه ولا جمل. يحكي الأب القصة من بدايتها، قائلًا: منذ سنوات تزوجت، وربنا رزقني بولدين توأم وبعدها بعامين تقريبا انجبت زوجتي ابنتي لين ومنذ اليوم الاول لولادتها ملأت علينا البيت بهجة وسرور وكذلك رزق. اشقاؤها والعائلة جميعا كانوا يحبونها ، وفي كل يوم يمر علينا تكبر لين ونتعلق بها أكثر وأكثر كانت شقية وذكية بشهادة الجميع ، كانت زوجتى تحملها معها في أي مكان تذهب اليه، لانها كانت مرتبطة بها، وفي يوم الحادث استيقظت زوجتي مبكرا لتقوم بتوصيل اولادى للحضانة واخذت معها " لين " ونزلوا من المنزل بعد أن ودعونى كعادتهم واحتصنتنى لين وطلبت مني كعادتها شراء الحلوى لها وقامت بتقبيلى وخرجت مع والدتها وهي سعيدة للغاية ، لم نكن نعلم ان هذا هواللقاء الاخير ولين لن تعود الى بيتها والعابها ثانية. وينهارالاب باكيا ثم يستكمل حديثه قائلا :خرجت زوجتى واستقلت توك توك لتوصيل ابنائي للحضانة وفي احد الشوارع توقف التوك توك في شارع فاطمة رشدى بالعمرانية نظرا لوجود مشاجرة في احد الشوارع وبعدها فوجيء السائق بسيارة مسرعة تأتي نحوه من اتجاه المشاجرة بها مجموعة الشباب لتصدم التوك توك وتقلبه وتفرهاربة. أصيبت زوجتى وابنائي بإصابات سطحية بينما لم تتحمل لين الصدمة حيث سقطت أسفل التوك توك نظرا لنحافة جسدها ولم تستطع زوجتى امساكها. بعدها اخذت زوجتى تصرخ لم تشعر باصابتها كانت تستنجد بالمارة ان ينقذوا اطفالها اولا وليس هي، كان لديها امل كبير في ان يكونوا بخير لكن كانت صدمتها في لين وهى رأسها مفتوحة والدماء تسيل منها بغزارة لا تتتوقف ، تحاول افاقتها لكن دون جدوى وفي تلك اللحظة يتجمع المارة محاولين انقاذ زوجتى واطفالى الثلاثة وتم نقلهم للمستشفى وتم اسعاف زوجتى واولادى التوءم بينما لم يستطيعوا انقاذ لين فقد فاضت روحها الى بارئها وماتت نتيجة اصابتها بنزيف حاد وخروج سائل المخ من الأذن من شدة الارتطام بالأرض .. هذا ما وصفه التقرير الطبي تم تحرير محضر بالواقعة واصدرت النيابة قرارها بالتصريح بالدفن وطلبت تحريات المباحث للوصول الى مرتكب الواقعة زوجتى اصيبت بصدمة عصبية منذ الحادث ودائما منهارة حيث فقدت ابنتها بين يديها ولم تستطع انقاذها، بعد الحادث ودفن الصغيرة بدأت ابحث عن القاتل في المنطقة وكانت المفاجأة ان احد المحلات كان بها كاميرات مراقبة وجاء بها لقطات للسيارة التى صدمت اسرتى وبالفعل قدمنا ذلك المقطع ومنه وصلنا لصاحب السيارة والسائق وقدمنا كافة البيانات. وتم تقديمه للمحاكمة امام محكمة الجنح بتهمة القتل الخطأ واصدرت المحكمة حكمها بحبسه عام مع الشغل غيابيا ، ولم ينفذ منها يوما واحد وانا وزوجتى نموت في كل يوم مائة مرة لضياع حقها ، لانعرف للنوم او للأكل طعم بسبب عدم القبض على المتهم حيث اكتشفنا ان العنوان المسجل في القضية قديم ولم يستدل له على عنوان آخر ويصمت الاب محمد محي والدموع تملأ عينيه ثم يستطرد حديثه قائلا : لا أعلم ماذا افعل لا اريد شيئا سوى القصاص لابنتى لقد لجأت الى القانون انا لا اعترض على حكم الله واعرف ان ابنتى في مكان افضل لكننى اريد حقها من ذلك الشاب المتهور والذى قتلها دون شفقة او رحمة وكاد ان تضيع معها اسرتى بالكامل لكن العناية الإلهية انقذتهم من الموت اريد ان ترتاح ابنتى في قبرها، حاولنا التحدث مع الام لكنها كانت منهارة ولم تستطع الحديث وفي نهاية حديثنا طالب الاب بالقصاص لابنته وناشد ادارة تنفيذ الاحكام ووزارة الداخلية بسرعة القبض على الجاني وتقديمه للعدالة .