كلنا أبناء ثورة 23 يوليو. الثورة التي غيرت تاريخ العالم وانهت الاستعمار والاحتلال بقيادة زعيمها الخالد جمال عبدالناصر. ولعل الكثيرين الذين عاشوا أيام ثورة 23 يوليو يعرفون ذلك جيدا.. ولعل الذين انتقدوا أسلوب الثورة التحرري والذي نجح في تحرير أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية وتكوين جبهة عدم الانحياز بقيادة مصر الناصرية يعرفون الآن كم كانت مصر عظيمة شامخة بين الأمم بفضل زعيمها »ناصر« والذي اختاره الأعداء قبل الأصدقاء رجل القرن العشرين. هذا هو جمال عبدالناصر.. ابن مصر الذي لن ننساه والذي شهدت جنازته جموع قدروا شبه ملايين شخص وهي أكبر جنازة في تاريخ البشرية. جمال عبدالناصر الذي اختار زعامة مصر كان عليه ان يدفع الثمن غاليا.. وهذا قدر كل من أحب هذه البلاد.. فلقي هزيمة 1967 لا لشيء سوي لأنه سعي لأن تصبح مصر في مقدمة الأمم.. ومن رأي مصر الستينيات كان سيدرك أن هذه البلاد سوف يتم ضربها لا محالة خاصة بعد النهضة الكبري التي شهدتها مصر في كافة المجالات صناعة وتجارة وفنون ومفاعل نووي »انشاص« وصناعات ثقيلة والسد العالي. بلد تنهض تهب في وجه العالم وتسحق الاستعمار القديم وتطرده من 3 قارات شر طردة.. هل كان العالم وخاصة الولاياتالمتحدة الراعي الرسمي للصهاينة سيقفون مكتوفي الأيدي امام العملاق المصري حتي يبتلع اسرائيل؟! نفس سيناريو ناصر تكرر أيام العظيم الخالد محمد علي باشا.. مؤسس مصر الحديثة وباني جيشها واسطولها ورائد تنويرها.. بمجرد ان سعي لتكوين امبراطوريته ووصل إلي أبواب الاستانة.. اتحدت عليه كل دول اوروبا خشية المارد المصري وبنفس أسلوب حرب 1967.. نجحوا في هزيمته عام 1840. هذا قدر مصر العظيمة كلما تقلد رئاستها رجل عظيم. أما مصر السادات ومبارك فاسمحوا لي - وقد يختلف كثيرون معي -ان اقول أنها بداية إنهيار الدولة المصرية العظيمة وان كان يحسب للرئيس الراحل نصر اكتوبر العظيم الذي أعاد كرامة الجيش المصري ولكن سرعان ما تواري السادات وقفز إلي عباءة امريكا ليصنع مجده الشخصي وينسي مجد مصر.. أما المخلوع مبارك فلن يذكره التاريخ بكلمة لأنه لم يفعل هذا البلد شيئا سوي الارتماء في أحضان الكيان الصهيوني وأصبح خادم اليهود الأول. وربما يذكره التاريخ ان الشباب المصري الواعد الباحث عن الكرامة ثار عليه وألقي به في السجن.. بعد ثورة 25 يناير والتي تعتبر امتدادا طبيعيا لثورة 23 يوليو. أما ثورة 25 يناير.. فان المطلوب منها كثير جدا. علينا ان نبدأ في بناء مصر المنهارة سياسيا واقتصاديا وصناعيا وتجاريا وزراعيا. علي الرئيس محمد مرسي مهمة ثقيلة جدا اعانه الله عليها.. وعليه ان يكف عن حضور حفلات تخرج الدفعات العسكرية وان يبدأ العمل الجاد في اصلاح البلاد كما وعد فالوقت كالسيف.. ان لم تقطعه ياسيادة الرئيس.. قطعك!