.شهدت جلسة النطق بالحكم علي الرئيس المخلوع حسني مبارك المعروفة بقضية القرن حالة من الصدمة المروعة لدي اهالي الشهداء وانصار المخلوع علي حد سواء فالحكم لم يرض اي طرف من الاطراف بل من الممكن ان يكون شرارة لتفجير الثورة مرة اخري في الشارع نتيجة لرفض الثوار للحكم الذي برأ ابناء المخلوع ومساعديه من كافة التهم المنسوبة اليهم وحتي الحكم الذي تم اصداره حيثياته تتيح للمخلوع ان ينقض الحكم ويحصل علي البراءة في النقض بسبب عدم وجود دليل دامغ علي اصداره للاوامر بقتل المتظاهرين خلال ايام الثورة.. وتجلت حالة عدم الرضا عن الحكم في احداث عنف واشتباكات امام اكاديمية الشرطة فور صدور الحكم عند سماع اهالي الشهداء والمصابين للحكم الذي اصدره المستشار احمد رفعت بحبس الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد اقيمت الاحتفالات وقام بعضهم بخلع ملابسه والسجود علي الارض معلنين رضاهم التام عند الحكم واطلقوا بعض الصواريخ النارية في الهواء ابتهاجا بالحكم ولكن ذلك الفرح انقلب بعد ذلك عند خروج المحامين من قاعة المحكمة حيث اخبروهم ان نجلي المخلوع حصلاعلي براءة في التهم المنسوبة اليهما حيث ثار الاهالي واتهموا المحكمة بعدم الحيادية وانها تم توجيهها لاصدار الحكم ليقوم بعض الافراد بقذف قوات الشرطة بالزجاجات الفارغة متهمين اياهم بحماية عناصر النظام السابق وهو ماقابله هجوماً من افراد الامن المركزي علي المتظاهرين في عملية من الكر والفر استمرت لمدة دقائق قبل ان يسود الهدوء الحذر امام باب اكاديمية الشرطة التي شهدت انعقاد المحاكمة وبعد ذلك قام بعض المتظاهرين بتحطيم سيارة شرطة "بوكس " والاعتداء علي قائدها مما ادي الي تدخل قوات الامن المركزي التي اشتبكت مع المتظاهرين الذين انسحبوا الي داخل المنطقة السكنية المقابلة للاكاديمية وهم يقذفون الشرطة بوابل من الحجارة اصابت بعض افراد الامن المركزي والصحفيين المتواجدين في المكان واستمرت عملية الكر والفر اكثر من ربع ساعة ثم قامت قيادات من الامن المركزي بأمر الافراد بالانسحاب والرجوع الي مكان التمركز السابق ليعود المتظاهرون مرة اخري وسط هتافات معادية للشرطة والقوات المسلحة التي قامت عناصرها بالانسحاب من المكان بمدرعاتها فقام المتظاهرون برشقها بالطوب مما ادي الي اصابة ضابطين من القوات المسلحة إصابة في الوجه وتكسير واجهة مدرعتين في نفس الوقت الذي قامت فيه قيادات الامن المركزي بسحب جزء كبير من قواتها ومصفحاتها الي داخل اكاديمية الشرطة لتتحاشي الدخول في صدام جديد مع المتظاهرين الذين اعلنوا انهم سيتجهون في مسيرة سيرا علي الاقدام الي ميدان التحرير للتنديد بالحكم وسيطالبوا برفض الحكم الذي اصدره المستشار احمد رفعت مؤكدين انهم سيعقدون محاكمة ثورية في ميدان التحرير لمحاكمة كل عناصر نظام مبارك بدءا من الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ومساعدي العادلي الذين تمت تبرئتهم من قتل المتظاهرين مستغربين كيف يحكم علي مبارك بالمؤبد في تهمة قتل المتظاهرين في الشوارع خلال جمعة الغضب 28 يناير وخلال موقعة الجمل التي قامت خلالها عناصر تابعة للحزب الوطني المنحل بمهاجمة المتظاهرين في ميدان التحرير بالاسلحة البيضاء والحارقة مما ادي الي استشهاد العديد من الثوار ويتم تبرئة مساعدي العادلي الذين من المفترض انهم يد النظام الذي كان يبطش بهم واكد المتظاهرون ان هذا الحكم هو بداية لثورة الثانية التي لن تخمد الا بعد ان يتم تحقيق كافة المطالب من محاكمة ثورية لمبارك وحاشيته وعزل الفلول وتسليم السلطة من قبل المجلس العسكري الي رئيس منتخب يأتي به الميدان . وعلي الجانب الاخر قام انصار الرئيس المخلوع بثورة عارمة لحظة سماع الحكم حيث قاموا بالاعتداء علي بعض الصحفيين ورجال الامن باستخدام الحجارة والزجاجات الفارغة مؤكدين علي ان الحكم لم يكن عادلا حيث ان القاضي انحاز الي المتظاهرين الكارهين لمبارك واعطي حكما ضد الرئيس السابق مبارك لارضائهم ضاربا بالعدالة عرض الحائط واكدوا علي انهم لن يتركوا الامر بل سينزلون الي الميادين حتي يتم الافراج عن مبارك ، وقام بعض انصار المخلوع بمحاولة اختراق الحاجز البشري الذي اقامته الداخلية للفصل بين انصار مبارك واهالي الشهداء والمصابين للفتك بالمتظاهرين الذين كانوا يطلقون الشماريخ فرحا بالحكم ولكن قوات الشرطة تصدت لهم وتم اطلاق بعض الغازات المسيلة للدموع - لم يعرف حتي الان من اطلقها وضد من- لينسحب كافة انصار المخلوع من امام باب الاكاديمية وهم يهددون المتظاهرين . وشهدت الجلسة التي عقدت بأكاديمية الشرطة اجراءات امنية مشددة حيث قام اكثر من 20 الف ضابط وفرد وشرطي بتأمين المحاكمة بالتعاون مع القوات المسلحة فقاموا بالتفريق بين انصار المخلوع واهالي الشهداء والمصابين الذين حضروا منذ الصباح الباكر من كافة المحافظات لرؤية الرئيس المخلوع وهوينال جزاءه العادل وطالبوا المستشار احمد رفعت باصدار حكم بالاعدام علي المخلوع ويتم تنفيذه في ميدان عام حتي يكون عبرة وبدأوا في الهتاف وترديد العديد من الشعارات منها" يارفعت صحي ضميرك حسني مبارك تاري وتارك " العدل فين يامحكمة علي الارض ولا في السما " مش هيفيدك كاب وبيادة انتوا جهنم واحنا شهادة" . ولم تكن الانتخابات الرئاسية ونتائجها بعيدا عن المحاكمة حيث قام بعض المتظاهرين بالهتاف ضد الفريق احمد شفيق معتبرينه انه استكمال للنظام السابق الذي افقر المصريين وارهبهم واكدوا انهم لن يسمحوا له بالفوز بالمنصب لان في ذلك خيانة لدم الشهداء ليقوم احد الاشخاص بأحضار سلم خشبي وهو الرمز الانتخابي لشفيق ليقوم بأشعال النار فيه وسط هتافات المتظاهرين المعادية لشفيق . التقت اخبار الحوادث بعدد من اهالي الشهداء والمصابين في البداية قال محمد مصطفي انه لن يقبل الا القصاص العادل فمن قتل لابد له ان يقتل وان اي حكم سيتم اصداره غير الاعدام لن يتم الاعتراف به واكد علي انهم سينزلون الي الميدان حتي يتم تحقيق مطالبهم في محاكمة ثورية لمبارك بدلا من هذه المحاكمة الهزلية علي حد تعبيره ، فيما قالت ام مصطفي انها حضرت من الاسكندرية خصيصا حتي تشهد هذه اللحظات الفارقة في تاريخ الوطن مؤكده علي ان دم الشهيد في رقبة كل مواطن مصري شريف قاسي الامرين خلال النظام السابق من ظلم وقهر وفساد استشري في كل مؤسسات الدولة لذلك يجب ان نقف جميعا امام رجوع عناصر من النظام السابق الي سدة الحكم ليعيدوا النظام بكافة مساوئه.